الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيانٌ ختاميٌّ مُهَلهَل

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2011 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


أورد البيان الختامي الذي صدر عقب إجتماع ( قادة الكتل السياسية ) بخصوص تدريب القوات المسلحة العراقية بمساعدة الجانب الأمريكي حتى يكون مؤهلاً لردع أي تهديد ضد أمن العراق الداخلي والخارجي والحفاظ على سلامة أراضيه ومياهه وسمائه ونظامه الدستوري الديمقراطي . ووصف البيان الختامي الإجتماع ( إيجابياً وتميّز بالصراحة والودية ).

لم يشر البيان الختامي إلى الذين يمثلون ( قيادات الكتل السياسية ) الذين حضروا الإجتماع وبصموا على ما تقرر فيه . فصفة الكتلة السياسية أصبحت تعطى لكل من هبّ ودبّ . وأصبح إنتقاؤهم لحضور الإجتماعات مرسوماً مقدماً لضمان الحصول على ال OK . فالحاضرون كما تظهرالصور المنشورة هم نفس الوجوه الكالحة التي لم تنجح في إدارة دفة الحكم في شيئ عدا نهب أموال الشعب بشكل رواتب ومخصصات خيالية أو بإلإختلاس .

السمة العامة للبيان الختامي الصادر صياغته بالشكل الذي يريده رئيس الوزراء ، يضاف إليه الـتاكيد الصريح على ( إتفاق ) القادة على ( ضرورة تأييد مساعي الحكومة ومباحثاتها بهذا الشأن ) . إن وصف الإجتماع بالناجح وتميّزه بالصراحة والودية أمرٌ لا يصدّق في ظل الواقع السياسي الماثل . إن إجتماعاً لإتخاذ قرارات بالإجماع لا يتم إلاّ في حالة عدم دعوة المعارضة إليها أو وجود هراوة من هراوات الطاغية صدام تردع من يجرأ على قول ( لآ ) . ومن المفارقات التي تؤيد المنحى الذي ذهبنا إليه هو أن الإجتماع قد عقد بناءً على دعوة من رئيس الجمهورية ، ومن باب أولى أن يصدر البيان الختامي عن ديوان رئيس الجمهورية ويقرأ من قبل الناطق الرسمي للديوان وليس من قبل السيد روز نوري شاويس ( نائب رئيس الوزراء ) .

التناقض الواضح بين الحديث عن الأسباب الموجبة لتدريب القوات المسلحة العراقية ( إستكمال السيادة الوطنية ) وبين القرار الذي أتخذ في إستمرار تدريب القوات المسلحة بمساعدة الجانب الأمريكي . لا يعتمد الحفاظ على سلامة أراضي العراق ومياهه وسمائه على وجود قوات مسلحة مدربة فقط بل أن هناك الكثير من العمل السياسي في المحيط الإقليمي والدولي الذي لم تلجأ إلى الحد الأدنى منها حكومتنا العتيدة رغم أن دول الجوار تعمل على قطع مياه دجلة والفرات وفروعهما ، بل فتح مياه المبازل الإيرانية على شط العرب . إن النية في إستخدام وسائل الحفاظ على العراق تسبق تملّك القوة العسكرية ، ومثل هذه النية مفقودة .

خُتم الييان الختامي بعبارة ( ونظامه الدستوري الديمقراطي ) دون الإشارة إلى الفدرالية بشيئ ، وليس من المتصوّر أن يكون ذلك بسبب سهوٍ أو خطأ . وبنفس الوقت فإني أتحدى جميع الذين حضروا الإجتماع إن كان بإمكانهم تفسير العبارة ( وإتفق المجتمعون على عدم ضرورة منح الحصانة ) التي وردت في البيان الختامي . ترى أي حصانة كان المفروض منحها؟ ولمَن ؟ وهل إجتماع قادة الكتل السياسية تكوين دستوري له الصلاحية في منح الحصانات . قد يقول قائل أن النص لم يُجز منح الحصانة ، فلماذا إثارة السؤال ؟ إن العبارة مبتورة وغير واضحة ومن الممكن إستخدامها سلباً لمن يريد إستغلالها . ثم أني متأكد أن المجتمعين عندما إتفقوا على هذه الفقرة ما كانوا ليعرفون معناها ، فهنيئاً لنا بوجود مثل هؤلاء القادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لن ينفع ألنفاق
طلال الربيعي ( 2011 / 10 / 6 - 23:14 )
أشرت بحق ألى ألى بعض ألظواهر ألمرضية لهذه ألعملية ألساسية ألفاسدة وألتي أنتشرت كأتتشار ألسرطان في ألجسم فمزقت أحشاءه وجعلت منه جثة أقرب ألى ألموت منها ألى ألحياة, ويتوهم بعض ألقادة بأن ألنفاق وأطلاق بعض كلمات ألتفاؤل وألتطمين لقادرة على أعادة ألحياة ألى جثة ألعملية ألسياسية .

اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها