الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ينقص تنظيمنا الشيوعي ؟

جاسم محمد كاظم

2011 / 10 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يقول البيان الشيوعي عن الشيوعيين ( الشيوعيون عمليّا هم الفريق الأكثر حزما من الأحزاب العمالية في جميع البلدان، والدافع دوما إلى الأمام، ونظريا هم متميزون عن سائر جُموع البروليتاريا، بالتبصّر في وضع الحركة البروليتارية، وفي مسيرتها ونتائجها العامّ.والهدف الأول للشيوعيين هو الهدف نفسه لكل الأحزاب البروليتارية الأخرى: تشكّل البروليتاريا في طبقة، إسقاط هيمنة البرجوازية، واستيلاء البروليتاريا عن السّلطة السياسية. ).1
ويعرف الحزب الشيوعي بحسب المفهوم الماركسي بأنة " الطليعة الطبقية التي تتقدم صفوف طبقتها من اجل إن تخوض الصراع السياسي دفاعا عن المصالح المشتركة للطبقة وتحقيق أهدافها "..2 لذلك يكون الحزب بحسب هذا التعريف طبقة اجتماعية سياسية كغيرة من الطبقات المتصارعة .
وان كان الحزب يختلف في جوهرة وتمثيله عن بقية الطبقات لأنة يضم في جنباتة وتنظيمة الطبقة التي تصنع الحياة وتغير شكل الطبيعة والكون وتصنع الغد للآخرين من خلال العمل المبدع الخلاق .
ومن هذا التعريف البسيط نستنتج شيئا أخر بأنة اكبر الطبقات حجما فهو بذلك زعيم الطبقات وسيدها بلا منازع .
وتعرف الموسوعة الفلسفية السوفيتية الطبقات (بأنها مجموعات كبيرة من الناس تختلف عن بعضها بالمكانة التي تشغلها في نظام محدد تاريخيا للانتا ج الاجتماعي ). ولم تنسى الموسوعة أن تضيف (بعلاقاتها التي تكون في معظم الحالات محددة ومصاغة بقانون ).3
ويضيف لينين (إن الطبقات هي جماعات من الناس تستطيع أحداها إن تستملك عمل جماعة أخرى بسبب الفرق في المكان الذي تشغله في نمط معين من الاقتصاد الاجتماعي وبالتالي بطرق الحصول على الثروات الاجتماعية وبمقدار حصتها من هذه الثروات)..4 .
وكشفت الماركسية لأول مرة بان تاريخ البشرية صراع محموم محكوم بقوانين يحددها الإنتاج ويتحدد موقع الطبقات تبعا لموقعها في عملية الإنتاج المادي وعلى ضوء علاقات الإنتاج يتحدد شكل النظام الاجتماعي وهرمة السياسي ومن يحكم من . ومن هي الطبقة المهيمنة الماسكة للسلطة والمصدرة للقوانين والقابضة على مفاصل الحياة .
وتصبح الطبقات متمايزة جدا كلما تقدمت وسائل الإنتاج في الأنظمة الرأسمالية حيث تبرز إلى العيان الطبقات المالكة المهيمنة وتفرز بوضوح أحزابها اليمينية . وبنفس الوقت تبرز إلى السطح أحزاب اليسار وطبقات العمال ويصبح المجتمع أشبة بطبقتين شديدتي الوضوح .
وتصبح الطبقات صعبة الفرز في النظم المتخلفة ذات وسائل الإنتاج المتدنية على شكل مزيج خلاسيي يصعب على الفك والفرز والتحلليل وتصبح المعادلة أصعب حين تتدخل السياسة بصنع تلك الطبقات من اجل إعطاء ديمومة لنظامها القائم في الأنظمة البيروقراطية الريعية غير المنتجة للبضاعة والتي تعيش على بيع الموارد الأولية فقط فتختفي طبقة العمال وتذوب شيئا فشيئا في "نتريك" القطيع المشبع بالخرافة ويظهر إلى السطح مسميات غريبة لأحزاب لم تنبع من واقع العملية الإنتاجية شبيهة بالدكاكين المقدمة للبضاعة المستوردة تحاول فرز القاطنين على انتمائهم الطائفي عبر بث خطاب تفريقي من اجل ديمومة بقائها المعتاش على الشعار والخرافة .
وكما يقول الرفيق النمري في كتابة جديد الاقتصاد السياسي " إن الرأسماليون والشيوعيون كلاهما يراهن على الطبقة العاملة الطبقة التي تخلق الثروة . الرأسماليون يراهنون على استغلال الطبقة العاملة وجني الإرباح الطائلة والشيوعيون يراهنون على تحرير هذه الطبقة لبناء مجتمع الرفاهية "..5 لكن السلطات الريعية المحتكمة للدين أو شعارات القومية المحتمية بقوة الغير الرأسمالي يراهنون على قتل الطبقة العاملة إما بالاحتكام إلى المذهبيات الغابرة في أولهم أو بعسكرة المجتمع عند أخرهم . وكذا تنتهي الطبقة العاملة بعد إن يصبح بلدها سوقا حرة للمنتجات الغربية وتحل محلها طبقة وسطى تكون أشبة بالمليشيا المسلحة تعمل لصالح الأسياد الماسكين للسلطة تعمل على ديمومة الأمر لأطول فترة ممكنة . وعند هذا الأمر تختفي من الوجود تنظيمات الأحزاب الشيوعية( العمالية ) وان ظهرت أحزاب شيوعية إلى الساحة فهي مصابة بفقر الدم الشديد لأنها ببساطة تفتقر إلى الطبقة المساندة لها لان لحم ودم الحزب هو طبقته المتكونة من العمال وبدون هذه الطبقة لايمكن أن يقال إن هناك حزب شيوعي يدافع عن مصالح اتباعية . فتحاول هذه الأحزاب الالتصاق بعض الكتل والمسميات الحزبية الأخرى قومية كانت أو طائفية من اجل تحقيق مكاسب برلمانية في لعبة الديمقراطية والليبرالية الجديدة .
وهكذا تكون الأحزاب الشيوعية في البلدان الريعية ذات الإنتاج المتخلف والمعتمدة على المنتج الغربي مجرد مسميات مفرغة من الشكل والمضمون لأنها تفتقر إلى الطبقة العاملة روحها ودمها وقلبها النابض ويصبح خطابها الجديد كما يقول الرفيق النمري حين يواجهها النقد من قبل أصحابها حين يصيبها الفشل (اللي عاجبة عاجبة . واللي مش عاجبة مع السلامة ) 6.

المصادر
1- البيان الشيوعي :كتاب متوفر في مكتبة الحوار المتمدن
2- فؤاد النمري :التحريفية الجديدة .61
3- الموسوعة الفلسفية :إشراف يودين وروزنتال . ترجمة سمير كرم .دار الطليعة بيروت -1967
4- لينين .كيف نمحي الطبقات .الحوار المتمدن
5- فؤاد النمري .جديد الاقتصاد السياسي .ص25
6- فؤاد النمري .التحريفية الجديدة .ص62








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطبقة العاملة والثورة وتحررها
فؤاد محمد ( 2011 / 10 / 6 - 23:12 )
الرفيق العزيز جاسم تحية
ياكد ماركس على ان تحرير الطبقة العاملة يجب ان يكون من صنع ايدها
لينين يعتقد ان الطبقة العاملة لا يمكن ان تحرر نفسها الا بمساعدة الحزب وان نضالها ليس اكثر من مطلبي وان الوعي يجب ان ياتيها من خارجهاومن البرجوازيةالصغيرة
روزا تستنكر احلال الحزب بدل الطبقة العاملة
الكومونة حدثت قبل لينين وكذلك المجالس العمالية
كيف نفهم ذلك يا رفيق جاسم
اعانقكم


2 - تحية رفاقية للعزيز فؤاد محمد .
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 10 / 7 - 09:33 )
ماتقولة صحيح يارفيق يالعزيز لكنة لكل واحد من هؤلاء مايبرر فكرتة وانت اعرف مني بذلك .
علينا إن نعرف اولا إن الماركسية مرشد عمل وهي ليست وصف جاهزة للتطبيق في كل حين . كانت فكرة ماركس وانجلز ترتكز على ثورة الطبقة العاملة . التناقض بين راس المال والعامل هذا التناقض الذي سوف ينتهي بانتصار الطبقة العاملة نتيجة الاستغلال وسوء المعاملة وتفاقم الازمات وهو مايؤكدة في اخر صفحات راس المال . من إن سيطرة جمهور الشغيلة وتجريد الراسماليين من ملكيتهم لهو اسهل امرا واقصر زمنا من سلب هؤلاء الراسماليين لتلك الملكيات عبر دهر طويل .
لم يختلف لينين مع ماركس حول جوهر الاشتراكية ودور الطبقة العاملة لكن الوضع الدولي في عهد لينين اختلف كثيرا عن عهد ماركس . اختلفت شروط قيام الثورة الاشتراكية في عهد لينين عن عهد ماركس . ففي عهد ماركس كانت اليبرالية في طورها الاولي هناك راسماليون مسيطرون على الانتاج وهناك عمال اشقياء . الوضع اختلف في عهد اليبرالية الثانية وظهور الامبريالية العالمية ذات الجيوش النظامية وقوات الدرك والبوليس التي ترى في الطبقة العاملة من اشد اعدائها فكان نظرية الحزب الحديدي (الحزب الشيوعي ) هي الرد الذي قابل بة لينين تحديات ذلك العهد . الحزب الذي سيتحول إلى دولة كاملة في حالة استلام السلطة بكل الوسائل والذي يكون قادرا على القتال مع جيوش محترفة لو تطلب الامر وهو ماحدث فعلا بعد ذلك .


3 - تحية للرفيق للعزيز فؤاد محمد 2
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 10 / 7 - 09:47 )
اختلف لينين مع روزا لكسمبورغ حول دور الحزب الشيوعي . حيث كانت روزا ترى إن سيطرة الحزب على السلطة الكاملة والغاء بقيت الطبقات لهو الغاء لمفهوم الديمقراطية داخل نطاق الطبقة العاملة وتصبح الطبقة العاملة اسيرة لافكار الحزب من مجرد خروجها من نير الراسمال . وهي ترى الابقاء على بقية الطبقات الاخرى من البرجوازية الصغيرة وبقية الطبقات الاخرى . وهذا مانتقدة لينين بشدة لانة بالتالي يؤدي إلى الابقاء على الوحدة المتداعية مع الطبقات الانتهازية الانتهازية وان اهم واجبات الحزب في مراحلة الالولى سحق بقية الطبقات سحقا تاما والتي يصفها لينين بالحقيرة والحقيرة لالف مرة اما دور المجالس العمالية في كومونة باريس فان القوات النظامي استطاعت من تدمير هذه المجالس بضربة واحدة ولم تصمد المجالس العمالية امام ارتال -كافيناك- المدربة رغم قتالها البطولي امام المتاريس . واثبتت كومونة باريس صدق تنبؤات لينين حول ضرورة الحزب الحديدي القابض لكل مفاصل السلطة . رغم إن السب الخارجي كان هو العامل الاساسي في حدوث الكومونة فلولا احتلال الجيوش البروسية لاراضي فرمنسا وانهزام جيوشها النظلمية واختلال الوضع مارات الكومونة نور الشمس وسوف انشر نصوصا لفلاديمير لينين بقلمة توضح خلافة الاساسي مع كوتسكي ورزا لكسسمبورغ وبليخانوف في الحوار المتمدن قريبا وارجوا إن اكون قد وفقت في الشرح . مع فائق تحياتي


4 - الطبقة العاملة و الوعي الطبقي
سعيد زارا ( 2011 / 10 / 7 - 09:50 )

تحية للرفيق جاسم

بعد اذنك نسائل السيد محمد:
هل يمكن للعمال ان يعوا مصالحهم الطبقية الى حد اقامة ديكتاتوريتهم؟

و لي عودة لنقاش ما تضمنته المقالة.
وشكرا.


5 - ماذا
نخيل ( 2011 / 10 / 7 - 09:58 )
السيد جاسم
ماذا ينقص اذا و من ينقصة ذلك رجاء
وهل تدعو الى عملية سد النواقص وكيف
ولك مني جزيل الاحترام لهذا الجهد


6 - انت حر باي سؤال تطرحة
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 10 / 7 - 11:00 )
تحية خالصة للرفيق العزيز سعيد زازا واقول ل كانت حر في طر ح أي سؤال ومسائلة أي شخص . مع فائق التحية
اما بخصوص التعليق رقم 5
ماينقصنا مذكور في المقالة وفي اخر اجزائها مع التحية الخالصة


7 - نعم كل شيئ نسبي واكن
فؤاد محمد ( 2011 / 10 / 7 - 14:37 )
الرفيق العزيز جاسم
شكرا على جوابك لكن ماركس اكد ان تحرير الطبقة العاملةلا يمكن ان يكون الا من صنع الطبقه العامله نفسهاوبالمطلق
كما ان الزمن كان متقارب وكان انجلس على قيد الحياة وروزا كانت معاصرة للينين
وماذا اوصلتنا ثورة اكتوبر بعد سبعون سنه
السيد سعيد لقد حدثت الكومونةوالمجالس بدون البولشفيك ولينين وسيطر العمال على السلطه
تحياتي


8 - إشكال فؤاد محمد
فؤاد النمري ( 2011 / 10 / 7 - 15:39 )
قال الرفيق ماوتسي تونغ.. الحزب الشيوعي مثل قصر كبير له أبواب من مختلف الجهات يدخله الناس من مختلف الأبواب بعضهم لا يلبث أن يخرج والبعض الآخر يستقر في القصر إلى النهاية
ماركس وإنجلز ولينين وستالين استقروا في قصر الحزب الشيوعي حتى النهاية ولم يكن أي منهم من طبقة البروليتاريا. هؤلاء أدركوا بعبقريتهم المتميزة أن المستقبل، كل المستقبل للبروليتاريا
ونذكر فؤاد محمد أن ميخائيل باكونين مؤسس الفوضوية هو أيضاً من البورجوازية الوضيعة
وتحياتي للرفيق جاسم محمد


9 - تحية بلشفية للمعلم النمري والعزيز فؤاد
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 10 / 7 - 16:21 )
تحية خالصة للرفيق العزيز فؤاد النمري وتحية إلى رفيقنا الغالي فؤاد محمد . نعم يارفيقي العزيز اكد ماركس على إن تحرير الطبقة العاملة لايمكن إن يكون الا من تلقاء نفسها . لكن الظرف الموضوعي بعد ماركس تغير وهذا ما اكدة الكثيرين من قادة الماركسية نفسها هذا اولا . ثانيا إن ظرف روسيا يختلف عن ظرف انكلترا وفرنسا فروسيا كانت دولة فلاحية محكومة بنظام قسري وحين ساُل لينين حول امكانية الشيوعية في روسيا وانها جائت قبل اوانها دون المرور بمرحلة الراسمالية فقال - لنعطي التاريخ دفعة إلى الامام - ثم إن اكتوبر الخالدة كانت في اوانها ثورة انسان حقيقي قاتلت 30 جيشا محترفا قبل إن يصيبها التحريف والموت ولو سارت على درب لينين نفسة لا بتلعت اوربا بكاملها قبل إن تحل الالفية الثالثة . مع فائق التحية

اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و