الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدتان لتوماس ترانسترومر

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2011 / 10 / 7
الادب والفن


الشاعر السويدي توماس ترانسترومر
الحائز على نوبل للأداب 2011

ترجمة حميد كشكولي من السويدية
1

TRAFIK
ترافيك

تخوض مركبة الشحن بعربتها المقطورة خلل الضباب،
و عبر ظل كبير ليرقة يعسوب في عَكَر قعر البحيرة.

تلتقي المصابيح الكشّافة في غابة تندى قطراتٍ.
لا يقدر المرء على رؤية وجه إنسان آخر.
نهر الضوء يتلاشى في إبر الصنوبر.

نأتي مركبات ِ ظلال من كل الجهات في الأصيل،
نهيم ُ وراء بعضنا ،
بجنب بعضنا،
ننساب إلى الأمام،
في جرس إنذار خافت.

خارجا،
في الأرض السهلية حيث الصناعات تحضن،
وتنخفض المباني بمقدار ملليمترين كل عام---
تبتلعهن الأرض بهدوء.

أيدي غير معرَّفة الهوية،
تترك آثارها على المنتجات الأكثر بريقا، و التي يُحلم ُ بها هنا.
والبذرة تسعى إلى الحياة في الإسفلت.
لكن قبل كل شيء ، إن شجرات الكستناء كئيبات ، و كأنهن هيّأْن تفتق قفازات من حديد،
بدلا من اسطوانات بيضاء،
وخلفهن غرفة موظفي الشركة – أنبوب نيون معطل، يغمز ومضات ِ.
هنا ، ثمة باب سري. فافتحْ!
وانظر ْ في المنظار المقلوب إلى الأسفل،
باتجاه الفوهات،
نحو الماسورات العميقة،حيث الطحالب تنمو مثل لحى الموتى،
وينسل العامل المنظف في ثيابه المفصلة من المخاط،
بأنفاس سباحة واهنة ،
في مسيره إلى الاختناق.
ولا أحد يدري كيف سيسير هذا الأمر،
سوى أن السلسلة تنقطع ،
وتعود تلتحم باستمرار.

2

Allegro
معزوفة شديدة العجلة

أعزف " هايدن" بعد انقضاء يوم اسود،
واشعرُ بدفء ضئيل في يدي.

الأزرار تبغي المزيد والمطارق اللطيفة تأخذ بالطَرق.
الرنة خضراء، مفعمة بالحيوية، و هادئة.

تقول الرنة إن الحرية متوفرة،
وإن ثمة من لا يدفع الضرائب للقيصر.

أدخل يدي إلى الأسفل في جيوبي "الهايدنية"،
وأحاكي شخصا يرنو إلى العالم بهدوء.

أرفع الراية الهايدنية - ما معناه:
"إننا لن نستسلم، بل نريد السلام".

إن الموسيقى بيت زجاجي على السفح،
حيث الأحجار تطير ُ، و تتدحرج.

وتلتف ّ الأحجار على بعضها بعضا باستقامة،
لكن أخيرا كل َّ جدول يغدو كلّا .

2011-10-06








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ترجمة الشعر
كريم رحيم ( 2011 / 10 / 6 - 21:46 )
ترجمه فيها روح الشعر وهذا مهم في ترجمة الشعر اليوم قرأت ترجمه غير موفقه عن
البولونيه اي ان القصيده مرت بمخاضين فخرجت لاروح فيها الاعمال الكامله للشاعر موجوده
على 4شيرد لم اقرءها لحد الان يمكن الاستفاده منها للوصول الى نتائج جيده تحيه


2 - أصفق لك و لترانستومر
حسين علوان حسين ( 2011 / 10 / 7 - 06:59 )
أستاذي الفاضل حميد خنجي المحترم
ترجمة رائعة تجمع بين المعنى و المبنى و تؤثر الأول على الثاني ، و هذا هو المطلوب !
حرام عليك تحرمنا من كل هذه الجواهر يا أخي ، شاركنا بالمزيد من ترجماتك الرائعة لترانستومر، أرجوك !
تحياتي الحارة


3 - إعتذار
حسين علوان حسين ( 2011 / 10 / 7 - 07:03 )
أستاذي الفاضل حميد كشكولي المحترم
شديد الأسف على خطأي في كتابة إسمكم الكريم على نحو صحيح
أرجو أن تتفضلوا علي بقبول إعتذاري
تحياتي


4 - رائع
سامر عنكاوي ( 2011 / 10 / 7 - 10:14 )
تحية للاستاذ حميد كشكولي
لست مهتما بالشعر ولكني استمتعت بالقراءة
ترجمة رائعة مبدعة
شكرا لك


5 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2011 / 10 / 7 - 11:06 )
شكرررررررررررررررررا لك
أستاذ حميد
بالرغم من بلوغه الثمانين وقلّة ما يكتبه إلا أنه كان يستحق تلك الجائزة وذلك التكريم
رائعة


6 - شكراً لكَ
رعد الحافظ ( 2011 / 10 / 7 - 12:31 )
شكراً جزيلاً عزيزي الرائع حميد كشكولي
منذُ أعلن أمس عن إسم الشاعر السويدي / توماس يوستا ترانسترومر
Tomas Gösta Tranströmer
وأنا أبحث عن ترجمة لإحدى قصائدة التي توصف بأنّها تعالج النفوس الملتاعة
عرفتُ عنه أمس فقط أنّهُ رُشّح للجائزة منذ 18 عام , وكان يستحقها , لكن كلانا نعلم كيف السويديين يفضلون غيرهم على أنفسهم .. حتى في جوائزهم المهمة
زوجته (مونيكا بلاد / تزجوا عام 1958 ) قالت أمس لن تتصوروا فرحتهِ بعد أن يأس من تلك الجائزة , إبنتهِ ( إيما ) فرحت أكثر , وهي التي اهدت أبيها , إسطوانة موسيقية يحبها في عيد ميلادهِ ال 80 , وهو يعزف البيانو بيدٍ واحدة بعد الشلل الذي اصاب الأخرى
بينما السويديين العاديين , الذين حاورتهم حول الخبر ( كنّا بالصدفة نحتفل في مطعم جميل بمناسبة تقاعد بضعة أشخاص ) لم يولوا الخبر أهميّة كبيرة , لكنّهم يعرفوه جيداً
******
على كلٍ نيل ترانسترومر جائزة نوبل للأدب , خلصنا من وجع الرأس ونظرية المؤامرة التي كانت ستملأ مواقعنا فيما لو فاز بها اليهودي / عاموس عوز , الذي رُشح لها , وربّما أيضاً الأديب الطبيب المصري الرائع / علاء الأسواني صاحب عمارة يعقوبيان !


7 - نسخ جزء / 1
رعد الحافظ ( 2011 / 10 / 7 - 12:58 )
إسمح لي أخي حميد , بنسخ هذه المقتطفات مع مقالك لتنفعنا عند المراجعة
******
يقول محمد علي شمس الدين
في إشكاليّات الترجمة الأدبية
وكان يتحدث عن ترجمة قصائد ترانسترومر بالذات , ما يلي :
بعض ما ينبغي أن يتصف به المترجم , همة المبدع وإخلاص الملتزم ووفاء الغيور
ترانسترومر , يقول عن نفسه: إنه مزراب الانطباعات-. والحال أنه طيف الانطباعات وتعبيرها. إنه في أشعاره أشبه ما يكون بالرسامين الذين يحبهم ويهديهم قصائد: فان غوغ، وتيرنر، أو كالموسيقيين الذين ينفعل بهم أيضاً: فاغنر وليست...
يقول: -على سطوحي مطر/ أنا مزراب الانطباعات- ويصف الشعر بأنه -زلات اللسان-. ولكنه اللاقط المرهف للاشارات الكونية، ورنينها أيضاً، موسيقاها وهندساتها.
قد يكون ترانسترومر، كما قال في مقابلة أجرتها معه الناقدة ثورستين العام 1974 (ونقل مقطعاً منها علي ناصر كنانة في مقدمة كتابه). يفرّ من ضغط التكنولوجيا، وأجهزة الكمبيوتر وتسلط المتسلطين في بلاده السويد. على أعصابه وأعصاب الناس، مما يدفعهم للبحث -عن شيء خاص، ثمين، والشعر يجعل هذا الثمين حياً-، لكن يظهر أن فراره هذا، خروجه من الشرط المحلي التكنولوجي الضاغط، كان
يتبع


8 - نسخ جزء / 2
رعد الحافظ ( 2011 / 10 / 7 - 13:00 )
، كان نحو الكينونة الطبيعية، والموسيقى والرسم، وأولاً وأخيراً التأمل الهادئ والنابض في كل شيء، من خلال الأشياء.
النقطة الأخيرة التي أرى أنه ينبغي عليّ الاهتمام بها، في صنيع كل من علي ناصر كنانة وقاسم حمادي، وفريقي عملهما على ترانسترومر، هي مسألة الأداة الشعرية التي تميزه، وهي حيلته الشعرية بحق، أو هي شعريته وجوهره الشعري، متمثلين بهذه الأداة، وأعني -الصورة الشعرية-.
ترانسترومر من كبار شعراء الصورة في العالم. أشار لذلك علي كنانة باعتباره -أستاذ الصورة الشعرية- في الشعر السويدي، ووصفه أدونيس متكئاً على جملة باشلار -الصورة فجر الكلام-.
والحال هو أن التفصيل في هذه المسألة في قصائد ترانسترومر ضروري، لأن الصورة هي هو، وهي أداته العظمى في صنع القصيدة.
والصورة في الشعر، وفي شعره، بخلاف -اللغة-، قابلة للنقل والتسريب، وبالتالي للترجمة. وهو سبب من أسباب يُسر ترجمته... أي ترجمة صوره للعربية. فالقصائد لمسات على جوامد، تحركها... لمسات هي كهرباء... يقول:
-الدرابزين الأعمى يعرف وجهته في الظلام-
ويقول: -الموسيقى بيت زجاجي على منحدر-
ويقول -الجسر طائر حديدي كبير يبحر فوق الموت- ويقول / يتبع


9 - نسخ جزء / 3
رعد الحافظ ( 2011 / 10 / 7 - 13:04 )
ويقول -يزدحم السير، إنه يزحف، كتنين برّاق خامل-
ويقول -امش على آثار الحقيقة، كمثل كلب يتعقب الاثر-
ويقول -المصباح تومض ظلته البيضاء كقرص دواء في كوب ظلام-
يقول -عندما فجأة لطمني البرد اسودت اللحظة ولا تزال كمثل علامة فأس في جذع- ويقول -استمر القلب في القفز كمثل ضفدع في العشب-
ويقول -أحب هذه الفراشة كما لو أنها ترفرف كزاوية للحقيقة-
ويقول -يداي خاليتان كمثل قميص على الحبل...- وهكذا وهكذا
فالصورة أداته، والتشبيه بين محسوس ومحسوس ومعنوي ومحسوس ومحسوس ومعنوي، تشبيه أخّاذ، سواء اكتفى بحسيته، أو خرج من ذلك لما هو أكثر تعبيراً وأبعد مدى كأن يقول -فوق الشواطئ الصخرية/ تحت الشمس/ ماعز , كان يرعى النار-
غالباً ما تجد المفاجأة -مكبر الصوت يبث الصمت- وهي مفارقة
-أرى آثار أضلاف الابل في الشمس، لا كلمات لكن لغة-
أو -البيت راسخ في السماء/ وما يسقط يسقط الى أعلى-
ومثله قول سعيد عقل في تأبين فؤاد افرام البستاني -كمثل صنين يهوي ان هوى صعداً-
ولا شك في أن ثمة تناسباً بين الشاعرين، فكلاهما لم يقرأ الآخر على الأرجح !


10 - الى الأستاذ كشكولى
موريس رمسيس ( 2011 / 10 / 7 - 14:23 )
شكرا على الترجمة
لقد سمحت لى و لغيرى الأستمتاع بشعر الشاعر ترانسترومر و التعرف على
منهجه و أسلوبه فى الكتابة و عمق تفكيره و لم اشعر عند قراءة القصيدة انها مترجمة... شكرا


11 - شكرا لمداخلاتكم
حميد كشكولي ( 2011 / 10 / 7 - 23:59 )
أعزتي
رعد و سامي مراد، و كريم و حسين علوان و سامر وشامل وموريس
شكرا جزيلا لمداخلاتكم القيمة التي أغنت ترجمتي لقصيدتين للشاعر الكبير توماس ترانسترومر. ارجو لكم الموفقية و تحقيق أمانيكم
أخوكم
حميد كشكولي


12 - الأستاذ حميد كشكولي المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 10 / 8 - 02:35 )
ميول الشاعر الموسيقية ودراساته في علم النفس هيآ هذا الفنان للتعبير عن مواقفه من الكون وتأملاته في الإنسان بطريقة فلسفية غنائية رمزية . الترجمة وخصوصاً للشعر من لغة إلى أخرى تلقي ضوءاً جديداً على القصيدة وعلى أحاسيس وانفعالات المترجم الذي يتأثر بالقصيدة فيعطيها نكهة أعمق ، جهودك مشكورة أستاذ ونأمل أن تعرفونا أكثر على الأدب السويدي .
أشكرك على ردك على رسالتي بخصوص بريدي الإلكتروني ويسرني أن بدأت أتلقى تعليقاتي في الحوار منذ أيام قليلة ، نحيي مساهماتكم الصادقة ولك تحياتي

اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي