الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهيمنة الغربية الملتحية...!؟

جهاد نصره

2011 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تهيمن وسائل الإعلام النفطية الغازية وحدها على الفضاء العربي المقروء والمسموع والمنظور الأمر الذي أحدث خللاً وربما نضوباً ثقافياً كبيراً إضافة إلى عيوب سياسية وتشوهات فادحة في منظومة الرأي العام العربي..! ولأن هذه الوسائل تحتكر النسبة الأعظم من هذا الفضاء، فقد وجد المفكِّرون والكتّاب والمنظِّرون العرب أنفسهم أمام خيار وحيد تجلى في المساهمة الإيجابية في مسار التوسع الأفقي والهيمنة شبه المطلقة لهذه الوسائل وذلك عبر تلميع صورتها وتحسين منسوب مصداقيتها وذلك بالرغم من حقيقة احترافها الحاذق لكافة فنون وأساليب التضليل المخادعة التي تسهِّل عملية التحكم بالرأي العام وتوجيهه..! لقد قدمت هذه الوسائل الإعلامية خدمات كبرى في سياق تمرير سياسات الأسر النفطية الغازية الحاكمة والتعمية على مصالحها مثلما غطَّت تحالفاتها مع دول الغرب هذه التحالفات التي جعلت منها منافذ عبور آمنة تستخدمها الدول الغربية لضمان مصالحها وبسط نفوذها المتعدد الأشكال...!؟
لقد وصل الانحدار والتخبط والتشويش على صعيد الرأي العام العربي حدوداً غير مسبوقة في السنوات الأخيرة وقد تكشَّف ذلك هذا العام بعيد اندلاع الاحتجاجات والاضطرابات الأمر الذي استدعى للمرة الأولى من بعض النخب التوقف عند الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة ومن ثم محاولة كشف أجنداتها وفضح سياسات مالكيها.. هذه الوسائل التي تفرَّغت كلياً لما حدث ويحدث في بعض الدول العربية وقد عمدت إلى تكيِّيف تغطيتها ومتابعتها بما يخدم الخطط والأهداف التي جرى التوافق عليها من قبل الدول الكبرى والحلفاء الإقليميين الصغار...!؟ ويتضح ذلك من خلال توصيف المتظاهرين فهي أطلقت على المتظاهرين في بعض الدول تسمية الثائرين والمنتفضين وغير ذلك في حين وصفت المتظاهرين في دول المشيخات كالسعودية والبحرين بمثيري الفتنة والشغب...!؟ وفي الوقت الذي لم تتوقف فيه هذه الوسائل بمختلف أشكالها عن الحديث عن البطش والتنكيل والاعتقالات في دول ( الشر ) فإنها تحدثت عن محاولات المتظاهرين المشاغبين المساس بالأمن الوطني لدول الممالك والمشيخات تبريراً لعمليات الاعتقال وأحكام السجن والقتل..!؟ وفي الحين الذي امتدح فيه كتاب وإدارات هذه الوسائل التي باتت مفضوحة متظاهري دول الشر وأطنبوا في الحديث عن بطولاتهم ومآثرهم فقد شتموا المتظاهرين في المملكة السعودية والبحرين وروجوا لاتهامهم بأنهم مغرر بهم وأنهم ضعاف النفوس باعوا أنفسهم للشيطان..!؟
منذ الحرب على العراق التي مثلَّت أولى الخطوات العملية المباشرة في مشروع الهيمنة والمسمى الشرق الأوسط الجديد اكتشف الغربيون فداحة الثمن الذي دفعوه والذي سيدفعونه إذا ما استمروا بتنفيذ مقتضيات مشروعهم الميدانية بأنفسهم..! وعلى هذا فقد قررت الدول الغربية الأساسية الاعتماد مبدئيا على الأنظمة الحليفة والأدوات المحلية المختلفة الموجودة أو التي يمكن صناعتها عند الضرورة.. وهكذا فقد تمثَّلت الخطوة الأولى بالسعي المكثف والدءوب لتسويق فكرة ومصطلح الإسلام المعتدل.. لقد لعبت وسائل الإعلام التي نتحدث عنها دوراً احترافياً في عملية التسويق هذه..! وتمَّ في هذا السياق تعويم مجموع الأسر النفطية الحاكمة وذلك من خلال إدراجها في منظومة إقليمية أسموها دول الاعتدال العربي تقابل منظومة الدول التي صنفِّت تحت عنوان محور الشر..!؟ وفي هذا السياق فقد كشفت الإدارة الأمريكية بعد اندلاع الاحتجاجات والمظاهرات في بعض الدول العربية عن حوارات مباشرة تجريها مع مختلف الجماعات والتيارات الإسلامية وأعادت تصنيفها من خلال إدراجها ضمن منظومة الاعتدال وقد أعلنت الإدارة الأمريكية صراحةً أنها تقبل بمشاركة الجماعات الإسلامية في أنظمة الحكم الجديدة في عموم المنطقة وهو أمرٌ يؤكد على أن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا نجحت في تمويه هيمنتها المتجددة باستخدام عباءة وعمامة لا تكلفانها شيئاً وهي بدأت تلمس فعَّالية هذا التمويه من خلال ترحيب الجمهور المتدين بالدور الغربي عموماً والأمريكي بشكل خاص وقد وظَّفت خياطين إقليميين جدد بهدف توسيع وتعزيز هذا الترحيب النفيس وعلى رأسهم الخياط الإسلامي التركي أردوغان...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |