الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يسهم حزب النهضة السوري في نهضة سورية

هيثم عزوري

2004 / 12 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اولاً كل عام والحوار المتمدن بخير , واجهة ونافذة وبوابة اعلامية تعطي ليس لتأخذ , شرف لقبس الاعلام الحر .
* لا يخفى على أحد ما شهدته الساحة السورية من حراك للقوى المغيبة أو ما تسمي نفسها بالمعارضة أنها وجدت في حبل الضرورات الزمنية عاملاً لإنعاش ما تبدى وما قد يتبدى من فعل حقيقي على الصعيد الفكري يؤسس لمشروع سياسي متكامل الآفاق والجوانب يغذي عملية التغيير الديمقراطي السلمي المنشود في سورية ووضع أولويات عاجلة لمعالجة قصور تنظيمي حاصل في الخارطة التنظيمية أو المشهد التنظيمي السوري .
وعلى اعتبار أن اللغة التي تتعاطى بها أحزاب أو قوى المعارضة السورية في الداخل هي لغة سلمية تبحث في الكيفيات والسبل للخروج من النفق المغلق والبحث في تجسير الهوة بين السلطة والمعارضة , فهذا أمر ينبع من واقع العقلية الجديدة التي تناور بها المعارضة السورية , فحالة التوازن في المشهد الجديد في سورية تعطي الإنطباع بأعادة تقييم نقاط الإلتقاء في مشاريع المعارضة ومشاريع السلطة من جانب , ومشاريع المعارضة والمعارضة نفسها من جانب آخر .
وكل ذلك أتى على خلفية هذا الحراك الذي يتحدث عنه الجميع سواءً أكان ضعيفاً أو ذو زخم كبير .
فعندما نقول أن العملية السياسية في سورية الى هذه الساعة لا زالت غير ناضجة بالشكل الذي يسمح لها بإطلاق العنان لجوادها في التباري والتنافس فهذا الأمر فيه وجهان يحتملان الشك والصواب , فالأول هو قدرة الفعل المعارض على تخطي حاجز الذهنية السرية في العمل السياسي , والثاني قدرة السلطة على أستيعاب هذه الحالة الوليدة .
بأعتبار أن المعارضة الجديدة اليوم أثبتت بشكل جدي عمق تأثيرها في وسط الجمهور , وخصوصاً الشباب منهم أكثر من تأثير المعارضة التقليدية في قشع غمامة المألوف السياسي بمحضوراته .
والى هذا الحين لم تقدم المعارضة التقليدية أي مشروع جديد تتناول فيه كافة تفصيلات الحياة العامة ومناحيها المختلفة , بينما نجد أن المعارضة الجديدة بدأت تتشكل كقوة حقيقية وحية من خلال طرحها الجريء والمترافق مع مشروع يكاد يكون شبه متكامل الجوانب .
هناك اليوم في سورية من القوى التنظيمية من يطرح مشروعاً ليبرالياً لبناء النهضة الوطنية أستناداً الى مفاعيل التقدم والإزدهار والمساواة في تحقيق العدالة , أنا أتكلم عن حزب النهضة السوري . فكثيراً ما شدتني التجربة السياسية لهذا الحزب والأكثر ما قد أحدثته من أنقسام في الرأي على مستوى النخب الثقافية وما قيل عن هذه التجربة في سوريا .
ولا أخفي أعجابي الشديد بالطرح الفكري الذي ينادي به هذا الحزب , فمن خلال تتبعي الشديد لهذه التجربة وما يرشح عنها من مقالات وأفكار وآراء أستنتجت أنها ( التجربة النهضوية ) المفصل الأساسي في تحقيق النهضة السورية القادمة .والأكثر من ذلك وفي خضم هذا المعمعان إنه في الوقت الذي يجد فيه المراقب أنه وقد أكتملت أدوات الفعل السياسي للإنطلاق باتجاه محور العملية السياسية نجد بأن الهدوء والروية التي يتعاطى بها هذا الحزب تأخذ شكلاً عقلانياً من خلال تعاطيه مع السهل والممتنع بآن واحد معا . بكل تأكيد انهم يمارسون سياسة براغماتية بكل حواسها المعروفة وهذا أمر تعثرت عنده القوى السياسية المعارضة التقليدية والحديثة .
أنا لا أشكك بالدور الفاعل على صعيد الممارسة الذي يلعبونه أو يقدمونه لتطوير تجربتهم . بل اؤكد بأنني من أشد المعجبين بدهائهم السياسي ونظريتهم الخالصة التي أسموها ( الليبرالية الوطنية ) .
صحيح أن تجربتهم كانت موضع شك من قبل الجميع بسبب ما أحدثوه من دهشة وأستغراب في الداخل والخارج وبسبب جملة التصريحات الجريئة والموضوعية الحرة التي صرح بها رئيس حزب النهضة في أكثر من مناسبة وآخرها كان تأييده لدعوة رئيس الجمهورية بشار الأسد لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل , وتحليله العلمي والموضوعي للظروف الاقليمية والدولية في العالم برؤية خبير ومحلل استراتيجي بعيدا عن التنظير , إلا انه اثار جدلاً واسعاً في الكثير من المحافل تحول الى ارتياب في بادىء الأمر حول ظروف نشأة حزبه وسط ظروف فوجأ بها الجميع حتى أن احدى الصحف التي تصدر في المانية ذكرت بمانشيت عريض خبر لها تحت عنوان – الليرالية السورية تعود من منفاها – حيث تحدثت بشكل موجز عن هذه التجربة التي سوف يكون لها حصان السبق في تطوير الفكر العلماني في سورية بالوسائل والافكار العلمية الحديثة .
هذا كله يحفزني للعودة الى ابرز ما قد يستجد محلياً في الساحة السورية خلال المرحلة القادمة . حالة التنفس الأخيرة التي شهدها المجتمع السوري ستكون بمثابة مساحة لإختبار المصداقية عند القوى السياسية الفاعلة التي ستشارك بدون أدنى شك في صناعة القرار السياسي جنباً الى جنب مع النظام للوقوف في وجه التحديات والتداعيات الحاصلة مما سيسفر عن تنشيط الاداء السياسي على ضوء تقليص امتيازات حزب البعث ودوره على حساب ترهل وعجز احزاب الجبهة عن تقديم خطاب جديد . والسؤال المطروح هنا : هل تم حل التجمع الليبرالي في سورية لحساب دعم دور حزب النهضة كأعتراف به ؟ من الصحيح بأن التجمع الليبرالي لم يقدم الحلول بشكل كامل من خلال تركيزه على البنية العلماني في الفكر الاجتماعي أغفل فيه جوانب كثيرة في حياة المجتمع , وصحيح أن حزب النهضة طرح نفسه كمشروع سياسي متكامل الأوراق . إلا ان هذا الامر يبقى محوراً من محاور المجهول الذي لم يسبر أو يرصد الكثير مما قد تؤول إليه الاوضاع العامة . فثمة امر غريب وجديد في اللعبة السياسية ؟
نأمل أن تكون النهضة ليس مجرد حزباً نامل ان تكون مشروعا ودورا اساسيا في نهضة سورية والا يكون عبئا عليها .
د . هيثم عزوري . فيينا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا