الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصعدها كمقدارها بنعمتك

مجدي مهني أمين

2011 / 10 / 7
حقوق الانسان


تأثرت كثيرا بحديث علاء الأسواني حول أحداث كنيسة المريناب على الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=FeeImoJVIIY

وهنا أقصد الكنيسة في قرية المريناب التي قاموا بهدمها وحرقها. وقد تناول "علاء" الدولة وقبضتها المتراخية ، وحديث محافظها المغاير للحقيقة ، والناس التائهة بين خطابات شيوخ التطرف الزاعقة ، والدولة الغائبة الغائبة، ورأينتي أكتب الجملة التالية على موقع الفيسيبوك:

- لسنا في حاجة لحراسة الكنائس ، نحن في حاجة لحراسة العقل المصري من الفكر المتطرف الذي يهدم العلاقة بين الناس ويدمر مشروعنا التنموي ويدمر الكرامة وكل ما قمنا من أجله بثورة، ودفع شبابنا دماءهم ثمنا لهذا الحلم المنشود.

ثم تذكرت كيف أن الكنيسة التي هدمت، وكل الكنائس تصلي في قداساتها من أجل مصر، فكتبت:

- لسنا في حاجة لحراسة الكنائس ،نحن في حاجة لحراسة مصر، حفظ الله مصر.. أصعدها كمقدارها بنعمتك، فرح وجه الأرض، ليرو حرثها ولتكثر اثمارها، أعدها للزرع والحصاد، ودبر حياتنا كما يليق (من صلوات القداس الالهي من أجل مصر) ، وأصعدها هنا تعود على مياه النهر.

وجاءني تعليق من إحدى الصديقات على رسالة "الأسواني" كالتالي:

- حنا بنضحك على نفسنا ولا بنصبر بعضنا . كل ما نشومفكرين أو كتاب يقولوا كلام كويس على المسيحيين نتبسط وبعدين تموت قضايا التعصب والتحريض المستمر . ونكتفى بالكلام من يستنكر ويشجب والحقيقه اننا نضرب ونهان وتحرق كنائسنا وهذا لايحله الكلام الجميل والشجب والاستنكا

أوقعتني الرسالة في حيرة، طيب يعني نقول لناس واعية زي علاء الأسواني: أسكت، الكلام لا يفيد، واللي حصل حصل. وفعلا الحدث مؤلم، والكلام لا يداوي الجرح، الكلام اللي يداوي كان لازم يكون من الدولة، والدولة بتتصرف زي أيام مبارك ، عاملة مش واخدة بالها..

ووجدتني أكتب لها ما يلي:

"العزيزة فادية ، أعلم مقدار الشعور المر في حلوقنا جميعا جراء هذه الأعمال الغاشمة وهذا العدوان على خلق الله دون أي مبرر ديني أو أخلاقي ، والأكثر مرارة أنه عدوان يبرر لنفسه أنه أخلاقي، بل وغيرة على الدين.

هذا العدوان صناعة عصور التعتيم وتكميم الأفواه، وقد كان تكميما منهجيا، التلفزيون بدل ما يجيب كاتب زي علاء الأسواني، يجيب مش عارف مين يتكلم في أي كلام فاضي ، أو يجيب "علاء" نفسه (هو أو غيره من المستنيرين) لما يجاوب يقاطعه المذيع (ة) (المأجور(ة)) بمليون سؤال،

- هل يعقل ان الداخلية هي اللي تدبر أحداث كنيسة ، والتلفزيون المصري يعمل نشيد حماسي "لا لأعداء الحياة"؟

ولكن هذا ما حدث.. تعميم وتضليل ،
أما شيوخ التطرف فرسالتهم سالكة لجمهورهم بتشحنهم بانتظام وبتعلم جمهورها إن الكراهية من صلب الدين، والاستعلاء حق وواجب، بس ما كانوش على وش الأرض كتير ، يعني الدولة كانت بتسكت صوت التنوير، وبتسكت صوت التطرف، الخاسر كان التنوير، لكن التطرف كان كسبان ناس تحت الأرض.
دلوقت دا طلع ودا طلع فوق الأرض، التنوير والتطرف، التنوير عنده كتير يقوله، والتطرف يمكن عنده كتير يعمله لكن ما عندوش كتير يقوله، لذا سيهزم. لا يمكن أن تقوم أي فكرة على العنف، ولا دولة على العنف، انتهي عصر التخويف، ولازم "علاء" وكلنا نتكلم علشان نسترد لمصر ولادها نطلعهم من الغفلة اللي هم فيها ، علشان ما يكونوش وقود للشر، لكن للبناء.
أما الأقباط فقد خرجوا من خوفهم في الإسكندرية وماسبيرو وخرج معهم المسلمون يدافعون عن الأقباط ويدافعون عن الإسلام ، أقول عن الأقباط وعن الإسلام، لان المتطرفين يضعون الإسلام بمثل هذه الأفعال في موقع الدفاع عن نفسه. "علاء" بيدافع عن الاقباط وبيدافع عن الإسلام ، بيقول:
- ياناس: الإسلام مش كدة، الإسلام مش كدة..
والرسالة دي لازم تصل من كل المستنيرين لاننا عايزين شعب مستنير؛ مش علشان يحمي الأقباط لكن علشان نبني الوطن، ولا تنسي أن الأقباط فعلا بيصلوا كل يوم في قداساتهم من أجل مصر، .." أصعدها كمقدارها بنعمتك، فرح وجه الأرض، ليروِ حرثها ولتكثر أثمارها، أعدها للزرع والحصاد، ودبر حياتنا كما يليق."

يصلون من أجل مصر ، وهو ما أطالب به المستنيرين من المسلمين أن تكون دعواتهم وصلواتهم من أجل مصر، ولا يقصروا الدعاء فقط على المسلمين. مش عايزين الدم يبقى ميه، إحنا شعب واحد، شكلنا زي بعض، لنا نفس الأجداد ولنا نفس الأرض، ولن نفرط في حقوقنا، ولن نستسلم للصوت القادم من أعماق الغفلة والعنف والاستعلاء، لن نستسلم ولن تسقط مصر."
ثم تذكرت حكاية الوحدة الوطنية ، فكتبت مذيلا كلمتي:

- على فكرة ما كتبته مش رسالة وحدة وطنية ، ولكن رسالة واجب وطني ، يا أيها الأقباط والمسلمون هبوا للدفاع عن الأقباط وعن الإسلام.

بقى أن أقول شكرا يا دكتور "علاء" ، وذلك حتي يأتي اليوم الذي نشكر فيه سويا رجال الدولة التي تحمي مواطنيها، وتحترمهم ، ولا تنتهكهم، ولا تسمح أبدا لأيٍ من كان أن يقترف مع مواطنيها مثل هذه الأفعال الشنيعة ضد الإنسانية ، دولة تحمي وتردع من يعتدي، مش بالضرب وحاجات من دي ، مش ها نحل عنف بعنف، ولكن بتطبيق القانون في مصر ما بعد الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر