الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد قصيرة (7)

باسم النبريص

2011 / 10 / 7
الادب والفن


( )

لغيركِ أكتبْ
فإذا طلَّ طيفُكِ من خلل النافذة
قمتُ عن شاشتي,
وذرعتُ الممر
من الباب للباب ألفا.

الكتابةُ عاجزةٌ وهي تقبضُ طيفا.

الكتابةُ حتْفي, فلا تظلميني
ولا تطلبيني لأكتبَ حتفا.

( )

في سكون القبورْ
ثمّة العاصفة
ثمة الخارجونَ إلى الناسِ
عما قليل
مُشرعينَ الصدور
وأيديهمُ نازفة!

( )

سأكتبُ هذه الليلة
إلى أن يخرج الأولاد
من دفء الفراش إلى مدارسهم
فمن آبادْ
لم أكتب
ومن آبادْ
لم أعرف ملذةَ خَلْقْ
سأكتبُ فالكتابةُ حق
وكل زخارف الدنيا, سواها, تستحق الشنق!

( )

فجأةً كل هذا الندى
فجأةً كل هذى السيول!
فمن أين جاءَ وجاءت
وكيف تقولُ وقد كنتَ فيما مضى
خشباً بارداً لا يقول!

( )

وهو في حمأةِ الجنس
محتشداً فوقها ... مثل قوس
وهيَ في حمأة الجنس
محلولةً تحتهُ : لا تريم
ما الذي, بغتةً, أوجدَ المعرّي؟
ما الذي, بغتةً, جاءَ بالحكيم؟
- خففِ الوطءَ
- خففي الوطءَ واحتشمي لا تَعرّي!
- خففِ الوطءَ لا لزوم!

( )

قد نقولُ ونحسبُ أنّا نقولُ
ولكننا لا نقولْ!
لغةٌ أيهذي الخيول
لغةٌ في الصهيلِ ولا
لغةٌ قبلها بعدها ... أيهذي الخيول!

( )

من أنا في القطيع
سلعةٌ
أم رقمُ؟
تكلّموا !
من أنا في القطيع؟
ومن جاء بي ههنا؟
لقد كان لي إخوةٌ وصحاب
وحقلٌ وذكرى طفولة
وقد كان لي في الشباب شراب
وعاشقةٌ ذات عين كحيلة

فمن جاء بي ههنا
في هذه السنوات الثقيلة؟
ومن جاء بي ههنا
في القطيع الذي يشتري
والقطيع الذي, كل يومٍ, يبيع؟


( )

سأفتح نافذة في سطور الكتب
وفي كل سطرٍ وكل كتاب
سأفتح باب

هكذا علّمتنيَ زنزانتي
وبلادي الصغيرة

سأفتح في كل مفردةٍ سوف أقرؤها
مهرباً
وسأنجو بجلديَ من حصْرِ هذي الحظيرة!

( )

سلّمتُ عليها بأصابعَ روحي الألف
لكنّ العتمةَ
- حين أضاء شقيقي النورَ
و حين تراجعتُ قليلاً للخلف -

أبانت عن طيف!

هو طيفكِ
أكثر أشيائي سطوة
حتى في السهوة
يتملكّني من باطن قدَميّ إلى الأنف.

لا مهرب
حتى لو قلتُ سأكتب
فكتابة شيءٍ أقرب منكِ
أو أنأى عنكِ
هو أيضاً حتف!

يا حتفي يا حبي
ابتعدي أو فاقتربي
سيان
فأنت ثقيلةُ هذا الآسيان
وأنا أنحفُ من كلماتي وأخفّ
حتى لو وزّنَ جسمي سبعيناً في الميزان!

( )

من أي رحمٍ تولد الأحزانُ غُفلا
لا ظاهرٌ ولا أسباب!
من أي أرضٍ أي قاعٍ أيما خراب
هذا الأسى الشفيفُ إنما الثقيلُ
كلا
لا بد أن أفهمَ
كلا
لا بد أن تقولوا!

( )

نوحي أيا كمنجةً في عزفكِ المنفرطِ
نوحي نواحَ القططِ
ربما يُصغي إليكِ الله
فيرعوي عن حبّهِ للغلطِ
حبِّ أن يرانا تحت هذا الحِمْل
فيستزيدنا حمولةً .. صبحاً وليل!

( )

كم حمامة في قلب ماركس القديم
كلما قرأته
في باب قلبي رفرفتْ حمامة!

كلا سأقرأنّهُ وبي شيءٌ من السآمة
لا ريبَ
لكني,
يقيناً, سوف أقرؤه بلا ندامة!


( )


لن تكوني هناكَ وأعرفُ لا لن أشمّ هواءكِ حتى ولو جلتُ في الشارع الحلزونيِّ أو من أمام الحديقة والنصب المتجمّد في بردهِ. لن تكوني هناكَ وأحدسُ فالنهر نهر علاقتنا الصُدفيةِ, ينزلهُ المرءُ مرةً مرةً واحدة.
مثل نهر الكتابة نهر الحنين ونهر الأسى .. أبداً لن تكوني هنالكَ, إذ غاب جسمكُ, غابت حكاياكِ غابت مشاويرنا وتطاير منها غبار المحبة والرفقة المستأنِسة.
لن تكوني هناك. فقد مرّ صيفان من زمن العاشقين, فضاع الذي ضاعَ, وانتثرت في النخاعِ بقايا مشاعرَ ربتما لا يؤرّثها الآنَ غيري.
غيري أنا الشاعر المتقنفذ في كهف ذكرى : أدلّلها لئلا تموتُ ففي نهر هذي الحياة الجميعُ سيعبرُ أنت وهم وأنا غير أني أهيب بذكراكِ ألا تغيبَ فقد حزتُ معنايَ منها وحزتُ ... سأذهبُ أذهبُ, ثمةَ, حتى ولو لم تكوني هناك!

( )

عبرَ الفيلسوفُ كما تعبر السابلة
وغداً
مثل أمس
لا جديداً نرى تحت شمسٍ
ولا
فوق شمس!
وغداً
سوف نعبرُ نحن
فتُمحى حياةٌ
وينقصُ بغلٌ من القافلة!



( )

لو حمّلتَني الراية
لكانت قبضتي ارتعشت
وكان الشك!

فثمة شوك
أراه ولا يراه هواك
في الدرب التي تفضي إلى الغاية!

( )

سنمضي
وربتما سوف نمضي قبيل الأوان

ولكننا تحت كل الظروف
وأيِّ الحتوف

تركنا علامة

أثراً من رهافةِ عقلٍ وقلب
ونفحةَ حب

سنمضي
وربتما سوف نمضي قبيل الأوان
إنما لا ندامة!

( )

لا أفعلُ شيئاً
حسبُ أشاغلُ أوقاتي
.............................

الليلُ على أولهِ
والنجمُ إلى منزلهِ

وأنا إذ أنظر في ماضيّ وماضي جيلي
تبرق في العتمة هرّة
وعلى غرّة
يصّاعد من جوف خساراتي
ما يشبهُ شجنَ الترتيلِ

( )

سألنا سؤالاً
وكانت إجاباتنا فوق ألف

عالمٌ كاملٌ قد أُريق
ولم يرعوِ في لَجَاجٍ رفيق

فكيف لنا أن نصل
وكيف لنا أن نهدّ الجبل

وكيف وكيف

لا يشبُّ حريقٌ
ولا تلتوي بين أضلعنا العاريات
سكاكينُ حتف!


( )

الصيفُ
نازلاً
على الدرج

نهدانِ عارمانِ
قامةٌ من عسلٍ ومُرّْ

الصيفُ نازلاً على الدرج
وأنتَ من سنينَ
لم ترَ
ولا دماكَ خضّها وهج


الصيفُ
نازلاً
على الدرج
فامْرُرْ عليه
مالئاً يديكَ
قبل أن يمرّْ!


( )

نبيُّ هذا الليل
نبيُّ هذه المدينة وهي توغل في منامها العميق
نبيٌّ بلا حواريين
بلا صحابة
نبيُّ منبوذي عصورهم
مأسوري وحشتهم وغثاء شمسهم
تشاي كو فيسكي
نبيٌّ هذا الليل أنت.
..............................
نبيذُ هذا الليل.

( )

ليديها ملمسُ خنزيرٍ
هذي البرهة من هذا الليلْ
ولروحي سمتُ إلهٍ ...
لكنْ ..
سمتُ إلهٍ يتقلّبُ في حمأة وحْلْ!

( )

أي شعرٍ
أي دهشة
ها..عبرنا نجمةً :
ها.. سرقنا الماء من خيطانها المرتعشة!

( )

أريد أن تَرَي
أريد أن تُحسّي
كم ضاع مني من فُرصْ
حتى كسبتُ, في الأخيرِ, نفسي!

(امحاء)

ما هذي المسخرةُ
وما هذا الهزءُ!
عشقٌ لا يفعل بكَ شيئاً
إلاّ أن يمحو ذاتك في ذات أخرى.
خطُّ رمال تذروهُ الريحُ
فهل تفهم؟ هل تتفهّم؟
كلا
ليست درباً واحدةً
كلا
ثمة طرقٌ عدّه,
كي يحتضرَ وينتحرَ المرءُ!

( )

كرةٌ من دمٍ خيطُ نارٍ أنا خيطُ ماء
كل شيءٍ
تحلّقَ حولي
تخلّقَ لي
غير أني نسيتُ اسمّيهُ
فسمّاهُ غيري, فغدا ملْكَهُ
هكذا
أفقد الآن حتى السماء التي تتوامضُ
فوق بقايا الحساء!

( )

علّق الفجرُ نجمتهُ في السماء
واستحال رمادا
رذاذاً من الفحم يعرو البلادا
ويرطّب هذا الهواء!

علّق الفجرُ نجمته يا إلهي!
فتذرّعتُ بالتعب الأبديّ
وقمتُ إلى غرفتي ومتاهي
ضجراً من رفوف الكتب
أتشهّى حياةً تثير العصب
وتفتح للقلب ألف طريق نجاة

علّق الفجرُ نجمتهُ
وأنا، بعد ليلٍ جزيل التعب
سأعلّق، بالنوم، هذي الحياة!

( )

صدأٌ
في الكمان.
صدأٌ
في الهواءِ الذي حولهُ
صدأٌ
في الأصابع.
صدأٌ
في النوايا.
الثعالب, والماءُ, والنار, والمغفرة
كَلّلها قاتمٌ من صدأ.
فلمَ الكلمات,
ستبقى على معزلٍ؟
ولمَ الكلماتُ,
ستنجو بأقدارها من مغبة هذا الصدأ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى