الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل صحيح أن العراق لايحتاج الى بقاء القوات الامريكية ؟

محمود الشمري

2011 / 10 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


عندما كنت جنديا في الجيش العراقي السابق (حالي مثل حال معظم العراقيين) .. خدمت لفترة في احدى القواعد الجوية .. كان الوقت حينها صيفا وصادف اثناء خدمتي أن حدثت سرقات عديدة داخل الوحدة وبضمنها سرقة البدلات العسكرية التي تسلّم للجنود . كان السارق ماهرا ومحترفا بحيث لم يلاحظه أو يشك به أي أحد رغم كثرة السرقات . فقرر ضابط الامن المغرور و الفخور بنفسه أن يكتشف السارق , فقام بنصب كمين داخل وكر الطائرات الذي يزدحم بالجنود والضباط دخولا وخروجا أثناء قترة الدوام. فأستلف الضابط بدلة جديدة من قسم الأعاشة ووضعها على طبلة في وسط الوكر ووزع جنود حظيرة الامن داخل الوكر وعلى مداخله ومخارجه عسى أن يقبضوا على السارق الماهر.
مضت الساعات بطيئة وأخذت حرارة الجو بالأرتفاع والبدلة في مكانها صامدة وبدأ مؤشر الملل يتسرب الى نفوس المراقبين مع ارتفاع درجات الحرارة , وبعد فترة من الترقب ساد الهرج والمرج وأخذ أفراد الكمين يتصايحون ويتشاتمون وتوقعنا انهم قبضوا على السارق ولكن تبين بأن البدلة العسكرية قد أختفت ولم يلحظ أي منهم كيف حدث ذلك.
قام الامر بتوبيخ ضابط الامن و بمعاقبة جنود الحظيرة .. وتم تغريم الضابط المغرور ثمن البدلة العسكرية وأستمر اللص يسرح ويمرح ويمارس هوايته كما يسرح ويمرح لصوص اليوم وسراقه ويمارسون هواياتهم.
ما أريد ان أقوله يا سادة يا كرام هو ..
هل أن منظومة الامن العراقية المسؤولة عن أمن البلد واستقراره بمستوى من الكفاءة والاداء العالي الذي يضمن استقرار البلد وأمن المواطنين , أم أن حال المنظومة الامنية العراقية هو كحال حظيرة الأمن التي أخبرتكم خبرها بحيث أن الأرهاب يتسلل من بين كمائنها وسيطراتها كما تسلل سارق البدلة من كمين الحظيرة ؟
اذا كان المختصون من أهل الخبرة والدراية قد أكّدوا أن منظومتنا الامنية كفوءة و بخير وأنها تستطيع حفظ أمن البلد ولا بأس من انسحاب القوات الامريكية , فالمفروض اذن هو حصول انحسارواضح لظاهرة الارهاب داخل العراق بعد انشغال معظم الدول التي تصدر لنا البهائم الارهابية بمشاكلها الداخلية , ولكننا نلاحظ ونلمس وبقوّة بأن العكس تماما هو الصحيح وهذا يدل على أن المختصين من أهل الخبرة والدراية مخطئون تماما وأنهم يتبعون اراء سياسيين فاشلين لهم نوايا سيئة.
فها نحن نلاحظ ان الاوضاع الامنية اخذة بالتدهور ونشاط الجماعات المسلحة الارهابية اخذ بالتصاعد بعد انسحاب القوات الامريكية من ميدان المواجهه , وهذا يقودنا الى أن نظرية كفاءة قواتنا الامنية وقدرتها في السيطرة على الاوضاع بمفردها وحفظ أمن المواطنين هي نظرية خاطئة وأن الحقيقة المرّة هي أن قواتنا الامنية ضعيفة وغير قادرة تماما على تنفيذ المهام الموكولة بها.
أن اصرار بعض السياسيين على ضرورة خروج القوات الامريكية التي تستطيع أن تمارس دورا في ضبط الاوضاع الامنية هو اصرار غير مبرر وغير واقعي بالمرّة ووراءه أسباب عديدة.
فلندع الشعارات التي ضعنا بسببها سابقا جانبا ولننظر بعين الانصاف لما يحصل للشعب العراقي من مصائب بيد العصابات البعثيية المتحالفة مع بهائم القاعدة وبيد العصابات والمليشيات المتوحشة .
لقد سقط الصنم وسقط معه أدعياء الوطنية ومروجوا الشعارات الزائفة .. ولاخوف بعد اليوم من قول الحقيقة مع مرارتها ..
لنقف اليوم بقوة بمواجهة من يزايدون بالشعارات الوطنية على حساب أمننا ومستقبلنا وهم لاهمّ لهم (ثكلتهم أمهاتهم) سوى ملأ جيوبهم وغرف الأموال بالمغارف (غرفهم الله بمغارف من نار) قبل انتهاء فترة الأربع سنوات العجاف التي انتخبناهم لها ,ولنواجه بصراحة وبقوة تدنّي مستوى أداء قواتنا الامنية وعدم قدرتها على حفظ الامن ولنضع النقاط على الحروف مادام في الوقت سعة.
أن أمننا فوق شعاراتهم , وأن مستقبلنا أهم من مزايداتهم .. فدعوهم يزايدون ودعونا نقف بوجوههم ونخبرهم بأننا نحتاج لبقاء القوات الامريكية حاليا, وكذلك نخبرهم بأنّهم بصراعاتهم على الكراسي ولهاثهم وراء المناصب فأنهم قد أصبحوا من أهم مصائبنا لابارك الله بهم.
ولنتصارح بأن وجود القوات الامريكية في العراق هو وجود ضروري ومهم لقوات أمنية منضبطة وقوية ساهم وسيساهم في بسط الامن والقضاء على طاعون الارهاب والعصابات البعثية والمجاميع المنحرفة الاخذة بالتزايد والسعيدة بأنسحاب الامريكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اوافقك الراي
عمر علي ( 2011 / 10 / 7 - 12:12 )
استاذ محمد
الا تلاحظ معي ان هناك تناغم واصرار لخروج القوات الامريكية من اللوبي الايراني المتمثل بالصدرين والذي جلهم من بقايا مخابرات صدام وفدائيه وبعض القيادات الشيعية المرتبطة بشكل سافر مع جهلة ايران مثل قدي الصدر وابراهيم الجعفري ومن الجانب الاخر بقايا شراذم البعث الذين يشكلون السواد الاعظم من قائمة العراقية.كل واحد من الطرفين يعتقد ان في حال خروج القوات الامريكية سيصفي الجو له وبالتالي سيبسط سيطرته على العراق ويقيم جمهوريته .البعثين لازالوا يحلمون بالعودة للسلطة وبمساعدة دول الخليج وبالذات السعودية ونظام بثار النعجة واللوبي الايراني يريد ان السيطرة وبوسطة ايران واقامة نظام الجمهورية الاسلامية على غرار ولاية الفقيه الذي يحلم بها ابراهيم الجعفري ليصبح احمدي نجاد العراق والخبل مقتدى خامنئي العراق ويشكل من من جيش المهدي حرس الثورة العراقية على غرار الحرس الثوري في ايران ويصبح العراق بلد حليف لملالي طهران .هذولة هم معارضي القوات الامريكية بالعراق وفي كلا الحالتين سيتم تدمير ماتبقى من العراق ويصبح صومال ثانية او اكثر. بقاء القوات الامريكية هي الضمانة لوحدة العراق على الاقل .


2 - لايوجد لوبي ايراني
محمود الشمري ( 2011 / 10 / 7 - 15:43 )
الأستاذ الكريم عمر ..
انا معك بأن الصدريين الذين يمثلون أكبر انتكاسة انسانية واجتماعية وسياسية للعراق الحديث هم الذين قادوا الحملة ضد التواجد الامريكي وبمعاونة بقايا البعثيين لغرض خبيث في نفوسهم يتمثل بسيطرة الجهلاء واللصوص على مقدرات البلد وبقيادة زعيمهم الجاهل الذي يحلم بقيادة العراق الى الحضيض , كما اني أعتقد وأؤمن أن ايران مرتاحه جدا لخروج الامريكان , ولكني لا أؤمن بوجود نفوذ ايراني أو أطماع ايرانية في العراق لكون المسالة تصطدم بمباديء الشيعة الدينية والسياسية التي تحرّم التدخل في شؤون الاخرين , وان دعمهم لجيش المهدي سيء الصيت كان لأعتقادهم انه قوة شعبية عراقية شريفة (تقاتل لغرض شريف) ولكنهم وجدوا ان اعتقادهم كان خاطئا فأوقفوا دعمهم له مما تسبب بانهياره.. كما اني اعتقد بأن السيد ابراهيم الجعفري هو قائد وطني حاله حال اكثر قادة العراق من العرب والاكراد ولكن المشكلة هي اي ان اكثر قادة العراق انساقوا وراء دعوات اللصوص والجهلة والبعثيين خوفا على سمعتهم وتاريخهم اكثر من خوفهم وحرصهم على مستقبل البلد فسقطوا جميعا في ورطة سياسية وتاريخية

اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة