الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اني والغريب على اخوية وعلى ابن عمي وعلى الشعب

وفاء الربيعي

2011 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


اني واخوية على ابن عمي واني وابن عمي على الغريب ....
مقوله..سمعناها كثيرا, وعملنا بها ونحن اطفال دون وعي منا أو بسبب الجينات , كان الاخ ينصر اخية عندما يتخاصم مع ابن عمه او خاله , لكنه معه عندما يحصل ذلك مع ابن الجيران , لم نكن نعرف ما معنى ذلك ونسلك ذلك السلوك دون ان نفكر اذا كان هذا خطأ او صوابا .
هذه المقولة او هذا السلوك كان سائدا في الجاهلية والكثير منا يظن بانها جاءت مع الاسلام , لكن الاسلام بريء منها, هذه المقولة الجاهلية فيها النفس الطائفي ، الحمية للقرابة وللقبيلة، وهذا شأن العرب قديماً
فعندما جاء النبي محمد ص وهذا ما جاء في الصحيح من حديث أنس ( انصر اخاك ظالما او مظلوما ) فقال الصحابة
: يا رسول الله، هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ قال: {تأخذ فوق يده}، فأنت مع أخيك على طاعة الله عز وجل، وليس على الغريب أو ابن عمك، فإن كان ابن عمك محقاً، فأنت معه على أخيك، بل إن كان الغريب محقاً فأنت معه ضد أخيك وأبيك.
هذا المبدأ سارت عليه قوى التحرر العربي بهذا الشكل او ذاك , ففي مرحلة نضالها ضد الاستعمار كانت تتوحد وتتنازل عن طموحات الطبقة التي تنتمي لها لان الهدف مشترك الا وهو النضال ضد المستعمر (اني وابن عمي على الغريب), لكن ما أن يتحقق الاستقلال تظهر حينها الخلافات والتكتلات لان المصالح اختلفت ما بعد الاستقلال وصار كل منهم يبحث عن السبل التي تحقق له طموحات الطبقة او الفئة التي ينتمي اليها ,هنا يظهر التعصب العشائري (اني واخوية على ابن عمي )
هذه المقولة لا تقتصر على العرب والاسلام فقط , فكثير من المذابح حصلت في تاريخ اوربا في القرون الوسطى بين البروتستانت والكاثوليك , فهذا التعصب وكما اراه ببساطه ليس تعصبا دينيا , فحين ترى مايحصل في ملاعب كرة القدم في دول العالم المختلفة ,من تعصب كروي , هذا اللقب الذي اطلق على البريطانين لتعصبهم ضد منافسيهم .
لكننا انفردنا بتعصب الانا للانا
الخلافات الموجودة في المرحلة الراهنة ليست طائفية ولا تصفية حسابات بين المذاهب , الخلافات كلها من الانا التي صارت تفرض تسلطها على اخوية وعلى ابن عمي بالتعاون مع الغريب.
مانراه في واقعنا ان هذه المقولة اصبحت ضيقه جدا فلا هي كما طبقت في الجاهلية ولا هي كما جاء بها الاسلام ولا هي كما كانت عليه في مرحلة التحرر . تقلصت لتكون انا وانا على الرعية وعلى الغريب كما كان عليه في المرحلة السابقة للسقوط ووصلت الحالة الى (عليه وعلى اعدائي) عندما افلس صدام وضاقت به السبل وقال لن اترك العراق الا رمادا, وما بعده تحولت تدريجيا الى انا والغريب عليكم , فالانا هنا في خضم الفوضى وقوة اخي وابن عمي الاقوى لم تعد تجدي .
الانا المتسلطة هنا بحاجة الى من هو اقوى من اخي وابن عمي ليحميها الا وهو الغريب , فها هو الغريب يتدخل في شؤونناويقرر مصيرنا وباشارة منه تنطفيء نيران وتتقد اخرى .
نحن بحاجة الى تحرير انفسنا من الانا المتسلطة , نحتاج الى تحرير الشعب من المفاهيم الخاطئة , نحتاج الى تحرير مؤسساتنا
من هذا المبدأ المتمثل بالمحسوبية والواسطة وتجاوز القوانين , نحتاج الى ان نتعلم كيف نحاسب الانا فينا اولا وفي من يتولى
ادارة كفة الدولة وشؤون الشعب ,
ليكن نضالنا ضدها ........لنحاسبها فينا وفيمن يسرق خيرات شعبنا
لنتحرر منها اولا كي نستطيع ان ننتقل الى الخطوات الاخرى ولنتعلم نحن حملة الاقلام اولا وقبل اي اخر غيرنا كيف نتخلص من الانا وكيف نمارس الديمقراطية ................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل