الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسقط -حماة الديار- جيشاً و نشيداً

علي الأمين السويد

2011 / 10 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


النشيد الوطني هو مقطوعة موسيقية أو شعرية تثير الفخر و الحماسة لحب الوطن و تعرض جماله و انجازات شعبه على مر السنين. و قد درجت العادة على استخدامه كفاتحة لبعض الأنشطة الوطنية الهامة وغير الهامة، و صار، مثل غيره، عنوان البلاد أو طابعها المميز جنباً إلى جنب مع العلم الوطني بالإضافة إلى رموز أخرى. والمهم في صفات جميع الرموز الوطنية تلك، أنها تعكس واقعاً يلخصُ ما يريد شعب هذا البلد قوله باختصار و رصانة.
وقد درجت العادة أن تطرح موسيقى و كلمات النشيد الوطني على ممثلي الشعوب أو ربما الشعوب ذاتها لتقرر ماهية التعابير التي تضم العناصر التي يُعتقد أنها تستحق أن يقف الإنسان تقديراً و إجلالاً و احتراما لها كونها تعكس شيئاً من مخزون الشعوب الثقافي و العلمي و الديني والنضالي العام دون أي شعور بالتناقض أو بالكذب.
النشيد الوطني السوري ومفارقات معانيه.
و مثلما سقط كل ما كان يسمى بــ "الثوابت الوطنية السورية" مثل الوحدة، و الحرية، و الاشتراكية، و المقاومة، و الممانعة، والصمود، و التصدي، و العلاك الأسدي المصدي، سقطت فكرة أن الجيش العربي السوري هو المعني بـــــ "حماة الديار"، ولإثبات أن الجيش السوري عبارة عن ميليشيا صُمّمت فقط لتكون حماة الضباط الحكام، نستعرض تاريخ هذا الوهم المسمى زوراً و بهتاناً، ككل الثوابت السورية، الجيش العربي السوري. و لان تاريخ المجازر حالك الظلم و الظلمة، يمكن أن نعد من المآثر الإجرامية أفظعها التالي:
1. مجزرة مدرسة المدفعية بالراموسة في مدينة حلب بتاريخ 16/6/1979 حين قام الجيش السوري العقائدي بذبح 32 شهيداً و جرح 54 مواطناً سورياً أعزلاً.

2. مجزرة سجن تدمر حدثت يوم تبرَّم نظام حافظ الأسد بقيادة المجرم رفعت الأسد بالهجوم على السجناء أثناء تواجدهم في زنزاناتهم حيث قام بسحق مابين 600 – 1000 شهيد بتاريخ 27/6/1980 علما أنه كان من بين الشهداء أطفال و نساء و شيوخ.

3. مجزرة سوق الأحد يوم 13/7/1980 حيث قام الجيش السوري العقائدي بالتصدي للأطفال و النساء و الشيوخ وقتلهم والصراخ بــ "حافظ اكبر" فكانت حصيلة المعركة 192 شهيداً ذهبوا كرمى أن يبقى حافظ الأسد رئيساً للأبد.

4. مجزرة حي المشارقة في حلب صباح يوم عيد الفطر 11/8/1980، لم يرتوي الأخوان حافظ و رفعت من دماء الشعب السوري فأفطر على مائدة من 100 قتيل الذين دفنتهم الجرَّافات في حين أن بعضهم كان ما يزال جريحا ولم يفارق الحياة بعد.

5. مجزرة بستان القصر يوم 12/8/1980 يومها لم يشبع الأخوين حافظ و رفعت من وجبة أرواح الحلبيين بالامس حينذاك فأكمل وجبته على 35 شهيد آخر.

6. مجزرة حماه 2/2/1982 والتي سجلها التاريخ وصمة عار في جبين البشرية حين جرؤ المجرمين حافظ و رفعت و جيشهما المجرم على قتل 50000 نسمة و تشريد 50000 و هدم 70% من بناء المدينة. علماً أن هذا الجيش الأسدي و بعد أشهر قليلة من هذه المجزرة تحوَّل إلى جيش من الجرذان أو الكلاب حين أكل "علقة" على قفاه بعد أن اسفرت أسفرت المعارك الجوية بين سلاح الجو السوري و الإسرائيلي إلى تدمير 14 بطارية صواريخ من طراز "سام" روسية الصنع من أصل 19 بطارية كان السوريون قد نصبوها في لبنان، ولحقت أضرار بأربع بطاريات أخرى. وفقد سلاح الجو السوري والذي تم قطع الدعم البرّي عنه، 29 طائرة مقاتلة من طراز "ميغ" خلال يوم واحد.

7. مجزرة القامشلي 12/4/2004 حين قام الجيش السوري بشكل من الأشكال بقتل 100 مواطن كانوا في ملعب كرة قدم يشاهدون مباراة محلية وذنبهم أنهم رفعوا أعلاماً كردية. علماً أن نفس النظام المجرم الذي قتل 100 كردي لأنهم حملوا رايات كردية، أرسل مندوبيه في آذار 2011 ليحضروا احتفالات كردية حيث رفعت ذات الأعلام التي رفعت يوم المجزرة منذ 7 سنوات خلت، لماذا؟ لأن النظام يريد أن يحيّد الأكراد في الفترة التالية والتي بدا آنذاك أنها تنذر بحراك شعبي عارم، و قد نجح النظام في هذا المسعى إلى حد ما.

8. مجزرة سجن صيدنايا بقيادة ماهر الأسد 2008 وهي المجزرة التي رسخت إجرام آل الأسد و استفراسهم على "السجناء" الذين لا حول ولا قوة إلا بالله. وقد قاد هذه العملية المجرم ماهر الأسد بنفسه http://www.dailymotion.com/video/xi1hgh_yyyyy-yyy-yyyyyyy-sednaya-prison-massacre_news

9. مجازر يومية تُرتكب بحق الشعب السوري الأعزل بسبب مطالبته بالحرية ابتدءا من 15/3/ 2011 و التي أسفرت عن مقتل أكثر من 10000 شهيد و اختفاء مثلهم و اعتقال أكثر من 100000 مواطن، ومازالت العملية مستمرة و التي لن تنتهي إلا بانتهاء أحد الطرفين من الوجود إما الشعب، أو النظام حسبما عبرت عنه لافتة رفعها شباب مدينة كفرنبل* كتبوا عليها "إما شعبٌ بلا أسد، أو أسدٌ بلا شعب." ولكن الإجابة المنطقية هي شعبٌ بلا أسد ولو طال الأمد.
كم أردت أن أتوقف عن سرد هذه المجازر التي تصيب المرء بالغثيان من شدة الغضب والحنق، فهذا جيش قوامه أبناء الوطن ولكنه يستخدم لذبح أباء و أخوة هؤلاء الأبناء فقط لأن الأسد في خطر ويجب الدفاع عنه ضد السوريين كي لا تنتصر إسرائيل على سورية. أقسم بالله هذا عيب و مسخرة، فعلى من يضحكون؟ لقد فاق دجل نظام آل الأسد المتسلح بغباء و جبن و خيانة المستفيدين من أعوان النظام و عملائه كل دعاوي النازية و الصهيونية مع بعضهما البعض.
إن جيشاً يقتل الشعب الذي ينتمي إليه يستحق الفناء بالأسيد و ليس الغناء له في كل يوم جديد. ما هذه المذلة التي تفرض على السوري أن يغني لقاتله و أن يفتخر بطريقة قتله له؟ كيف سيقف الشعب السوري بعد كل هذا التنكيل الذي لم يحدث له مثيل في العالم أجمع باحترام أثناء عزف ما يسمى بـــ "النشيد العربي السوري"؟ لا والله يتوجب على الأحرار في سورية عدم فعلها بعد اليوم و ليسقط هذا النشيد الكاذب الذي لم يرتبط إلا بمدح الجرائم و المجازر والقائمين عليها. ربما كان النشيد صالحاً إبان معركة ميسلون ولكنه فقد صلاحيته بعد الاحتلال الفرنسي لسورية و صار مفارقة بعد الاحتلال الأسدي.
إن الذي يقتل الشعب هو عدو الشعب، فما الفرق بين الجيش السوري الذي يقتل السوريين و يحمي الاسرائليين و الجيش الإسرائيلي الذي يقتل السوريين ويحمي الاسرائليين؟ هنالك فرق واحد هو أن الجيش الإسرائيلي لم يقتل من السوريين ما نسبته 10% ممن قتلهم الجيش السوري ذاته، إذا فالجيشان جيش واحد في جبهتين.
أيها السوريون إن النشيد الوطني الذي يقول بداية:"حماة الديار عليكم سلام" نشيد كاذب ساقط و حقير وقد صار من الماضي.
فكل الناس المحبين لوطنهم تمر في ذاكرتهم صور معاني نشيدهم الوطني أثناء ترديده. فالأخ اللبناني عندما يسمع:"كلنا للوطن" يتذكر كونه هو والجيش و الأمن و الناس و الجيران للوطن وهو يستطيع ان يثبت ذلك، و الأخوة المصريون تدمع أعينهم حينما ينشدون" بلادي ...بلادي" لأنهم يدركون أنهم في علاقة عاطفية مصيرية مع بلادهم.
أما السوريون صاروا حين يسمعون "حماة الديار" تمر في أذهانهم صور المجازر المعددة أعلاه و صور الشهداء الذين ماتوا لأنهم قالوا حرية، صورة حمزة الذي مُثل به ولم يبق سوى أكل كبده، يشمئزون من هذا الجيش ومن هذا النشيد الساقط مثل النظام الذي يحتل البلد.
لقد آن الأوان لأن ننشد ما يفعله السوريون حقاً كل يوم حين صاروا يكتبون بدماءهم اسم بلادهم على الشمس التي لا تغيب، تلك البلاد التي لا يزيد حبها عن أغلى حبيب. لقد آن الأوان لأن ننشد جميعاً ما يفعلونه كل يوم ونصرخ بأعلى حناجرنا و بالرغم من صبغ وجوهنا بدماء أهلنا الزكية: "بكتب اسمك يا بلادي ... على الشمس الما بتغيب... لا مالي ولا ولادي ... على حبك ما في حبيب" ، لعل هذه الأنشودة تريحهم في قبورهم حين يعلمون أن السوريون توقفوا عن مديح سفاحيهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكل يريد ان يتسلق القمة على حساب الفقراء
النظام والمعارضة وجهان لعملة واحدة ( 2011 / 10 / 7 - 19:31 )
على مهلك ياسيدي على الاقل كان عليك مراجعة بعض المصادر للتأكد من المعلومات التي ستنقلها للقارئ حفاظاً على المصداقية
مثال بسيط حول احداث القامشلي
تعتبر هذه الأحداث من أسوأ الاضطرابات التي شهدتها المناطق الكردية في سوريا, وكانت حصيلة المواجهات 40 قتيلا وفق مصادر كردية، و25 قتيلا وفق حصيلة رسمية سوريّة.

اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو