الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبيض وأسود..رد على مقال ريحان رمضان

أحمد بسمار

2011 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أن تكون زينب أو غير زينب. تعبنا من الأموات ومن تراشق التهم المفبركة المصطنعة المغروضة ومن قتلهم.. ومن قطعهم.. ومن أحرقهم.
عدد القتلى من الأطراف المتنازعة المختلفة يتساوى يوما عن يوم. وكل طرف يتهم الطرف الآخـر بأشنع التهم, وإعلام كل طرف بشهوده العيان, كأنه حاضر مشترك بكل عملية قتل وتقطيع يقدم لنا مسلسلات تنكية خرافية كاريكاتورية, تصور الآخر بأبشع الصفات اللاإنسانية...
ولكن الحقيقة الثابتة, والتي لا يستطيع أحد من الأطراف المتنازعة نكرانها, هي أن هناك اليوم آلاف من القتلى.. وأن الحقد والفتنة وكره الآخر سيطر على الفكر وأعمى القلوب.. وانتصر من يرغب تمزيق هذا البلد وشعب ســوريـا!!!...
سبعة أشهر.. ونحن نتظاهر ونتقاتل ونتعادى ونتشاتم.. وأعداد القتلى تزداد يوما عن يوم.. وكلما علا صوت السلطة عارضا فكرة مصالحة ومشاورة جديدتين.. نرى سقوط قتلى هنا وهناك في العديد من المدن السورية..وتتكاثر الاتهامات والإشارات والصور على العربية والجزيرة والصحفيون الاختصاصيون الذين يقسمون بشرفهم الصحفي والمهني أن هذا أو ذاك هو المسؤول عن القتل. وأنا أتساءل لماذا لا يجرؤ هؤلاء الشرفاء أن يتساءل من المستفيد الأول من كل هذا, أو من هي الدولة المستفيدة من كل هذا. وهي التي تملك أقوى مخابرات متسللة مندسة متداخلة في العالم. وخاصة في الشرق الأوسط؟؟؟!!!...

أطرح عليك السؤال مباشرة يا سيد ريحان رمضان ـ على اعتبار أنك لم تسمح بالتعليق أو بالتقييم على مقالك ـ لماذا يتحامل برنار هنري ليفي واساركوزي ووزيره جوبيه والسيدة كلينتون وجارنا العثماني الإسلامي أردوغان وأولاد عمنا المنتفخون الخليجيون على سوريا بهذا الشكل الإعلامي والحربجي العنيف؟؟؟ هل حبا بسواد عيون الشعب السوري, أو السلام الحقيقي في الشرق الأوسط؟... أم لإضعاف موقف سوريا وصمودها في وجه إستراتيجية إسرائيل التوسعية والاستعمارية التي لا يردعها أي رادع؟... لماذا لا يقبل من يسمون أنفسهم قيادات تنسيقية ومعارضات مطلبية مختلفة, تجتمع في افخم الفتادق الاسطنبولية والأوروبية. لماذا لا يقبلون اليد الممدودة السورية لأية مصالحة والتي تعرض لهم بلا أي قيد ولا أي شرط. لماذا كلما هدأت الأمور والنزاعات في مدينة سورية, يتفجر القتل والقنص والتفجير في مدينة أخرى؟؟؟.....
ومن يحرك ومن يثير ومن يمول كل هذا؟؟؟ لماذا لا تتساءل وأنت الكاتب السوري الكردي الحـر المعتاد على التنظيم والتحليل والمقاومة؟ هل من مصلحة شعبك وقومك أن تنفجر سوريا التي آوتكم وحضنتكم وولدت فيها, أن تتحول بفعل رغبات الفيلسوف الصهيوني ومهندس الربيع العربي, إلى عراق أو ليبيا ثانية... ماذا ستريح أنت وقومك؟ ماذا سأربح أنا وبلدي.. وماذا سيربح برهان غليون غير باندوستان هزيل مجزأ, لا كرامة له ولا حدود, غير رائحة البارود والموت والخيانة؟

يا سيد رمضان.. ألا نستطيع أن نتصالح ونتشاور بين أخوة البلد, دون أن تتدخل بين أخوة البلد الواحد خصيان مخابرات الناتو وأمريكا وإسرائيل؟؟؟ ألا نستطيع أن نتساءل عن أمورنا ومصائبنا وفقرنا وفسادنا وهمومنا بين البعض, ونجد الحلول السلمية المنطقية التي توقف ازدياد عدد موتانا يوما عن يوم؟؟؟
أم أن الخطة والأجندة مرسومة من سنين لتركيع هذا البلد وشعبه. ولا يمكن التراجع عن هذه الخطوة وهذه الأجندة, مهما أعطت سوريا ومهما أبدى شعبها من نوايا إنسانية وسلمية؟
كل هذه التساؤلات أطرحها عليك يا سيد رمضان, وأنا كنت من الذين تساءلوا عن قصة زينب وغير زينب.. وما زلت أتساءل. ولست طرفا لا مع هذا ولا مع ذاك, أقسم لك. ولا أرى الأحداث أسودا وأبيضا كل يوم...ولكنني أتابع مجرى تطورات الأمور ـ مع كل الحزن والمرارة والأسى والأسف ـ غالبا من الأبيض إلى الأسود.. وإن استمرت إلى الموت والخراب.. وإلى الدروب المسدودة بلا عودة...

نحن كلنا أبناء هذا الوطن الرائع الواحد.. ومهما اختلفنا, ومهما كانت مطالبنا مشروعة واقعية ضرورية حقيقية, نستطيع أن نجلس على طاولة واحدة, داخل جدران وطننا, ولا في أي مكان آخر, مهما كانت المصاعب والمخاطر, وأن نجد الحل الإجماعي السليم, لنعيد البلد لدروب الأمان, وخاصة إلى الحريات الإنسانية التي لم نمارسها من خمسين سنة وأكثر, وإلى ديمقراطية حقيقية يصيغها السوريون بأنفسهم, ولا من أية فبركة مغرضة أخرى...

ولك يا سيد ريحان رمضان ولجميع قراء هذا الموقع ومن يشاركون به أطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة.
*
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=278474








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنا عاتب عليك ياصديقي
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 7 - 14:37 )
نعم أنا عاتب عليك ياصديقي العزيز لأنك لو تقرأ مقالي الذي لم يزل على الصفحة لما تكلفت عناء الرد على أمثال هذا الكاتب ولعرفت لماذا يضعون (الطماشات ) على عيني البغل ولك محبتي وتقديري


2 - رد على السيد ريحاني
ريم برباري ( 2011 / 10 / 7 - 17:34 )
بالمختصر المفيد لاتوجد الا حقيقة واحدة ألاوهيان ننسى ما مضى ونبدأمن جديد يد واحدة مهما كانت انتماءاتناالفكرية لان كل مملكة منقسمة على حالها ميتة لا محالة انامعك ياسيد بسمار ومعا لتوحيد الصفوف ودمت


3 - رد وشكر
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 7 - 17:53 )
كل شكري وامتناني إلى
السيدة ريــم برباري
السيد محمد ماجد ديوب
على مشاركتهما الطيبة الرائعة الصادقة...
آملا أن نستطيع معا رفع بعض العبء عن كاهل وطننا المتعب...
مع أطيب تحياتي المهذية.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


4 - مطالعة مفيدة
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 7 - 18:46 )
أدعو جميع قراء هذا الموقع للاطلاع على تقرير الصحفي الفرنسي تيري ميسان Thierry MEYSSAN
في Google
أو Wikipédia

عن المخططات الأمريكية والناتوية التي رسمت لليبيا وسوريا خلال هذه السنة. إنها تعطي ضوءا واضحا على الأحداث من قبل صحفي موضوعي حيادي.
مع أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


5 - بسمار مواطن غير عادي
بيتر بطماني ( 2011 / 10 / 8 - 06:52 )
يدعي بسمار أنه لا ينتمي إلى أي جهة ومع ذلك ينكر على الأكراد حقهم في الوجود في سوريا. ضباط النصيرية لم يجرؤوا على التفوه بهذا القول العنصري
كل كردي له أن يرد على بسمار ليقول أليست بريطانيا هي التي شطرّت وطن الأكراد بين دول المنطقة المحيطة سوريا إحداها . الأكراد فوق أرضهم يعانون من أربع احتلالات
ومن الغريب أن السيد بسمار لم يرد على السيد ريحان إذ لم يفسر لغز الشهيدة زينب ليكذب ريحان بالعكس من عنوان مقالته
كل ما قاله بسمار فزعة متمدنة لنظام الأسد لكن هذه الفزعة لن تكون متمدنة بعد سقوط الأسد وسيدفع بسمار الثمن مثل جميع الذين يقفون اليوم ضد الشعب في انتفاضته التاريخية
كذبة الممانعة تفضحها المليارات لدى آل الأسد رفعت الأسد 20 مليار وجميل الأسد 7 مليار و 49 عقار وهو ليس إلا سمسار بيوت وابن خال الأسد 12 مليار هل أبقيتم خبزاً للشعب كي يقاوم
من ينهب الشعب هو بالتالي في صف إسرائيل
على المستكتبين أن يعرفوا العيب


6 - رد للسيد بيتر بطماني
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 8 - 08:29 )
يا سيد بطماني
أنت تهاجمني من غير حق. لأنني متفق معك على كثير من النقاط لأنني أعتبر الشعب الكردي, كباقي الفئات المتعددة المختلفة, جزءا محترما لا يتجزأ من الشعب السوري. متساو في الحقوق والواجبات وقاعدة هامة من تاريخه وحضارته ونضاله عبر التاريخ. أما عن ثروات آل الأسد وغيرهم.. فإن تقديراتك لها تحت الحقيقة بكثير ويجب أن تعاد إلى خزينة الدولة السورية, يعني إلى الشعب السوري. أما عن قصة الأنسة الحية أو المرحومة زينب. أنا أعتقد لا السيد ريحان رمضان ولا أنا نملك الحقيقة الكاملة الحقيقية.وخاصة كل هذه الفضائيات التحريبية المعشوشة (قشة لفة).. والمشكلة يا سيد بطماني أن همي الأول أن نخرج من هذه الأزمة وهذه المذابح بين أفراد الشعب الواحد. وأن نصل إلى حرياتنا ومطالبنا الشرعية دون أن نقتتل بين بعضنا البعض, وبدون فتنة طائفية أو إثنية, وبلا تدخل أجنبي يزيد على كوارثنا كوارث أخرى لا خلاص منها.واؤكد لك أن حبي لسوريا وشعبها لا حدود له.
ولك مني أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة



7 - رسالة
مريم احمد ( 2011 / 10 / 8 - 12:25 )
شكرا على هذا المقال

اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو