الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الاسلام سبب تخلف المسلمين؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 10 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ينسب كثير من الكتاب اسباب مظاهر التخلف الى اسباب ماديه واقتصاديه ، لكن مع احترامي للكتاب ، اختلف معهم في وجهة نظرهم ، واميل الى عكس السبب والنتيجه ، فهناك واعتقد جازما ان كثير من المجتمعات العربيه - حتى من القوم الاغنياء ، ليس لديها الاستعداد للاخذ بقواعد الحضاره والازدهار والتعاون مع الاخرين ، فقط يكون نجاحها في افكار غيبيه ميتافيزيقيه ، تنتظر خيرات الهيه تنزل عليها من السماء ، كهديه لقوم يتقونه بدل من اظهار قيم العمل .
ان اعتبار الفكر الغيبي الديني هو مسؤولا عن التخلف في بلدان العرب لهو صحيح ، ومن جه اخرى وهو جوهر الفلسفه ، ان التحول الى الافكار الغيبيه هي النتيجه الحتميه التي لا تقبل الشك لطبيعة الانتاج المادي لاي مجتمعات ، ولتدعيم وجهة نظري هذه الافكار ليست منتشره فقط في بلاد العرب ، وانما ايضا في البلدان المتشابه في نمط الانتاج والاقتصاد ، وها هي دول العالم الثالث ، سواء في افريقيا واسيا وامريكيا اللاتينيه ، وهو تشابه قائم رغم خلاف الدين - مسيحي ، مسلم ،سيخي ، بوذي ، هندي .........الخ .
هذا الشئ يقودني الى الاستنتاج ان التخلف مادي بامتياز ، وهنا اعتمد على الفلسفه الماركسيه ، مع احترامي لجهود الفلاسفه عبر التاريخ الذي شهد وجود فلسفات مختلفه وضعت من قبل فلاسفه حسب طبقته الاجتماعيه المختلفه ، الا اننا نستطيع تقسيم الفلسفات التي ظهرت الى الماديه والمثاليه ، واساس الفلسفه الماديه ان كل ما هو موجود في الكون مستقل وخارج وعي الانسان ، وتعتبر الماده ازليه لم يقم احد بخلقها - تنسف جميع الاديان- والوعي في الماديه هو نتاج التطور التاريخي للماده ، اما المثاليه فتقوم على اساس كل ما هو في الكون هو اساسا موجود في وعي الانسان ، لذلك الوعي في هذه الفلسفه يسبق الماده ، وهناك كثير من الفلاسفه المثاليون مثل الذاتين والموضوعيين .
نظرة الفلاسفه الماديون يستطيعون ادراك العالم ، وان عقل الانسان قادر على معرفة جوهر الاشياء ، لكن فيى المقابل المثاليون يشكون في امكانية معرفة العالم ، ويعتقدون ان الانسان لا يعرف العالم وانما يعرف افكاره - الادريين- .
وعلى مر التاريخ كان هناك صراع بين الفلسفتين على مساله اساسيه ، وهي هل الماده انتجت الوعي ام الوعي اوجد الماده ، وهذا قاد الى السؤال : هل يمكن للانسان معرفة العالم ؟
اذن الفلسفه الماديه تعارض الافكار الغيبيه ، بينما المثاليه تعارض العلم وتنظر اليه كوهم غير واقعي ، والدين يندرج تحت الفلسفه المثاليه التي ترى ان الوعي هو سيد الكون ، لذلك الايمان بالله هو جوهر واساس الديانات السماويه الثلاث ، وهي جوهر المعرفه ، لتصبح الاديان جميعا هي التي تفسر وتوضح مسار التاريخ منذ ان خلق الله ادم ، وكذلك تفسر الحاضر والمستقبل الى ان يرث الله الارض ومن عليها .
ان هذا الوعي المثالي رافق الانسان طوال حياته منذ الازل وحتى اليوم ، وسيظل مرافق للانسان الى يوم يبعثون ، ومع ذلك مرت البشريه بمراحل من العصور ، وكل عصر يتميز بشده عن العصر الذي سبقه حيث اقتبس كلام ماركس " " العصر المشاعي البدائي حين كان الصيد نمط الانتاج السائد، العصر الرعوي حيث استانس الانسان بعض الماشية بعد ان تمكن من ابقاء بعض صيده حيا ولم يقتله مما خلق فائض انتاج فبدأ باستثماره مما قلل من اعتماده على الصيد، ومع تطور عصر الرعي وبناء على احتياجات المواشي للغذاء بدأ الانسان بانتاج طعام الماشية، وتطور انتاجه لينتج غذاء الانسان ذاته، فاصبح يأكل اللحوم والنبات ليتميز عن باقي الاحياء حيث انه الوحيد بين الاحياء الذي يأكل اللحوم والنبات، وهكذا انتقل الانسان الى عصر الاقطاع ، ومن ثم ومن احشاء عصر الاقطاع ظهر عصر الراسمالية الصناعية والذي تدرج من المشغل الصغير (المانيفاكتورة) الى الانتاج الكبير وما زال يتدرج في تطوره رغم وصوله الى مرحلة الامبريالية التي اعتبرتها الماركسية اعلى مراحلها".
من هنا نرى ان المسيره التاريخيه للانسان تؤكد حتى في ظل الوعي المثالي تمكنت البشريه من التطور والتقدم ، حيث ان اسس وقواعد المسيره البشريه واحده في جميع اصقاع الارض مع اختلاف هامشي
تعاليم الدين المسيحي في فترة الاقطاع لم تكن اقل صرامه من تعاليم الاسلام ، وكان للمسيحيه مثل الاسلام الاجوبه الجاهزه
فلا يمكن ابدا الا وان يكون هناك انسجام تام بين طرق ووسائل الانتاج وعلاقات الانتاج وبين الفكر، فالصراع بين البرجوازية الصاعدة وبين الاقطاع المتسلط والمهيمن والمتحالف مع الكنيسة هو الذي ادى الى تطوير الفكر لدى طليعة مفكريى اوروبا في تلك العصور، فان فولتير وجان جاك روسو اشهر رواد النهضة الاوروبية كانا ممثلان مخلصان للبرجوازية الصاعدة وكانا بمثابة المدفعية تقصف بفكرها افكار الاقطاع الكنسي. مستندين على انجازات البرجوازية وتطويرها لنمط الانتاج المادي (الاقتصادي).
ان الفكر هو نتاج للمادة أي للواقع الاقتصادي وما يفرزه من قيم وعلاقات انتاج ومفاهيم أي ما ينتجه من وعي ..
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 7 - 19:20 )
قولك في خاتمة المقال: ((ان الفكر هو نتاج للمادة أي للواقع الاقتصادي وما يفرزه من قيم وعلاقات انتاج ومفاهيم أي ما ينتجه من وعي ..))
ليس بهذه الصرامة خاصة على مستوى الوعي. فحتى ماركس انتهى إلى الاعتراف بنسبية هذا الرأي وقال بأن هناك استقلالا نسبيا للأفكار عن الواقع المادي.
هذه الحقيقة نلمسها في كل مكان وزمان. حتى داخل الأسرة يختلف أفرادها حسب تجاربهم ومكتسباتهم المعرفية رغم انتمائهم لواقع مادي واحد فتجد فيها الإخوانجي والماركسي واللبرالي. وحتى المهاجرون يظلون لمدة طويلة يحتفظون بأفكارهم المتناقضة مع محيطهم المادي.
وبهذا نفسر مثلا وجود نقابات عمالية يمينية ووجود أحزاب يمينية تضم في صفوفها أغلبية من الفقراء، وهذا نلاحظه أيضا في التشكيل البشري للإخوان المسلمين الذين يضمون في صفوفهم أغنى الأغنياء وأفقر الفقراء.
الكثير من رواد التنوير خرجوا من رحم الكنيسة ووقفوا ضدها.
لهذا قمستوى الوعي هو الذي يجعل الإنسان يتنبى أفكارا قد لا يكون لها علاقة بواقعه المادي إن سلبا إو إيجابا
ولهذا نجد نفس الفهم الديني في السعودية الغنية وفي الصومال المعدم
تحياتي


2 - التدين
فؤاد النمري ( 2011 / 10 / 7 - 21:52 )
التحية للرفيق العربي آدم
عندما يعجز الانسان عن أن يستحضر لنفسه ما يدخل البهجة إليها يتناول الأفيون، وعندما ينسد الأفق أمام الإنسان في تطوير إنتاجه يتدين، وهكذا يكون الدين ستاراً للتخلف. التخلف يستحضر الدين وليس الدين هو ما يستحضر التخلف ولذلك أنت ترى البلدان المتخلفة في الانتاج متقدمة في التدين


3 - ثراء البلدان لا يعني تطورها
مصوت الحوار ( 2011 / 10 / 8 - 06:03 )
ان الفكر هو نتاج للمادة أي للواقع الاقتصادي وما يفرزه من قيم وعلاقات انتاج ومفاهيم أي ما ينتجه من وعي .

للتدليل على ذلك ، ناخذ بلدا غنيا بموارده الطبيعيه ، السعوديه مثلا ، حيث كانت هذه الدول منذ 80 عام تعيش تحت خط الفقر مع العلم ان النفط تحت اقدامهم ، وكانت مجتمعات بدويه بدائيه ، ولان مستوى الوعي عندهم لم يسمح بمجرد التفكير في استخراج ثرواتهم ، لذلك من اكتشف النفط الامريكان والاوروبيين ، لماذا؟ نظرا لحاجة الاقتصاديات المتطوره في تلك البلدان الى مصادر رخيصه للطاقه بدل الفحم الحجري لادارة مصانعها العملاقه ، ومن الاهمية بمكان الاشارة الى ان استثمار الموارد الطبيعية قد يؤدي الى ثراء الطبقات السائدة ولكنه لا يعني تطور نمط الانتاج .. فالسعودية او الكويت من اغنى دول العالم ولكن اقتصاداتها ريعية هامشية متخلفة وبالتالي لا زال الوعي الاجتماعي هناك متخلفا رغم الثراء الفردي او الجماعي .. وذلك يؤكد للمرة الالف ان الوعي يتطور بقدر تطور نمط الانتاج


4 - الاخ والرفيق النمري تحيه
ادم عربي ( 2011 / 10 / 8 - 06:16 )
الاخ والرفيق النمري تحيه
اشارك الراي الرفيق النمري واضيف تطور نمط الانتاج كفيل بكنس الفكر الاصولي الديني بكل مسمياته وانواعه وتبريراته .. وتطور نمط الانتاج هو المقدمة الضرورية لاقامة الدولة الديمقراطية المدنية العلمانية والليبرالية.


5 - الاخ مصوت الحوار
ادم عربي ( 2011 / 10 / 8 - 07:19 )
الاخ مصوت الحوار
تحيه عميقه لمداخلتك والحقيقه ما كنت لاجيب على تعليق السيد انيس افضل منك ، اتفق معك اخي مئه بالمئه
تحياتي


6 - إلى مصوت الحوار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 8 - 09:16 )
يقول السيد مصوت الحوار ((ان الفكر هو نتاج للمادة أي للواقع الاقتصادي وما يفرزه من قيم وعلاقات انتاج ومفاهيم أي ما ينتجه من وعي .)) وأنا لم أقل بأن المادة لا تأثير لها على الفكر، بل قلت بأن هناك استقلالية نسبية للفكر عن المادة. أي أن العلاقة بينهما ليست ميكانيكية، ولهذا لا نستطيع بها تفسير وجود فكر ماركسي وفكر لبرالي وفكر إسلامي معاد لهما في نفس المجتمع ونفس الواقع المادي ونفس علاقات الإنتاج، بل نجد ذلك في نفس الأسرة. وواضح أن الناس في نمط إنتاج رأسمالي مثلا ليس بالضرورة أن يفكروا كلهم نفس التفكير. وعليه فالناس يمكن أن يعتنقوا مذاهب وأفكارا قد لا تعكس وضعهم المادي وقد تكون ضد مصالحهم، وهو نوع من الاغتراب.
وهو ما يفسر أننا نناضل على جبهات، لعل أهمها اليوم هي جبهة الأفكار، بسبب صعوبة تغيير الواقع المادي للناس وهم ضد هذا التغيير لاعتناقهم أفكارا رجعية. حسب السيد مصوت الحوار، فلكي نغير أفكار الناس يجب تغيير واقعهم الاقتصادي. فهل يجب أن تفعل ذلك والناس نائمون ينتظرون أن توقظهم بعد أن تفرغ من تغيير واقعهم المادي أم يجب إشراكهم وتوعيتهم لتغيير واقعهم ؟ هذه تبسيطية غير مجدية.
تحياتي


7 - آدم عربي
كامل النجار ( 2011 / 10 / 8 - 13:11 )
أتفق مع الصديق فؤاد النمري أن التخلف يجلب التدين ولكن المشكلة أن الدين بعدما يتمكن يسيطر على العقل ويمنع العقل من التفكير والعمل ويحضه على الاتكال على الله موزع الرزق، وبالتالي لا حاجة للإنتاج (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) فلماذا يكد الإنسان المتدين ما دام رزقه على الله؟


8 - ليس بالضرورة
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 10 / 8 - 16:21 )
ليس بالضرورة ان تعكس تطور المادي الجانب الروحي-المتدين- للانسان فمثلا انني اعيش في بلد شرقي يعتبر الاول في العالم في مجال تطور الاكترونيات والمواصلات والاول في مجال الرياضيات ومن الاوائل في مجالات صناعية عديدة ومن العشر الاوائل في مجال دخل الفرد السنوي على مستوى العالم، وترى مليون شخص تقريبا يحضرون وعلى عدة وجبات تبدء من الخامسة صباحا والى وقت متاخر مساء صلوات يوم الاحد في احدى اكبر الكنائس فس هذا البلد الشرقي وبنفسي حضرت احدى المرات لاشاهد بام عيني ناس حضروا القداس اغلبهم من الاغنياء ومن طبقة الوسطى واصحاب الوضع الاقتصادي الجيد ورغم ان فضائح الفساد المادي تتصدر برامج التلفزيون احيانا بخصوص افراد اسرة رئيس الكنيسة ومسكهم للامور المادية وكانهم يديرون مملكة صغيرة داخل هذه الدولة، ومع ذلك ال-مصليين- يزدادون ويزداد صراخهم وعويلهم عند سماعهم لصوات-القسيس- ودعائه لهم بالشفاء والنجاح؟!!و
وبالمقابل الفقراء لا يحصرون لهذه الكنيسة لانهم لا يملكون10% لدفعها ايام الاحد للكنيسة

اخر الافلام

.. هز عرش المحافظين.. معلومات عن زعيم حزب العمال كير ستارمر


.. الغارديان: حزب العمال أمام انتصار كاسح في وجه المحافظين




.. فرنسا.. بين قبضة اليمين المتطرف وتحالف -شبه مستحيل- للمعتدلي


.. فرنسا: هل تراجعت فرص اليمين المتطرف بالوصول إلى السلطة؟




.. هل الأغنياء يدخرون الأموال؟.. استشاري الاتصال المؤسسي علاء م