الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تجربة اليسار البرازيلي .. المناضل التقدمي آلدو سودا

أبو زيد حموضة

2011 / 10 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


استضاف المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) بدعوة من اللجنة الشبابية في المنتدى المناضل البرازيلي، اللبناني الأصل، آلدو سودا، الذي تحدث عن " ربيع الثورات العربية وأمريكا اللاتينية في البرازيل ومصر "
أشرف على إدارة الجلسة الطالب في جامعة النجاح الوطنية وعضو مجلس الإدارة في المنتدى التنويري ماجد دغلس وترجم للغة العربية الأستاذ سائد أبو حجلة المحاضر في جامعة النجاح الوطنية .
المتحدث الرئيس الصحفي آلدو سادا هو مراسل مجلة (كارلوس اميغوس) اليسارية البرازيلية في مصر وعضو مؤسس لحزب الاشتراكية والحرية البرازيلي الذي وصف الأحزاب في قارة أمريكا اللاتينية وخاصة اليسار البرازيلي قائلا:
حتى العام 1964 كانت الأحزاب اليسارية في البرازيل بما فيها الحزب الشيوعي موالية للاتحاد السوفيتي أسوة بالأحزاب اليسارية في أمريكا اللاتينية وكان لها أكثر من مرجعية فكرية كالثورة الفيتنامية والتجربة الصينية وتجارب الأحزاب الأوروبية وغيرها فتجلى قصورها النظري وأفكارها القديمة في التبرير لتحالفها مع البرجوازية الوطنية لمحاربة الامبريالية. لكن الثورة الكوبية بقيادة المناضلين فيدل كاسترو وتشي جيفارا سنة 1959 أحدثت ثورة داخل الثورة، وكسرت ناب الفيل، عندما طرحت ثورة على الأفكار القديمة برفضها التحالف مع البرجوازية الوطنية في محاربة الامبريالية كونها مرتبطة بالبرنامج الامبريالي و معتبرتها واحدة من أدواته، بهذا الطرح الجديد غدت الثورة الكوبية ملهمة لمعظم الأحزاب اليسارية في أمريكا اللاتينية مما فرض دراسة نظرية معمقة في برامجها وإعادة صياغتها.
ثم تطرق سودا الى اثر الموقف الكوبي من الكفاح المسلح في الكثير من الشباب داخل الأحزاب التي بدأت بالانفصال عن الأحزاب الشيوعية وانتقلت للأدغال لإعلان الكفاح المسلح ضد السلطة والطغم الحاكمة. والتي طالما انقضت عليها وقامت بتصفيتها كون مواقفها انتحاريا ومغامرا لضعفها ولقوة وإمكانات السلطة .
وأفصح الصحفي سودا عن أثر الانشقاقات الكثيرة التي أدت الى تشرذم الحزب الشيوعي البرازيلي الذي برر تحالفه مع البرجوازية الوطنية لوجود تناقض بين الشركات الامبريالية الكبيرة والشركات والمصانع والمزارع الوطنية وأن هذه البرجوازية ستناضل ضد الانقلابات العسكرية الأمريكية. وأضاف : هذه الأفكار المتخيلة من اليسار البرازيلي حول دور البرجوازية الوطنية تم نقدها لاحقا لأن واجب الحزب محاربة الامبريالية وعدم الاعتماد على البرجوازية التي لا يمكن الوثوق فيها.
وأشار المتحدث الى تفكك الحزب الشيوعي البرازيلي إلى خلايا شبابية وعسكرية محصورة العدد والتي سحقت من قبل الحكومة، فقتل الآلاف، وزج في السجون عشرات الآلاف. لكن في فترة السجون والمنافي تم طرح أفكار جديدة وتغيرات وقراءات جديدة في القارة والبرازيل.
لاهوت التحرير، لاهوت الفقراء
مضيفا : ولأن الطبيعة لا تعرف الفراغ فقد ظهر دور الكنيسة الكاثوليثيكية جليا بعد مراجعتها لمواقفها. وتوقفت عن دعمها للحكومة العسكرية بعد أن أعادت قراءة موقفها من الإنجيل والمسيح بشكل مغاير، فرأى القساوسة في المسيح المسالم والمتسامح هو الشيوعي والثوري،وما القس إلا خادما للإنسان وليس حارسا للعقيدة، والمؤمن لا يكتفي بقداس الأحد ويرضى بالظلم طوال الأسبوع لأن في ذلك لا يقبله الله، وأخذوا كقساوسة يخرجون عن التعاليم الدينية للكنيسة ويعّلمون ويعملون ويناضلون مباشرة مع الناس وبين العمال " لا يمكن أن تصبح قديسا لمجرد النظر في الأيقونات " وأصبح الانقلاب الكنسي يعرف بظاهرة لاهوت التحرير والذي لا يبدأ إلا في اللحظة التي تبدأ فيها جماعة دينية في المشاركة في الكفاح الذي يخوضه الشعب لتحقيق كامل إنسانيته ... وعلق سودا المتحدث أن ظاهرت لاهوت التحرير أثرت بشكل مباشر على اليسار البرازيلي في تغيير تفكيره ومنهج عمله.لأن القساوسة ذهبوا الى أبعد من التعاون مع العمال وحثهم على الإضرابات لتحسين ظروف حياتهم، فتطور الأمر الى قلب الحكومة العسكرية في البرازيل نتيجة الإضرابات والتحريض الديني الذي عرف بلاهوت التحرير والتي سمت نفسها فيما بعد اتحاد العمال المركزي الذي ولد من رحمه حزب سياسي جديد سمي ( بحزب العمال الجديد )
حزب العمال الجديد
وأردف الصحفي ألدو أن الحزب الجديد جمع بين النضال الجماهيري والنقابي ضاما في صفوفه طليعة الطبقة العاملة والمفكرين والمثقفين مما أجبر اليسار المغامر في الأدغال والأحزاب الصغيرة الانضمام لصفوف الحزب الذي أطلق العنان للديمقراطية داخليا متخليا عن المركزية وفاسحا المجال لكل التوجهات للانضمام إليه، مما زاده زخما فكريا وقوة في التنافس والاختلاف الداخلي بين جميع الاتجاهات التي طالما تتوحد في الدفاع عن سياسة الحزب خارجيا.
وقال أن الحزب الجديد بحاجة الى برنامج جديد، برنامج سياسي عرف بالبرنامج الديمقراطي الشعبي الذي طرح بناء الحركة الاشتراكية البرازيلية وبناء حركة جماهيرية أنهت فكرة المجموعات الصغيرة التي ستنهي الحكومة. وبناء عليه تم التخلي عن الأفكار القديمة في التحالف مع البرجوازية الوطنية، وأصبح العمال يخوضون بأنفسهم كل مراحل الثورة لأنها بنيت على حركة جماهيرية متسلحة ببرنامج ديمقراطي شعبي يختلف في محتواه عن البرنامج الإصلاحي الأوروبي، ولأن برامجه تناقش الواقع، ومتطلبات الناس. فالأفكار المجردة لا تستقطب الناس، لكن عندما نتحدث عن بناء مدرسة للأطفال أو مساكن للعمال أو تحسين وبناء مستشفى. عندها تقنع الناس بالنضال لهذه الأهداف الصغيرة فانك تزجهم تلقائيا في أتون النضال الطبقي وتبني ديمقراطية حقيقية من خلال اللجان الشعبية المشرفة التي يقرر الناس من خلالها مصيرهم وتطوير حيواتهم وثقافتهم السياسية وترقى في وعيهم لمشاكلهم وتتطور عملية التنمية المجتمعية بطريقة تراكمية التي لا يمكن لها أن تتم في ظل الرأسمالية .
الوصول للحكم عن طريق الانتخابات
وعلق البرازيلي الشيوعي سودا أننا سنة 1989 فكرنا في الوصول للحكم عن طريق الانتخابات لكننا أخفقنا بنسبة2% من مجموع الأصوات، وسرنا في البرازيل نحو اليسار ضد التيار العالمي الذي سار نحو اليمين، كما بريطانيا التي انتخبت مارجريت تاتشر، و أمريكا التي انتخبت رونالد ريجان .. لكن في العام 2002 تم انتخاب لولا بيسيولا لأن الحزب العمالي الجماهيري تنبه لأهمية الطبقة الوسطى وتم التخلي عن البرنامج الراديكالي داخليا وبقي بعض أجزاءه كمعاداة الامبريالية.
اما اليوم كما في الثمانيات فان البرازيل لها قوة إقليمية كبيرة وحركتها الجماهيرية. ومن خلال أعمالنا الثورية قلبنا النظام العسكري.
الثورة المصرية في عيون الشيوعيين في أمريكا اللاتينية.
وما رأي المتحدث في ربيع الثورة في مصر وما يشاع عنها الا جملة أساطير .. نعم انها أساطير وبعيد عن الحقيقة كل البعد أن مجموعة من الشباب من خلال الفيس بوك طيروا الحكومة ..قائلا الشيوعي البرازيلي سودا : ان الثورة عملية تاريخية طويلة المدى بدأت بآلاف الإضرابات من مصانع مصر والمظاهرات في شوارع القاهرة ...
وخلص المتحدث أن ما حصل في مصر في 11/2/2011 هو انقلاب عسكري قاده الجنرال طنطاوي ضد مبارك... وأردف ليس المهم ما فعله الجنرال طنطاوي وانما الثورة التي لم تنتهي بعد، فالإعلام يتحدث عن الانتخابات، والعمال تقوم بالإضرابات ..وباختصار لا أحد يستطيع التنبؤ أين تذهب مصر!

تقرير أبو زيد حموضة / منسق الإعلام في المنتدى
نابلس/فلسطين المحتلة
5/10/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟