الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلامنا الى اين

محمد خضير عباس

2011 / 10 / 8
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


شهدت الجزائر مؤخرا موجة من الاحتجاجات والتظاهرات كان يقودها شباب ضاق به الحال ليس من جراء الفقر والبطالة وارتفاع اسعار السلع الرئيسية وانما من تدني المستوى الاخلاقي في البلاد لذلك قاموا بتظاهرة تطالب بغلق بيوت الدعارة والملاهي الليلية وحانات بيع الخمور التي انتشرت على نطاق واسع في الجزائر وقد استوحى الشباب الجزائري الثائر شعارات لثورتهم مستقاة من الثورات العربية الاخرى التي قامت ضد انظمة الفساد والظلم فكان يردد ( الشعب يريد رحيل العاهرات ) ويذكر ان الانحلال الاخلاقي في الجزائر قد وصل الى درجة مقلقة جدا بحيث اصبحت ممارسة الرذيلة علنا وفي وضح النهار . ومن جهة اخرى فجرت السيدة ناريمان الروسان وهي نائبة في البرلمان الاردني فضيحة من العيار الثقيل هزت الاردن والوطن العربي عندما صرحت بان العاصمة الاردنية عمان وحدها تظم اكثر من مليون بيت دعارة وقالت النائبة ذلك من خلال برنامج تلفزيوني يسمى ( قلب الشارع ) الذي بثته قناة نورمينا في مجتمع يعتبر محافظا على القيم الاسلامية والاخلاقية اما في لبنان فان المسألة تأخذ اكثر تنظيما بالقياس الى الدول العربية الاخرى حيث ان النساء العاملات في مهنة تجارة الجنس مسجلات لدى الدوائر الحكومية المختصة وتحمل كل واحدة منهن ترخيصا يسمح لها بممارسة البغاء . ووفقا للقانون اللبناني الذي يعتبر العمل في مجال الجنس قانونيا اذا مورس في بيوت الدعارة المجازة وان الحكومة تصدر التراخيص لبيوت الدعارة لمن تتوفر في المسؤولين عنها الشروط المطلوبة . وفي المغرب فان مهنة ممارسة الجنس تاخذ ابعاد اخرى حيث ان الاوساط المقربة من الحكومة رفعت شعار السياحة الجنسية لكي تساهم في تنمية اقتصاد البلاد الذي يعاني من الركود والمديونية على اعتبار ان المردود المالي الكبير المتاتي من النشاط السياحي في المغرب يعتبر مصدر مهم من مصادر الدخل القومي اما في الدول الخليجية فأن الدعارة تغلف بأطار ديني باطل من خلال السماح بانظمة الزواج الغير شرعية مثل زواج المسيار والعرفي والمتعة والسياحي والافريند والمسفار وغيرها من الطرق التي تؤدي الى انتهاك كرامة المرأة وحقوقها وهذه الزواجات منتشرة بشكل واسع في كافة الدول الخليجية اما في مصر فالعارف لا يعرف فقد سبقت مصر كافة الدول العربية في هذا المجال بحكم انفتاحها الفني والسياسي وكذا الحال بالنسبة الى سوريا وبقية الاقطار العربية الاخرى اما في العراق فحدث ولا حرج فقد سجل وباء الدعارة والاتجار بالنساء ارتفاعا كبيرا بعد الاحتلال الامريكي له عام 2003 جراء اعمال العنف الطائفية التي اندلعت والتي ادت الى تمزق الاسر العراقية وتهجيرها وتفكك نسيج المجتمع وتدمير المؤسسات الوطنية وازياد الفقر بين ابنائه ويكفي الاشارة الى ان غالبية النوادي الليليه والملاهي في كل من سوريا والاردن ودولة الامارات العربية المتحدة تهيمن عليها مومسات عراقيات تدار من قبل مسؤولين كبار او مافيات عربية وبالرغم من كون 25 % من اعضاء البرلمان العراقي هن من النساء المرشحات اكثريتهن عن الاحزاب والتيارات الاسلامية فأنهن لا يفعلن شيئا ازاء هذه الظاهرة المؤسفة وحتى منظمات المجتمع المدني الغير الحكومية التي تهتم بشؤون المرأة والتي انتشرت باعداد كبيرة بعد الاحتلال الامريكي فانها لم تقم أي مبادرة ازاء مناقشة او ايجاد الحلول لهذه المشكلة . ومن جانبها اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية المعروفة ان الحكومة العراقية لم تفعل شيئا يذكر لمكافحة هذه المشكلة ووفقا للباحث في المنظمة السيد سامر المسقطي حين قال لا توجد احصائيات محددة لدينا وهذا هو الجزء الاول والمهم الازم لمعالجة هذه الظاهرة واستطرد قائلا نحن في حاجة الى معرفة مدى اهمية تاثير انتشار هذه الظاهرة على المجتمع العراقي وهو ما لم تفعله الحكومة العراقية فلم تراقب المتجرين بالنساء ولم تتخذ اجراءات صارمة ضدهم وسؤالي هو اذا كان الحكام العرب مشغولين بكيفية الحفاظ على كراسي السلطة تاركين واقع مجتمعاتهم المزري فما هو دور رجال الدين والمشايخ والعلماء المسلمين اذن اما اواصهم ربهم من خلال اياته بتحصين النساء والمجتمع من امراض الرذيلة والانحطاط ام انهم مشغولين هم ايضا بالتدخل في الامور السياسية واصدار الفتاوى التي تحرم التظاهر والاحتجاج والثورة على الحكام الفاسدين من باب ( واطيعوا ولي الامر منكم ) فبدلا من تضيع الوقت في الانشغال بتحريم قيادة النساء للسيارة والزامهن بلبس الحجاب المقنع وتحريم الاختلاط بالرجال في العمل والدراسة مع الطلاب في الجامعات عليكم بنشر التوعية المجتمعية والضغط على حكوماتكم لوضع الحلول المناسبة لصيانة كرامة المرأة وشرفها وخاصتا الارامل والمطلقات وتوفير فرص العمل للعاطلات منهن وتأمين الضمان الاجتماعي لهن لكي لا يقعن في المحضور وكفاكم تضمين صلاة الجمعة في الجوامع القصص المكررة التي حفظها حتى الاطفال والتي مضى عليها الف واربعمئة سنة بخصوص الصحابة عليكم باستغلال هذه التجمعات من الحشود بطرح المشاكل التي يعاني منها المجتمع العربي وكيفية حلها وحث المصلين على الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي والنهي على الفساد والفحشاء مع العلم ان جميع دساتير الدول العربية تتضمن مادة تنص على ان الاسلام هو دين الدولة وكلنا نعرف ان الشريعة الاسلامية تعتبر هذه الافعال من المحرمات ويعاقب عليها بشدة . فهل اسلامنا في طريقه الى الانحلال ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الملف التووي العربي
علي رضوان داود ( 2011 / 10 / 9 - 12:48 )
الكاتب الرائع محمد خضير عباسقد تطرقتم اليوم الى اخطر المواضيع اهميا في المجتمعات الاسلاميةوانا ادعو اخواننا الكتاب للتطرق الى هذا الملف الذي اعتبره مصير اولادنا الذي بات على شفا حفرة خصوصا بعد سكوت المسولين ورجال الدين على اعتبار ان الشارع اليوم مشغول بربيع عربي سوف لا ينوبنا منه سوى التفكك والفوضى

اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال