الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمانة ... للحقيقة والتأريخ – 2 –

حميد غني جعفر

2011 / 10 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كما أوضحنا في الحلقة السابقة بأن عملية النفق كانت من مرحلتين الاولى – الفاشلة – كانت في بداية نيسان وبتخطيط المنظمة الحزبية التي يقودها – نصيف الحجاج – ومن موقع آخر هو المطبخ بجانب القلعة القديمة ، والثانية – الناجحة – كانت بعد مجيء المناضل – حسين سلطان – منقولا من سجن نقرة السلمان وهو يحمل فكرة موقع جديد وهو الصيدلية من داخل القلعة الجديدة وكانت بداية العمل في تموز من العام ذاته – 1967 – وبقيادة وإشراف حسين سلطان الذي تولى قيادة المنظمة الحزبية بعد نصيف الحجاج ،وهذا يعني أنه ...لا المنظمة السابقة ولا عقيل يمتلكون أية معلومة أو أي تصور عن الموقع الجديد – الصيدلية – في القلعة الجديدة ، إذ لو كانوا يمتلكون هذه المعلومة أو هذا التصور ... لما إختاروا الموقع الاول – المطبخ قرب القلعة القديمة رغم ما ينطوي عليه من مخاطر ، وتأكيدا لهذه الحقيقة ننقل حديث عقيل بالذات في روايته – الطريق الى الحرية – صفحة – 30 – يقول نصا وبالحرف الواحد ( أخبرني حسين ياسين بأن النفق قد يتغير مكانه ولا حاجة لخروجكم الى المطبخ ) ثم سأل – عقيل وفاضل – مظفر النواب عن السبب في تغير مكان النفق فأجابهم مظفر بأنه لا علم له بذالك ، ثم سأل عقيل – حافظ رسن – ذات السؤال فأجابه – حافظ – بأن هذا رأي المنظمة ، ويقول عقيل في مكان آخر بأن حسين ياسين أبلغه بعدم ملائمة المطبخ وبأن هناك إقتراح من أحد الرفاق بأن يكون من داخل إحدى القاعات ، وكلام عقيل هذا واضح كل الوضوح بأن لا علم له ولا للمنظمة – السابقة – بهذه الفكرة .
لكن عقيل يتناسى أقواله متجاهلا الحقائق ... بل ويقفز عليها ... جاهدا في إبراز دوره للظهور بمظهر البطولة – على حساب تهميش دور رفاقه وشركائه – بذات المهمة الحزبية المشتركة وروحية العمل الجماعي – ولولا هذه الروحية الرفاقية والعمل الجماعي ووحدة الارادة – ما كان يمكن النجاح لهذه العملية التي هزت أركان النظام العارفي ، لكن وللاسف الشديد أن مثل تلك الاقاويل والادعاءات من عقيل وغيره من المتبجحين قد أفسدت روعة هذه المأثرة العظيمة وجعلت منها قضية للمزايدة من عقيل وغيره ، فلقد إتصل بي عقيل – هاتفيا – قبل أكثر من ثلاث سنوات – وعند تصوير الفلم الوثائقي الاول الذي عرضته قناة الحرية الفضائية في – 7 – 3 – 2008 – وطلب مني أن أقول أمرا – لاوجود له ولم يحصل خلال عملنا – على أننا قمنا به سوية ، لكني رفضت ذالك وقلت له – أني لا أتكلم عن أمر لاوجود له لان التأريخ أمانة في أعناقنا ، وبحسب معلوماتي ... فإن الحادثة التي طلب عقيل أن أقولها معه ... كانت قد وقعت في عام – 1964 – عند المحاولة الفاشلة التي تم ردم حفرة النفق فيها لاسباب أمنية – كما سبق الاشارة – مع أننا لم نكن موجودين في سجن الحلة – حينذاك – لا أنا ولا عقيل – فقد كنت في سجن نقرة السلمان وهو في سجن آخر – في الرمادي او العمارة – ويتمادى عقيل في مغالطاته فهو يقول عل في لقاءه الاخير على فضائية الفيحاء في – 6 – 9 – 2011 - ، بأنه وجد أفضل طريق للهروب هو النفق ... وبأنه طرح الفكرة على – محمد الخضري – مع أن الشهيد محمد الخضري لم يكن سجينا معنا في سجن الحلة في تلك الفترة إطلاقا ، ويذكر إسم – سعدي الحديثي – ايضا مع ان لقاءه بالحديثي كان في الموقف العام – باب المعظم – اي قبل مجيئه الى سجن الحلة – ويواصل عقيل حديثه قائلا : بأنه وفاضل ذهبا الى غرفة الصيدلية لاقناع الصيادلة بان الغرفة صغيرة وغير منتظمة ، وطلبا من الصيادلة بان يقدما طلبا الى المنظمة الحزبية بنقل عملهم الى مكان آخر ، إذن فإن عقيل يعلم جيدا بان القرار – الاول والاخير – هو للمنظمة الحزبية ، وليس لاي شخص مهما كان مركزه الاجتماعي او درجته الحزبية ، وعلى هذا فالمنظمة الحزبية التي قررت ان يكون حفر النفق من هذا المكان – الصيدلية – قادرة على إخلاء غرفة الصيدلية ، وليس من حاجة لذهاب عقيل وفاضل لاقناع الصيادلة بإخلائها ، ذالك ان عقيل وكل المناضلين الذين عايشوا السجون يدركون جيدا ما للمنظمة الحزبية من هيبة وطاعة واحترام ولها الكلمة العليا في كل شيء وإن قراراتها ملزمة للجميع – حتى من غير الحزبيين – فهي المسؤولة عن حماية السجناء وعن إدارة شؤون حياتهم اليومية بكل مفاصلها من المأكل والملبس الى رعاية السجناء المرضى وكبار السن وتوفير العلاج لهم كذالك تزويد السجناء ضعفاء الحال بالمصروفات اليومية وهناك الكثير من حديث عقيل الذي تحدث به على هواه ، ولا نريد هنا الدخول معه في سجال او مناكدته – فذالك من المعيب جدا - .
لكني أقول له وللاخرين ، بأن يراجعوا أقوالهم وإدعاءاتهم ،والاخ عقيل بالذات عليه ان يتذكر نتيجة الحوارات الساخنة التي دارت على مواقع الإنترنت – قبل أكثر من ثلاث سنوات – واستمرت لأكثر من عامين – والتي إستطاع من خلالها الباحث والكاتب الصحفي الاستاذ – محمد علي محي الدين – الوصول الى الحقيقة ،إذ وجد أن جميع من كتبوا اليه – عن هذا الموضوع – وينشرها على مواقع الإنترنت فهو كان المركز لادارة الحوارات – ثم يناقش كل من كتب اليه ، وكانت جميع الاراء متفقة على الحقيقة التي تقول ان عملية حفر النفق والهروب كانت من صنع الحزب الشيوعي العراقي وان مصدر الفكرة الاساس هو الرفيق الراحل حسين سلطان ولم يختلف عن مجموع هذه الاراء سوى ، - أنت والاخ جاسم المطير – وحتى أنتم – الإثنين تختلف روايتكما عن بعضها – وليس هناك من دلائل تسند إدعاءاتكما – وكان الاخ عقيل قد وعد الاستاذ محمد علي محي الدين بأن يأتي بأوراق – من نصيف الحجاج – او كما أسماها – وثائق – تسند وتدعم إدعاءاته لكنه لم يأتي بأية ورقة ،وعلى هذا الاساس أغلق الحوار واعتبر منتهيا – مع ان عقيل قد ذهب فعلا الى الحجاج ولم يحصل على شيء – واليوم وعند تصوير برنامج – الطريق الى الحرية – على قناة الفيحاء ،في – 6 – 9 – 2011 – جاء الاستاذ الحجاج بعد إلحاح شديد من عقيل لغرض التصوير ، وكان الرجل منهك القوى ومتعب ، حتى ان – مكتب قناة الفيحاء – في الحلة قد إتصل بي هاتفيا – وطلب منا تهيأة مكان – في بغداد – لتصوير الحجاج لانه متعب ولا يستطيع الذهاب الى الحلة وقمنا فعلا بتهيأة المكان في بغداد لتصوير الحجاج وتم تصويره فعلا ... إلا انه قد إقتطع الجزء الخاص به والسبب انه لايملك اية معلومات تسند أقوال عقيل مع ان عقيل كان حاضرا معه ،وبالمناسبة فإني أعتب على قناة الفيحاء الموقرة لانها إقتطعت ايضا جزءا مهما من حديثي الذي أكدت فيه بداية على ذات الكلام المشار اليه – أعلاه – من ان العملية كانت من صنع ... الخ ولست أدري لماذا أقتطع كلامي وهو مهم ويدحض الاقاويل والادعاءات ، لكن المهم ان الباحث والكاتب الصحفي الاستاذ محمد علي محي الدين كان قد بين حقيقة دور حسين سلطان والمنظمة الحزبية وهذا هو الأمر المهم ، وهو المؤلف للكتاب الموسوم – أضواء على عملية الهروب من سجن الحلة – وأوضح فيه الحقائق المهمة بصدق وأمانة وفيه أيضا تفاصيل الحوارات التي جرت على مواقع الانترنت ورسائل كل الذين كتبوا إليه والتي منها استنبط الحقيقة الناصعة
وأخيرا أقول : كيف يمكن ان يكتب التأريخ الى الاجيال بصدق وامانة ، إذا كان البعض ينطلق من الأنا المقيتة وحب الظهور – في مثل هذه القضية الصغيرة – فكيف بقضايا شعبنا الكبرى .








حميد غني جعفر / أحد منفذي العملية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من


.. درب الأنبياء وأشهر غزوة في التاريخ الإسلامي




.. القوات الإسرائيلية تطوق شرقي رفح.. والسكان يفرون من الموت


.. منذ اندلاع حرب غزة.. عنف المستوطنين يتصاعد في الضفة




.. هجرة بصفوف المحافظين.. 65 نائباً بريطانياً يودعون الحزب