الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران و -الربيع العربي-

محمد سيد رصاص

2011 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في خطبة يوم الجمعة 4فبرايرشباط2011أعلن السيد علي خامنئي أن"الثورة المصرية هي استمرار للثورة الايرانية "،قبيل أسبوع من تنحي الرئيس حسني مبارك. لم يستمر هذا الخط الايراني في النظر إلى حراكات الشارع العربي طويلاً،ليس فقط لأن هذا الحراك قد امتد إلى حلفاء،كمافي سوريا منذ يوم الجمعة18آذارفي درعا ثم مدن ومناطق سورية عدة،بل لأن طهران قد أدركت سريعاً بأن واشنطن لم تكرر أمام الحراكات العربية ،على الأقل منذ الأسبوع الأخير السابق لسقوط الرئيس المصري ،مافعلته في طهران1978-1979لما وقفت مع الشاه حتى النهاية،وإنما استطاعت أن تركب موجة التغيير العربي من خلال انشاء مثلث جديد وضحت معالمه أولاً في القاهرة،وبعدها تونس مابعد14جانفي ،بين(المؤسسة العسكرية)و(الإدارة)و(الاسلاميون)،ثم خلال سبعة أشهر يمنية مضطربة تعثرت عملية تشكيله في صنعاء،وهو يتشكل الآن ويأخذ قوامه في طرابلس الغرب مابعد القذافي.
أدركت طهران بأن هذه الدينامية عند واشنطن،التي توازي ملاقاة واستفادة وتكيف شهدناه عند الأميركان أثناء وعقب سقوط حلفائهم العسكريين السابقين في أميركا اللاتينية بين عامي(الأرجنتين)1983و1990(بينوشيت في تشيلي) أوالفيليبين(1986)أوكوريا الجنوبية(1987)،قد أدت إلى بداية النهاية للمد الايراني الذي أخذ أبعاده الكبرى بين عامي2006و2010من خلال حكومة عراقية يرأسها موالون لطهران(أيارمايو2006)وعملية الإطاحة بنفوذ حركة فتح في قطاع غزة(حزيرانيونيو2007)ثم عملية7أيارمايو2008 في بيروت التي أدت إلى اتفاق الدوحة وصولاً إلى منع إياد علاوي وقائمته الفائزة بالمركز الأول في انتخابات برلمان7آذار2010من تولي رئاسة الحكومة وانشاء توازنات أجبرت واشنطن في خريف2010على القبول بمرشح طهران نوري المالكي.
ربما كانت العملية التي قادها حزب الله بداية عام2011للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خاتمةً لهذا المد الايراني وقد توازى بنفس اليوم تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة مع بداية الثورة المصرية في يوم الثلاثاء 25يناير:من المؤكد أن المرشد الايراني في خطبة الجمعة تلك لم يكن متلمساً بعد لآليات"الربيع العربي"في تغيير المعادلات الاقليمية،إلاأنه قد لمسها لمس اليد ضده في النصف الثاني من شهر آذارلمادخلت قوات (درع الجزيرة)إلى البحرين،وأيضاً مع بدء الأحداث السورية،ولما لم يستطع،كمافي أعوام التمرد الحوثي باليمن بين عامي2004و2009،أن يكون فاعلاً في الاضطراب اليمني البادىء في شهر شباطفبراير2011بخلاف دول (مجلس التعاون الخليجي) التي يبدو أن مبادرته تجاه اليمن ستكون عنواناً وخريطة طريق مقبلة لليمن وبرعاية أميركية وأن (المجلس) هو المتولي الاقليمي وبرعاية دولية للملف اليمني كماحصل في البحرين.
خلال الأشهر الستة الماضية أصبحت طهران في وضع جزر من حيث قوتها الاقليمية،بخلاف حالة المد الايراني في سنوات المنتصف الثاني للعقد الماضي،اتي شهدت مداً ايرانياً زلزل كيان المنطقة،الممتدة بين كابول والشاطىء الشرقي للبحر المتوسط ، ووصل إلى المنامة وصعدة جنوبها، وكانت نقطة انطلاق هذا المد الاقليمي وقوته الدافعة هو استطاعة طهران السيطرة السياسية ،وعبر قوى عراقية محلية موالية لها،على العراق المحتل عسكرياً من قبل الولايات المتحدة.
أثناء سنوات2006-2010جرى تعويم الدور التركي من قبل واشنطن لموازاة أومواجهة المد الايراني .لم تنجح أنقرة في ذلك آنذاك.خلال ثمانية أشهر من حراك شرق أوسط مابعد11فبراير2011(يوم تنحي وسقوط الرئس المصري) أصبح واضحاً دخول أنقرة(أوبالأحرى اسطنبول أردوغان وليس أنقرة الأتاتوركية) في حالة مد اقليمي،وبرعاية واشنطن،مستفيدة من الديناميات الداخلية لحراكات الشارع العربي التي أدت إلى بداية تعميم النموذج التركي،الذي يقوم على ثالوث(الجيش- الإدارة- الاسلاميون)،بدءاً من القاهرة،ومازيارة أردوغان الأخيرة إلى مصر وليبيا وتونس إلاتكريساً للزعامة التركية،من خلال ذلك النموذج،للمنطقة وتحت رعاية واشنطن،ويبدو أن تشكيل(مجلس استانبول)في 2تشرين أولأوكتوبر ،الذي تتزعمه(جماعة الإخوان المسلمين)في سوريا،هو في إطار هذه "العثمانية الجديدة"،التي يريد من خلالها أردوغان قلب المعادلة الاقليمية برمتها من خلال فرض نظام سوري موالٍ للأتراك عبر الاسلاميين،تماماً كماجرى في بغداد لصالح طهران عبر القوى الاسلامية الشيعية العراقية،وذلك بعد فشل ستة أشهر من الضغط التركي على السلطة السورية لفرض مشاركة "ما" مع الاسلاميين السوريين.
تدرك طهران بأن نجاح هذا في دمشق سيؤدي ليس فقط إلى فقدان مكاسبها في العراق،كماجرى بالتتابع بين معركة مرج دابق(1516) التي أدى فيها سقوط الشام بيد سليم الأول ليس فقط لسقوط الحجاز ومصر بالسنة التالية وإنما كذلك لسقوط العراق بيد العثمانيين عام1534،وإنما كذلك وأولاً إلى نجاح مافشلت فيه"الثورة الخضراء"في طهران2009،وهذا ربما يأخذ ترتيباً عكسياً ،ولكن إلى نفس النتائج التي هي ليست لصالح بلاد فارس، لماحصل عقب معركة جالديران بعام1514والتي هزم فيها اسماعيل الصفوي أمام السلطان العثماني سليم الأول والتي فتحت الطريق أمام العثمانيين إلى الجنوب عبر(مرج دابق).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل قانون الجنسية الجديد في ألمانيا| الأخبار


.. صحيفة العرب: -المغرب، المسعف الصامت الذي يتحرك لمساعدة غزة ب




.. المغرب.. هل يمكن التنزه دون إشعال النار لطهو الطعام؟ • فرانس


.. ما طبيعة الأجسام الطائرة المجهولة التي تم رصدها في أجواء الي




.. فرنسا: مزدوجو جنسية يشغلون مناصب عليا في الدولة يردون على با