الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات السلمية لن تحقق اهدافها ومطالبها ١

حسقيل قوجمان

2011 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الثورات السلمية لن تحقق اهدافها ومطالبها ١
مثذ اول مقال كتبته عن الثورتين التونسية والمصرية بينت ان هاتين الثورتين حتى لو حققتا جميع مطالبهما لا تحلان مشاكل الشعبين. واليوم بعد مضي شهور عديدة على الثورتين لم تحققا ايا من مطالبهما وتشهد على ذلك جميع الكتابات حول ما حققته الثورتان وخصوصا هذا اليوم الذي ابدأ فيه كتابة هذا الموضوع، يوم مليونية استعادة الثورة. حققت الثورتان نجاحا اوليا بازاحة راسي النظام ولكنهما لم تحققا اي هدف غير هذا. والموضوع الذي احاول كتابته هو ان هذه الثورات السلمية لن تحقق اهدافها ومطالبها. واركز بحثي في جميع الموضوع على الثورة المصرية فقط نظرا لوجود المزيد من المعلومات عنها في الفضائيات.
في هذه الحلقة الاولى من هذا الموضوع احاول قبل البدء في كتابة الموضوع ان ابدي بعض الملاحظات عن البرنامج الرائع الذي يسمى ناس بوك لهالة سرحان. فانا احد مشاهدي هذا البرنامج ومعجب بالمواهب الرائعة لهالة سرحان وسرعة بديهيتها وحماسها المنقطع النظير للثورة ولحقوق الشعب المصري ولاستعادة ثرواته المنهوبة في الداخل وبعدها في الخارج ونجاحها الباهر في اختيار ضيوفها وزوارها.
احد المواضيع الهامة في هذا البرنامج هو عظم السرقات التي جرت خلال ثلاثين عاما من حكم مبارك. وملخص هذه السرقات هو ان طرفا واحدا يهدي او يمنح او يبيع ما لا يملكه الى طرف ثان يحصل عليه باسعار وهمية شبه مجانية ثم يبيعه باسعار حقيقية ويكسب عشرات او مئات الملايين من الدولارات نتيجة لذلك. ان هذا المكسب لا يدخل ضمن المفهوم العلمي للربح وانما هو يدخل ضمن مفهوم السرقة. فالسارق يغتصب شيئا لا يملكه من مالك اخر ويكسب ثمار ما سرقه وهذا عمل تعاقب عليه جميع القوانين حتى القوانين السارية في المجتمع المصري رغم انها كما هو الحال في جميع القوانين تجري صياغتها وفقا لمصالح الطبقة الحاكمة.
كانت هذه السرقات واضحة وضوح الشمس للشعب المصري يشاهدها ويشعر بها كل مصري ولذا كان من الضروري ايجاد وسيلة لاسكات هذا الشعب ولمنعه عن ان يبدي حتى ملاحظة حول هذا النهب الذي يجري امام اعين كل الشعب. كان على السراق ان يكتموا انفاس الناس بطريقة سميت الانفلات الامني. ومفهوم الانفلات الامني الحقيقي يعني ان من يسرق يجب ان يعاقب وفقا للقوانين السارية في البلاد لان سرقته هي انفلات امني بالنسبة لمن سرقت ملكيته وللمجتمع. فجميع هذه السرقات الكبيرة من ثروات مصر كانت انفلاتا امنيا لا مثيل له اصبح اليوم واضحا يتحدث به الثوار ووسائل الاعلام ومنها ناس بوك.
هذا الانفلات الامني، سرقة ثروات الشعب، انفلات توجد في القوانين السارية مواد تعاقبه ويمكن معالجته ضمن القوانين السارية في البلاد. ولكن حكم مبارك كان مبنيا على هذه السرقات ولذلك شوه مفهوم الانفلات الامني. فبدلا من اعتبار السرقات انفلاتا امنيا اعتبر الكشف عن مثل هذه السرقات او الاحتجاج عليها او فضحها هو الانفلات الامني. وليس في القوانين السارية مواد تعاقب مثل هذا الكشف عن السرقات والاحتجاج عليها فاصبح من الضروري الغاء القوانين السارية واتخاذ اللاقانون الذي يسمى قانون الطوارئ اساسا لمعاقبة هؤلاء المحتجين والمتجرئين على كشف هذه السرقات. فقانون الطوارئ هو الغاء جميع القوانين السارية وممارسة الحكم بدون قانون في المحاكم العسكرية. قانون الطوارئ هو الانفلات الامني الحقيقي اذ يعاقب اناسا امنين لم يرتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون. فمثلا اذا قرر ايمن نور ان يرشح نفسه امام مبارك في انتخابات رئاسة الجمهورية فهذا انفلات امني لا توجد في القوانين السارية مواد لمعاقبته فيرسل الى السجن وفقا لللاقانون، قانون الطوارئ الذي هو في الواقع قانون الانفلات الامني. ونجم عن ذلك ان الشعب المصري لم يجد خلال الثلاثين عاما وما زال يوما واحدا بدون الانفلات الامني وقانون الطوارئ. واليوم ايضا يمارس قانون الطوارئ لمحاكمة الثوار الذين لا توجد مواد في القوانين السارية لمعاقبتهم بينما يحاكم السراق والمتهمون بجرائم القتل الجماعي وفقا للقوانين السارية ضحكا على الذقون. اليست على سبيل المثال دعوة عمر سليمان والطنطاوي شهود اثبات ضد مبارك ضحكا على الذقون؟ فهل كان مبارك عند مراقبة تنفيذ اوامره بقتل المتظاهرين وحيدا. لا شك ان مبارك لم يكن وحيدا انذاك بل من المنطق ان يكون نائبه الى يمينه ووزير دفاعه الى شماله. وعمر سليمان في خطابه قبل يوم او يومين من التخلي نصح الشعب المصري بان مبارك هو اب حنون على الشعب المصري وان مظاهراته ضد هذا الاب تجعله ابنا عاقا. فهل يعقل ان يصبح عمر سليمان ابنا عاقا له مثل الشعب المصري؟
تدعو هالة سرحان ضيوفها من اتجاهات مختلفة يؤيدون الثورة ويكشفون عن السرقات التي كانوا يعرفونها ولا يستطيعون الحديث عنها قبل الثورة. ولكنها تدعو ايضا خبراء اقتصاديين يعبرون عن ارائهم في مشاريع اقتصادية ضئيلة التكلفة تؤدي الى نتائج باهرة في وقت قصير. وخصوصا ضيفها كل يوم ثلاثاء وهو خبير اقتصادي يشرح مشاريع اقتصادية كهذه. وقد كشف مؤخرا عن وجود صحراء تجري من تحتها الانهار لا حياة فيها. ولكن تنفيذ مثل هذه المشاريع يجب ان يأخذ في الحسبان المصدر الذي يقوم بتنفيذها ويمتلك انتاجها وكيفية توزيعه لهذا الانتاج مما قد يؤدي الى اجهاض مثل هذه المشاريع. اورد مثلا واحدا فقط. فقد اشار احد ضيوفها الى امكانية توليد طاقة كهربائية من الزبالة التي يكلف دفنها مئات الملايين من الدولارات سنويا بتكلفة قد لا تزيد عن تكاليف دفنها. وهو مشروع عظيم الفائدة للشعب المصري ولكن مثل هذا المشروع يجب اولا ان يتغلب على مقاومة دفاني الزبالة الذين يجنون الملايين من الارباح من دفنها. اشير الى مثل تاريخي في مثل هذا الموضوع. حين قرر اديسن انارة مدينة نيو يورك بالنور الكهربائي لاقى معارضة شديدة من قبل شركات انارة نيو يورك بالمصابيح الى درجة انهم وجهوا اليه تهما تؤدي الى معاقبته او حتى افلاسه.
هذه ملاحظات موجزة كتبتها قبل الدخول الى موضوع المقال الحقيقي ارسل نسخة منها الى ناس بوك لا للنشر وانما فقط للتعبير عن اعجابي بهذا البرنامج الرائع. وسارسل الموضوع الاصلي اذا نجحت في كتابته الى موقع الحوار المتمدن حيث تنشر جميع مقالاتي.
وابعث عاطر تحياتي الى هالة سرحان وجميع ضيوفها وزوارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هالة سرحان
ايار العراقي ( 2011 / 10 / 9 - 03:03 )
محبتي واحترامي للسيد قوجمان المحترم
كنت اتوقع وحسب عنوان المقال ان اقرا شيئا عن اسباب عدم نجاح التظاهر السلمي او لنقل عجز هذه الوسيلة عن تحقيق غاياتها من وجهة نظر ماركسية ربما اكون مستعجلا ويانتظار قادم المقالات ارجو ان اقرا شيئا غير اطراء السيدة سرحان واللتي لااعدو عن كونها دمية جميلة في عالم اياطرة الاعلام اليترودولاري حسب رائيي المتواضع
ختاما انا مثلك غير مؤمن بازاحة المستغلين والسراق بالامنيات الطيبة والدعوات الصالحات او بالبرامج الفضائية وان كانت المقدمة السيدة سرحان وحتى جزئك او مقالك القادم اتعلق بامل العهد بك في قراءة شئ مفيد
تقبل محبتي وصراحتي

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق