الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التلاميذ يريدون تغيير النظام
جمال المظفر
2011 / 10 / 8مواضيع وابحاث سياسية
ظاهرة غريبه شدتني اليها ولم اكن اتوقعها في يوم من الايام ، ربما تصدر من الكبار، لكن ان تبدر من التلاميذ فذلك امر في غاية الروعه ، ضحكة عريضه غزت وجهي ربما لسنوات لم اشعر بها عندما مرت بي مجموعة من التلاميذ وهم يحملون حقائبهم ويرددون الشعار الذي رفعته الشعوب العربيه في انتفاضتها ضد الانظمه الدكتاتوريه ( الشعب يريد اسقاط النظام ) وكأن هناك مسيره منظمه اعد لها مسبقا تضاهي المسيرات الاخرى التي شهدتها مدن العراق ..
تغير ترديد الشعار الان ، من الشعب يريد الى التلاميذ يريدون ، الفئة الناشئه تحاول تقليد الكبار في كل شئ ، فالثورات العربيه شحذت همم التلاميذ ونمت فيهم الروح النضاليه ، الاحساس بنشوة الرجوله المبكره لا الفحوله التي يتباهى بها الساسه ، هذا ان كانت فحولتهم طبيعيه دون مثيرات جنسيه كالفياجرا الفاجره ..
الشعوب لم تعد تردد هتافاتها السابقه ( الشعب يريد رغيف الخبز ) او( رفع المعاشات ) ، بل تريد التغيير ، قلع اوكار الامبراطوريات الفاسده التي استغلت موارد الشعوب في نزواتها وسكرها وعربدتها وفسادها ، لم يتوقع الطغاة مثل هذا السيل الجارف ، اليوم الذي تصعد فيه الشعوب مطالبها وباتت أعلى من سقف رغيف الخبز اوزيادة الرواتب بل تعدتها الى المطالبه برحيلهم ومحاكمتهم ، فتحول الجبابرة من مصدري الاوامر الى متهمين في قفص العداله تلوح حبال المشانق امام رقابهم الطريه التي لاتتحمل دغدغة تلك الحبال ، وتنفصل لمجرد جرة خفيفة من يد العشماوي ...
الشعوب صعدت خطابها ومطالبها، من المطالب الخدميه والمعيشيه الى المطالب السياسيه ، لايعنيها الفقر بشئ بقدر ماتعنيها الكرامه ، فرؤوس مرفوعه بكرامه افضل من رؤوس مطأطأه مقابل حفنة طحين قد تنتهي بعد ايام وتحسب على الشعوب بأنها ( مكرمة القائد المفدى ) بينما يلقي الطغاة وعوائلهم في مكبات النفايات مايتمناه الشعب باكمله وليس فقرائه ، بل ربما حيواناتهم المفترسه تأكل افضل مما يأكله الشعب ..
التلاميذ يريدون تغيير النظام شعار خطير تواجهه الدكتاتوريات ، جيل صحا على ايقاع هز ضميره والتقطته اذنهم الموسيقيه بتذوق وعشقته وسوف يبقى يتردد في اذانهم لعشرات السنين ، وهو ماسيجعل تلك الانظمه امام مد شعبي عارم لاتوقفه الاجهزه القمعيه ولا الحواشي ولا اذنابهم من المنتفعين وشذاذ الافاق...
التلاميذ يريدون تغيير النظام ، شعار سيكتبه التلاميذ على رحلاتهم المدرسيه وعلى الحيطان وفي الازقه وعلى مقاعد السيارات وفي دورات المياه وفي كل مكان تطاله ايديهم ، شعار قد يرى البعض في كتابته بأنها ممارسات طفوليه عبثيه لكنها بطبيعة الحال شعارات مزلزله ستأخذ عليها انامل التلاميذ ، فبدلا من ان يكتبوا ( قدري قاد بقرنا ) سيكتبون ( الوالي طيح حظنا ... ونريد تغييره ) وعندها سيكون من الصعب مسح هذا الكم الهائل من كتابات الاطفال التي حتما ستجذب عيون الماره وسيبقى الجميع يردد بان الاطفال كتبوا على الحيطان ماعجز عن كتابته الكبار ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة
.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل
.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا
.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا
.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس