الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاطع شعرية رائعة / للشاعر السويدي ترانسترومر

رعد الحافظ

2011 / 10 / 8
الادب والفن


مقاطع شعرية ( منسوخة ) للشاعر السويدي / توماس يوستا ترانسترومر
Tomas Gösta Tranströmer
جهد / محمد علي شمس الدين / إشكاليات الترجمة الأدبية
ترجمتان عربيتان لشاعر واحد
أنسخُ لكم هذا الجزء الجميل , بمناسبة فوز الشاعر السويدي ترانسترومر ( 80 عام ) بجائزة نوبل للأدب هذا العام 2011 بعد إنتظار طويل دام 18 عام , حتى كاد أن ييأس منها !

http://faculty.ksu.edu.sa/Aman/Documents/%D8%A7%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9%20%D8%B4%D8%B9%D8%B1%20%D9%85%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85.doc
***********
يقول محمد علي شمس الدين ما يلي :

ثمّةَ خيوط وخطوط فاصلة , بين الداخل والخارج في تجربة الشاعر بأنّ هناك ملامح وصوراً وعناصر في أشعاره صارخة بأنّهُ , شاعر عناصر الطبيعة العالية الباردة المتجلّدة لبلدهِ السويد , ولمياه بحر البلطيق وسفنهِ ونوارسهِ وموانئه !
وعلى الرغمِ من حضور بلاد أخرى , ومناخات اُخرى في شعره
من أفريقيا إلى فيتنام إلى إيران إلى الكونغو .
ومن نيويورك إلى شنغهاي , ومن اليابان إلى اليونان , ومن آشور إلى دلتا النيل , ومن براغ إلى الخرطوم ... الخ
أقول على الرغم من حضور هذه البانوراما الجُغرافية الحضارية الواسعة في قصائد الشاعر إلاّ أنّ عَصَبَهُ الشعري مشغول في السويد بامتياز !
هذا ما يجعله أكثر أهلية لأن يكون "كونياً" أو "إنسانياً"
على خلاف ما يظن البعض , والشواهد على ذلك أكثر من أن تُحصى . يكفي أنْ نَذكر منها , ما يلي :
في الشمال , حيثُ يسكن الضوء في منجم ليلاً ونهاراً (من قصيدة حكاية بحارة)
السنديان سباقٌ بألفِ عام , وكلّ شجرة سجينة حفيفها
(من قصيدة اُغنية)
النهرُ المغطى بالجليدِ , يشّعُ في الشمس , هنا سقف العالم !
( من قصيدة على مدى الشعاع )
تنسابُ الشمسُ البيضاء عبر الضباب الدخاني
يقطرُ الضوء , يتلمس طريقه إليّ هابطاً
(من قصيدة نظرة تخترق التربة)
تهّبُ الريح في غابةِ الصنوبر
يهدرُ البلطيق في منتصفِ الجزيرة
في عمقِ الغابة , تكون في بحر مفتوح
علينا ان نفكر بأولئك الذين تحملهم البواخر !
(من قصيدة بلطيقيات البحيرات الشرقية)
إنّها أشعار ذات طقسٍ بارد بلا ريب !
شعاعُ الشمسِ الأبيض الشاحب (وليس الشعاع الأصفر المتدفق لشمس افريقية مثلا) .
الضباب الدخاني، الجليد، الأشجار العالية... الخ
***********
كل ذلك يمنح هذا الشعر سمة المكان (السويدي) بإمتياز , ويلوّن حتى نظرته وحكمته .
في قصيدة "الأمزجة الأربعة" , حشدٌ لمشاهد من الطبيعة , تعبيرية أكثر مما هي انطباعية .
من خيوطِ الشمس المتحركة كهراوات للشرطة
إلى ظلام السهل الموحل
إلى فزاعةٍ تصرخ في فراغ النجوم
إلى الشمس البهقاء الواقفة تتقلب فوق بحيراتٍ معتمة .
ومن ثم يأتي مشهد رجل شبيه بشجرة مجتثة من إصولها .
ومشهد شمسٍ برائحة حيوان وحشي فوق جزيرة العالم الصخرية .
حيث تتدفق رايات من زبد مع طيور بحرية بيضاء تصرخ على ظهر المركب حاملة بطاقاتها الى الفوضى !
النوارس أيضا تدق أجراس الأحد فوق هدير خورانيات المحيط اللانهائية
للدغلِ أوتار والعتمة تمضي مضيئة , كل ذلك فيما الغبار يدوم حول العجلات !
أما الضربة الأخيرة للشاعر، في نهاية القصيدة فهي
(العجلات تدور , ترفض الموت ) !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
8 إكتوبر 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرور
حامد حمودي عباس ( 2011 / 10 / 9 - 09:09 )
أحييك اخي رعد على التفاتتك للشعر ، في زمن لم يعد لمن يكتب عن الفن مكانا في محافلنا نحن الموبوءة حياتنا بامراض السياسه .. وأود هنا ان اتذكر بمزيد من الفخر والحزن معا ، بأن لدينا سياب كان بامكانه ان يتخطى عتبات الابداع صوب العالمية لو احطناه بما احيط الشاعر السويدي به من تقدير .. ولدينا جواهري كان له ان ينال ما ناله نجيب محفوظ لو حاز على تقدير بلد محفوظ .. ولدينا شعراء نطقوا بروائع الاحاسيس الشعرية الشعبية من اعماق الهور كان لهم ان يكونوا ظاهرة تستحق الدراسة والتقدير لو احاطتهم اهتمامات المترجمين والنقاد .. ولو ان تجار الصراعات السياسية تخلوا عن مهمة اذابتهم في بوتقة النفاق فضاعوا وضاعت اشعارهم الراقية البناء .. تحية لك مرة اخرى ولا تتخلى ابدا عن الاقتراب من الجمال بشتى صنوفه


2 - العربيّة الجميلة
رعد الحافظ ( 2011 / 10 / 9 - 13:59 )
أهلاً بصديقي القديم , الرائع / حامد حمودي
نعم السياسة والطغاة صادرت حتى ضحكتنا في بلادنا البائسة
بينما العمل السياسي في الغرب , تنافس لتقديم الأفضل ... للشعوب !
*********
أشارككَ كلياً إستحقاق شعرائنا الكبار , جائزة نوبل للأدب , لو فقط حظووا بالدعم الكافي
حتى أنّي أصغي لشاعر شاب عراقي إسمه حازم التميمي / أظنّه لو إستمر كما بدأ سوف يستحق يوماً تلك الجائزة , فلا أجمل عند العرب من العربيّة .. خصوصاً الشعر
محبتي لكَ


3 - تحياتي أستاذ رعد الحافظ المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 10 / 10 - 01:44 )
لم نطلع على الأدب السويدي حتى الآن، والأكيد أنه ككل الآداب في العالم فيه ما يمتع ويشد القارئ لقراءة النفس الإنسانية بنظرة فلسفية فنية تُجلي ما انطوى في الجيوب غير المنظورة من دواخلنا
آمل أن يتعاون من لهم صلة بالأداب السويدية على تعريفنا أكثر بها. جهدك مشكور
من جهة أخرى .. قرأت أيضا المقال الأخير عن ريتشارد داوكينز، أريد أن أقول
إن الطالب في المدارس الإسلامية في بريطانيا مهما تعارضت دراسته مع إنجازات العلم فهو يعيش في ( بيئة صحية) تفرض عليه عاجلا أم آجلا التحرر من الخرافات التي لم تعد تتفق مع العلم الحديث
لكن ..
ماذ تقول عن الطالب في المدارس الإسلامية في بلادنا الموبوءة بالتخلف ؟
بل لا أدري كيف أن أندونيسيا أو ماليزيا استطاعتا عبور حاجز التخلف والدخول في حلقة النمور السبعة وطلابهم في المدارس الدينية لا يختلفون بحال عما نراه في بلادنا العربية؟
ثق تماما أن الفضل يعود للجالية الصينية المتفتحة المتنورة التي يقوم على أكتافها الاقتصاد، وإلا لما سمعنا بتلك البلاد وظلوا على الأنهار يعيشون
العلم يحتاج لبيئة صحية ليرتقي وهذا يعز على البلاد الإسلامية للأسف ، شكراً ودمت بخير


4 - تحية الى الانسان الذكي رعد الحافظ
عماد العمارتلي ( 2011 / 10 / 10 - 08:21 )
شكرا لك على انتقائك ..فنحن باشد الحاجة الى استراحة جميلة تاخذنا الى عالم الابداع الانساني وتنسينا همومنا التي ما زال التخلف يغذيها بكل قوة


5 - ردّ / للأحبّة
رعد الحافظ ( 2011 / 10 / 10 - 10:05 )
الكاتبة الأنيقة / ليندا كابرييل
شكراً لقراءتك مقاطع مترجمة من الشعر السويدي الفاخر ل ترانسترومر
بالنسبة للمقال المنسوخ عن أقوال داوكنز والمدراس الإسلاميّة , نعم لاحظتُ مخاوفهِ على الطلبة المسلمين هناك عندهم في بريطانيا , فماذا لو شاهد ما يفعلون بأبنائنا في بلداننا البائسة ؟ وكيف يملؤون رؤوسهم هراءً وتلقيناً ؟
بالنسبة لحديثك عن أندونيسيا وماليزيا , صحيح جداً ( أنا زرت ماليزيا عام 1995 ) و شاهدت عن كثب أنّ الصينيين أولاً وهم 40 % من السكان , ثم الهنود وهم
حوالي 30% من يقوم بالإقتصاد والإنتاج هناك , بينما السكان الاصليين محض مستهلكين , تحياتي لرؤيتكِ العاقلة جداً
*******
الصديق العزيز / عماد العمارتلي
أشكر محبتك وتشجيعك , ومادمتَ أحببتَ هذا الشعر , فسوف أهديك بعض أقوال الشاعر
يقول / عندما فجأة لطمني البرد , إسوّدت اللحظة , ولا تزال كمثل علامة فأس في جذع ! يقول / إستمر القلبُ في القفزِ , كمثلِ ضفدعٍ في العُشبِ !
ويقول / اُحب هذه الفراشة , كما لو أنّها ترفرف كزاوية للحقيقة !
ويقول / يداي خاليتان , كمثلِ قميص ٍ , على الحبل !
محبتي لكم

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-