الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تكون حماس والجهاد ناطقا باسم نتنياهو:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 8
القضية الفلسطينية



في الوقت الذي يتعزز به نهج م ت والسلطة الفلسطينية في توسيع جبهة تدويل الصراع مع الكيان الصهيوني, يتعزز للاسف تماهي خطاب الفصائل التي تدعي المقاومة المسلحة مع الخطاب الصهيوني, ويتعزز روح النهج الانفصالي الانشقاقي عندها, ولست ادري ما هو الانجاز الذي تقدمه رؤية دعاة المقاومة المسلحة للشهب الفلسطيني سوى الحول, فلا تصريحهم السياسي يصب في المصلحة الوطنية الفلسطينية, ولا صاروخهم يصيب هدفا عسكريا صهيونيا.
ولو اخذنا مثلا تصريح السيد محمود الزهار الذي يطلب به م تحرير لتحرير فلسطين, وقارناه بالاساس الفكري الناظم للائحة الثقافية والبراغماتية السياسية لحركة حماس, بقولها ان فلسطين ارض وقف اسلامي , لوجدنا ان هذه الموجه الفكري يسقط منه تماما خصوصية الهوية الفلسطلينية وبالتالي يسقط من براغماتيته السياسية متطلبات ومهام التحرر الوطني, وينحرف بالنضال الفلسطيني نحو مطلب الامارة الاسلامية, والتي بات الحفاظ على صورتها المسخ في قطاع غزة موجه وناظم براغماتية حماس السياسية,
اننا لا ننتقد منهجية حركة حما س والجهاد الاسلامي والفصائل القومية العربية لان لنا موقع في حركة فتح او م ت ف او السلطة, بل ننتقد هذا الانحراف السياسي عن المستقل الوطني نحو العرقي العربي الاسلامي ومن موقع تاييد مسار توسيع مجالات الصراع مع الكيان الصهيوني, ومن موقع تحرر قيادة م ت والسلطة من اسر الاستفراد الامريكي الصهيوني, ولاننا نؤيد في المقابل عدم الوقوع اسرى الرؤية الايرانية لما يجب ان يكون عليه واقع المنطقة, وهو بالضبط الخلل الذي يمسك بتلابيب منهجية حركة حماس والجهاد الاسلامي.
ان النتائج _الموضوعية_ للسياسة الايرانية, صبت وتصب في مسار تعزيز النفوذ الامريكي وتركيع الانظمة, ولا اظن ان انبعاث الصراع الطائفي في المنطقة كان بعيدا برنامجة كلا الطرفين _ الانظمة واران_ فكيف ارتضت مثلا حركتي حماس والجهاد الاسلامي حضور مؤتمر اسناد انتفاضة _ غير موجودة في الواقع_ في طهران دون تكليف من الشرعية الفلسطينية بل بمنهجية تضعف هذه الشرعية المعترف بها فلسطينيا اولا وعالميا ثانيا؟
ان نهج تمزيق الشرعية الفلسطينية الذي تعزز مسارها فيه هذه الحركات لن يستطيع خلق شرعية ترضى عنها محاور المنطقة, حتى لو كانت على ارض تفاهمات اسلامية امريكية, فشرعية م ت والسلطة الفلسطينية لم تكتسب جراء موقف اوباما او احمدي نجاد وانما اكتسبت من الشارع لفلسطيني والذي اعاد التاكيد على هذه الشرعية بالحشد الجماهيري الفلسطيني الذي حدث يوم القاء خطاب الشرعية الفلسطينية_ الوطنية_ امام الجمعية العامة للامم المتحدة. الى جانب كونه استفتاء ثقة محلي.
ان البندقية ليست عامل القوة الفلسطيني الرئيسي ولا اداته, خاصة اذا كانت ابرة هذه البندقية معتقلة في دمشق وطهران, لكن العامل الرئيسي للقوة الفلسطينية هو قيمة ووزن موقعها وموقفها وحركتها الجيوسياسية في الصراع العالمي, وكان الاجدى بهذه القوى ان تدرك هذه الحقيقة وان تجعلها موجها لنهجها _ الوطني الذي تفتقده_, ومن منا لا يلاحظ ان فتح مسار التدويل اربكه وهو يدفعه للاقرار ان التفاهمات الدولية لن تبقى على امنها واستقرارها اذا لم يتحصل الفلسطينيون على حقوقهم, وهي قناعة ليست جديدة على منطقتنا غير ان وزن القناعة بها ازداد _عالميا_ منذ خطوة التوجه الفلسطيني للهيئة الدولية,
ان القوى الاسلامية الاقليمية ومنها فصائل حركة الاخوان المسلمين والجهاد الاسلامي وحتى قوى التطرف باتت على تفاهمات مباشرة وموضوعية مع الولايات المتحدة ونالت رضى وزارة الخارجية الامريكية, وهي تستشعر ان التوجه الفلسطيني سيفرض على الفصائل ان تمايز موقفها عن موقف عمق الحركة, فدعم واسناد الولايات المتحدة الامريكية هو الذي سيمكنهم الان من الوصول للسلطة في مصر وتونس وسيمكنهم تاليا للوصول لهذ الموقع في ليبيا واليمن وسوريا, ومن الواضح ان وزن الهوية الفلسطينية ومصالحها في مقياسهم الاخلاقي لا تملك قيمة ان يضحوا بتفاهماتهم مع الولايات المتحدة,
لقد اعترف حتى وزير الدفاع الامريكي ان التفوق العسكري الاسرائيلي لن يضمن لها امنها سياسيا, وهو ما نجد ان الامن الاسرائيلي بات عليه منذ القرار الفلسطيني بوقف التفاوض وبدء مسار التدويل وها نحن نجد الكيان الصهيوني على مسار العزلة العالمية, بل انه يجر خلفه الولايات المتحدة ايضا حيث بلغ المدى ان يوجه الرئيس الفرنسي ساركوزي انتقاداته اللاذعة لنتنياهو في مطلب يهودية الدولة وللرئيس الامريك اوباما في انحيازه وهو الانتقاد الذي انتهى الى الاشادة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس,
ولا يقل عن ذلك ما يعكسه اضطراب وزيرة الخارجية الامريكية التي عجز عقلها عن استيعاب التاييد العالمي لعضوية فلسطين في منظمة الونسكو معتبرة انه وضع غير قابل للتفسير, ولا استشاطتها غضبا وتوجيهها تهديدا سافرا لهذه المنظمة بقطع التمويل عنها,
ان التراكم على صعيد مسار التدويل له تراكمه وله في النهاية اكله, فكل ذلك ينتهي الى تعزيز موقع الموقف الفلسطيني في الشرعية الدولية, ولكن الى اين تنتهي مسيرة حركة حماس والجهاد الاسلامي بعيدا عن ان تكونا ناطقا باسم نتنياهو؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم