الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعر سويدي يحصل على جائزة نوبل للاداب

رزاق عبود

2011 / 10 / 8
الادب والفن


كما هو معتاد في يوم 6/10 من كل عام خرج السكرتير الدائم لاكاديمية العلوم السويدية ليعلن اسم الحائز على جائزة نوبل العالمية للاداب لعام 2011. وقد تفاجأ الجميع عند اعلان اسم الشاعر توماس ترانسترمر.الذي اكمل الثمانين من عمره في ربيع العالم الحالي 15 ابريل/نيسان. وقد تعرض لجلطة دماغية اصابته بشلل نصفي في الجزء الايمن من جسمه. وتوقف عن الكتابة منذ عشرين عاما تقريبا. لكنه لازال يعزف على البيانو، احيانا، بيده اليسرى لعائلته، واصدقائه المقربين. لم يصدق احد الخبر، حتى زوجته وابنته الاكبر "أمما" تقول انها قطعت الامل منذ خمسة عشر عاما. وكانت تتوقع ان تكون الجائزة هذا العام من حصة الشاعر ادونيس. الكثير من محبيه والمهتمين بادبه، يأسوا من حصوله على الجائزة. اخرون، رغم فرحهم، بذهاب الجائزة الى سويدي، فانهم كانوا يفضلون استريد ليندغرن كاتبة قصص الاطفال العالمية. ترجمت كتبها لكل اللغات الحية تقريبا. احد نقاد الادب نيكلاس شيلرالمتخصص بادب ترانسترمر يقول انه ينتظر منذ عشرين عاما هذا الخبر، ويعتقد ان توماس شاعر عالمي، وليس سويدي فقط، لان اشعاره ترجمت الى 60 لغة اخرها البنغالية. ترجمت بعض قصائده الى العربية ايضا. زوجته تقول انها تعودت ان تنتظر كل عام في مثل هذا اليوم قرب التلفون. وعندما رن الجرس، وقدم السكرتير الدائم لاكاديمية العلوم السويدية نفسه ارتبكت ولم تعرف ماذا ترد. لكنه اضاف: "اظنك تخمنين سبب اتصالي، لكني اريد الحديث مع توماس". حيث اوجز له اسباب حصوله على الجائزة. طبعا توماس لا يستطيع الكلام، لكنه كان فرحا، جذلا كالطفل، وبدا انه اسعد انسان في العالم، بعد ان يأس من الانتظار. ويشعر بانه تكريم كبير، وتعجب في نفس الوقت لمنحه الجائزة.الكثير من النقاد، والمتخصصين بالادب شعروا بفرح كبير كونه سويدي وشاعر، وادبه يستحق الجائزة، ومرشح لها منذ عشرات السنين. توماس يكتب النثر، والشعر اضافه الى بحوثه النفسية كونه مختص بهذا المجال، وعمل فيه. ويكتب ما يسمى بالقصيدة اليومية، متحنبا الاهتمام بالهموم الكبيرة. تتسم قصائده بالصعوبة واختيار دقيق للكلمات، وفي معظمها قصيرة جدا، بعضها قد لا يتجاوز السطرين. المعروف عنه انه يرفض الشعر، والنثر السياسي، ويعتقد انها ليست من مهام الاديب.هذا مايعيبه عليه الكثير من المثقفين اليساريين السويديين. في السبعينات رفض توقيع بيان احتجاج، وقعه كبارمثقفي السويد ضد حرب فيتنام، وقصف هانوي.شعر بعزلة قاسية، وقتها، وانتقادات علنية اضطرته للسفر الى امريكا حيث بقي هناك سنوات طويلة. نظمت له سفرات الى المدن الامريكية لالقاء اشعاره، ومن هناك جاءت شهرته العالمية، لان المؤسسات الامريكية شجعت على ترجمة اشعاره لعديد من اللغات، وخاصة الانجليزية، فدخل اللعبة السياسية دون ارادته. ومن هنا يعترض البعض على الجائزة، لكنهم لا يختلفون على قيمته، واهميته الادبية. اوكما تقول الناقدة، والصحفية الادبية ماري لوندسترم انها: "تتنفق لاول مرة، بالكامل، مع الاكادميمة في اختيارها الموفق". اما مسؤولة القسم الثقافي في التلفزيون السويدي،الناقدة، والباحثة الثقافية ايفا بيكمان فتشعر بسعادة كبيرة لهذا الاختيار، وتفاجئت بها، مثل الكثيرين، وكانت تتوقع فوز ادونيس. اما بيتر انجلوند السكرتير الدائم للاكاديمة فيقول، انه لاينكر فرحته، وغبطته، وانه تاثر كثيرا باشعار توماس. وهو يركز على اهمية اللغة، التي استخدمها الشاعر وتكثيفه للعبارات، والاستعارات اللغوية، ونجاحه الكبير في كتابة ما يسمى السهل الممتنع. المعروف ان سبعة فقط من كتاب السويد حصلوا على جائزة نوبل للاداب، طوال تاريخها الذي تجاوز المائة عام، اخرهم توماس هذا العالم.اخرمرة حصل عليها مناصفة الكاتبين ايفيند يونسون، وهاري مارتينسون،عضوان في الاكاديمية السويدية عام 1974. الامر الذي اثار الشكوك، والتساؤلات، وقتها، حول مصداقية، وحيادية لجنة اختيار الفائز. الامر الذي جعل من المحرج طوال هذه السنين منح الجائزة لسويدي، رغم كثرة من يستحقها، من المبدعين.لكن يبدو، ان هذا الحرج قد انتهى الان، وباختيار موفق كما يقول البعض. وهي اجمل هدية بعيد ميلاده الثمانين كما تقول ابنته باولا. وتضيف: انا مثل ابي لازلنا تحت وقع صدمة المفاجئة، ولانصدق ان هذا حصل. "منذ كنا شباب في عمر 16 سنة كنا نكتب الشعر لكن توماس كان يتفوق علينا جميعا لا احد يضاهي المعيته الشعرية"! يعلق صديق الطفولة الشاعر والصحفي كريستر دوكة، وهويحشر نفسه، ليقدم باقة الورد لصديق عمره في الشقة، التي احتشد فيها عشرات الصحفييين، والاصدقاء، والاقارب من المحتفلين بالشاعر الذي يردد بصعوبة: "انه شرف كبير، وانا سعيد، سعيد، سعيد". زوجته التي رعته كل هذه السنين تحضنه، وتتحدث باسمه، وتجيب على اسئلة الصحفيين. باكورة كتباته مجموعته الشعرية الصادرة عام 1954 وضمت 17قصيدة اعلنت عن ميلاد شاعر عبقري حسب راي النقاد، وقتها، مثلما هو الان.
رزاق عبود
7/10/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان