الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة وأخرى أخطر منها بكثير!!

سالم اسماعيل نوركه

2011 / 10 / 9
الادارة و الاقتصاد


من مخلفات وتبعات الحروب والحصار ظهور (النشالة)في الأسواق التجارية المكتظة بالمواطنين وهم لصوص الجيوب في وضح النهار وممارسي هذه الظاهرة هم بعدد أصابع اليد الواحدة وفي بعض الأسواق قد لا تجدهم متواجدين وهي ظاهرة مدانة من المجتمع وأسبابها عديدة ،منها وكما أسلفنا *الحروب التي حدثت ومنها تلك التي تعتبر أطول حرب في العصر الحديث والتي جلبت للبلد المآسي والويلات وكذلك الحصار الاقتصادي التي فرض على البلد *وجود البطالة *تدني مستوى التعليم ،بل العزوف عن الدراسة من قبل البعض لأسباب عديدة *تفكك الاجتماعي أصاب بعض الأسر ذات الدخل المحدود*فقدان بعض الأسر لمعيلها نتيجة الحروب وأضيف إليها عمليات الإرهابية المستمرة والتي حصدت وتحصد حياة الأبرياء *بروز مشكلة السكن بشكل مخيف ولجأت بعض الأسر إلى العشوائيات وبيوت من التنك والصفيح *عدم وجود مؤسسات مختصة تأخذ على عاتقها التصدي للآثار السلبية لما ألم بالمجتمع من خلال برامج وخطط مدروسة وبالذات تلك التي توجه للنفوس المريضة التي كانت تنقصها الحصانة وجرفتها تبعات الأحداث التي مرت بالبلد .
هذه ظاهرة مؤلمة(النشالة) وتعرض البلد بعد التغير 2003 لظاهرة أخطر بكثير من الأولى، كانت بالأمس موجودة واليوم أصبحت في مستوى لا يطاق ،ألا وهي ظاهرة التطاول على المال العام بشكل سافر ،ظاهرة لو لم نضع لها نهاية عاجلة ستجعل الوطن يراوح في مكانه بل سنتراجع خطوات عملاقة إلى الخلف وهي أخطر من الإرهاب بكثير ،والجهات التنفيذية والتشريعية والقضائية هم جهارا ليل ونهار يطرقون أسماعنا بوجود فساد مالي وإداري ويذكرون مبالغ مرعبة وبالعملة الصعبة ويقولون(حاميها حراميها)وهناك تسابق على من ينهب قبل الآخر ولا يفيد هؤلاء (يوم تبيض فيه وجوه وتسود وجوه)ولا مخافة العقوبة الإلهية وهم استباحوا الحرام والاقتراب من المال العام في نظرهم خطوط خضراء لطالما أمنوا العقاب ومن أمنه أساء الأدب وكأن المال العام أصبح فريسة وكأن لسان حال اللصوص الكبار(غيري ينهب..ليش ما أنهب)ولو أن المجرم ذاق طعم العقوبة التي تجعله عبرة للآخرين لما وصل إلى الحد الذي المنظمات ذات الصلة بالموضوع عدت العراق دولة في مقدمة الفساد المالي والإداري على العالم يبدوا إن مصيبتنا ليس في من يسرق وإنما مع الأسف الشديد في من يحتضن السراق فالنفوس الضعيفة والمريضة لا تردع بالقول (السرقة حرام )ولا بالوعظ وهم لا يخشون الله فيما يرتكبون من سرقة المال العام ويبدوا لي إن البعض أصلا لا يعتبرها (سرقة المال العام)سرقة بل شطارة طالما هو فالت وآمن من العقاب.
نسمع يوميا في الأعلام عن سرقات للمال العام ويسمعنا ذالك من هم في السلطات الثلاثة (التنفيذية،التشريعية،والقضائية)وكأننا نتابع مسلسلة لها بداية وليس لها نهاية ،ولا ندري متى يوقف هذه المهزلة ولكن ندري كيف وذلك بتقديم مرتكبيها إلى محاكم عادلة أما من أين لك هذا أصبح في خبر كان.
نحن اليوم بحاجة إلى أعلام واعي ومستقل وبعيد عن التهريج وخلط الأوراق ،أعلام ملتزم بالدفاع عن الحق العام ولا يخشى من (الحيتان)يكفي الكلام عن الديمقراطية والشفافية وكأننا دولة راسخة في الديمقراطية وعلينا أن نخوض وكل من موقعه حربا ضروسا على الفاسدين والمفسدين وإنها معركة خطيرة أبتلينا بها رغما عنا ولو فشلنا فيها كما نحن اليوم فاشلين سنلعن اليوم تحررنا فيه!وهذا مطلب بعض المتربصين بالتجربة الحالية .
لسنا بحاجة إلى أعلام تخدم الجهة الممولة بعيدا عن هموم المواطن وإنما بحاجة لأعلام يقول للفاشل أنت فاشل وفي أي موقع كان ولا نحن بحاجة إلى أعلام يطبل للأمس المقبور انطلاقا من سلبيات اليوم .
إن هذا الموضوع(سرقة المال العام)لا يحل من خلال خطباء الجوامع والحسينيات ولا الكنائس وإنما تحل بتفعيل القانون وتقديم اللصوص إلى المحاكم (الكبار والصغار)ولنعمل من المال العام خطوط حمراء .
هذا العصر ،عصر المال والاقتصاد والفاشل فيهما فاشل مهما كانت أيدلوجيته والحزب الذي يؤمن به .
يريد الناس حسن إدارة المال والاقتصاد وتنمية الثروة وإقامة مشاريع اقتصادية ناجحة وإقامة علاقات اقتصادية مع الآخرين تجلب للوطن المنفعة ،الناس يريدون سكن لائق وفرصة عمل وأيادي أمينة تمسك بالمال العام ،ويريدون التعليم والصحة والخدمات والتمتع بثروة البلد ،يريد الناس من الحكومة الأعمال وليس الأقوال وأشياء ملموسة ولقد مللنا سماع إن مستقبل مشرق ينتظركم لقد سمعنا بالأمس كلام جميل عن المستقبل وهم فتحوا (أبواب الجهنم )لنا فعلينا أن لانخدع بعد اليوم بالكلام فليس هناك شيء أسهل من الكلام وإنما نحكم على مسئولينا بالعمل وحسن إدارة المال العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعر جرام الذهب عيار 21 يستهل تعاملات اليوم عند 3160


.. البنك المركزى: تعطيل العمل بالبنوك الأحد




.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 26 يونيو 2024 في مصر


.. أخبار الصباح | ترمب يتقدم في مواجهة بايدن بفضل الاقتصاد وجور




.. مناظرة ثلاثية بين الكتل الانتخابية الكبرى في فرنسا... ماهي أ