الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية الإعلامية

عبدالله الدمياطى

2011 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مع الانتشار الإعلامي الجماهيري المكثف في سماوات مفتوحة نتيجة التقدم المتسارع لتكنولوجيا الاتصال الحديثة ووسائط البث المتعددة المرئية والمسموعة والمقروءة الفضائية والأرضية. المباشرة وغير المباشرة. والمواقع الالكترونية جليس الكثير من الشباب بل والأطفال، مرسلين ومتلقين بسبب كل ذلك ظهرت الحاجة إلى تربية الإعلامية.
وذلك لتكوين المتلقي الواعي القادر على التقاء ما يشاهده أو يسمعه أو يقرؤه تلقيا استراتيجيًا من التفكير فيه وتحليله وتبين ما هو مفيد وما هو ضار، ما هو مغشوش أو مشوش، ما هو حقيقي وما هو ملفق، ما هو منطقي وما هو متناقض، ما هو مكتمل وما هو منقوص ما هو صادر عن علماء متخصصين أو هواة.
لاشك أن بعض أصحاب وسائط الإعلام أو المسيطرين عليه يسيء استخدام الإعلام في تعريض المواطن والمتلقي بصفة خاصة إلى رسائل إعلامية - متسربلة بأردية خادعة - تحمل رسائل خفية لها تأثيرات سلبية سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وسلوكيًا تأتى في صور أخبار وتقارير، بعضها مشوش أو مختلق
أو منقوص عمدًا، وبعضها يستخدم حيلاً مقنعة تجعل بعض الأخبار تبدو حقيقية. وقد انتشرت وسائط إعلامية يعمل بها ليس فقط هواة بل محترفون يتقنون الإثارة وتحريك المشاعر والغرائز وازدراء الآخر بما يدفع البعض من المتلقين إلى انحرافات مختلفة، وإلى خلط وارتباك في المفاهيم، وإلى اتخاذ مواقف قد تضر بالمجتمع بل بالشخص نفسه نتيجة قناعات خاطئة، أو أوهام لا تتفق مع الحقيقة، واحتقانات مصنوعة يوجهها خطاب إعلامي متحيز أو مغرض.
من المعروف أن المنظومة الإعلامية مكوناتها: المرسل والمتلقي والرسالة والوسيط وتكنولوجيا الاتصال. . .، وهناك اهتمام متزايد بالمرسل وإعداده وبالرسالة ومضامينها، والوسائط والتكنولوجيات، إلا أنه لا يوجد اهتمام يذكر بالمتلقي على الرغم من أن كل المنظومات الفرعية للإعلام من المفترض أنها تعمل لصالحه إلا أنه يبدو أن المهتمين به يهتمون باكتسابه لصالح ما يقولون به، أو بما يبثونه له، أو ما يعلنون عنه، وليس لصالحه كشخص واعٍ متفهم لا يكون مجرد خاضع بل سيد ، كل ذلك يدعونا إلى الاهتمام بتربية إعلامية – تسهم فيها المؤسسات التربوية والإعلامية ذاتها – تجعل المتلقي أكثر وعيًا ويقظة من حيث إكسابه القدرة على التفكير التحليلي الناقد لما يتلقاه، مشاهدًا أو رائيًا أو سامعًا أو قارئًا، وعلى أن يكون لنفسه ضوابط ذاتية تمكنه من التلقي الإيجابي للمواد الإعلامية ورسائلها في سطورها وما بين سطورها متلقيًا قادرًا على التمييز بين التأويل والتحليل، وبين الرأي والحقيقة، بين الدعوة والفتوى، بين الإشاعة والحقيقة، بين المحتمل والمؤكد، بين الموضوعي والذاتي وبما يمكنه من الانتقاء لما هو إيجابي وقيمي وإنساني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلات أسرى إسرائيليين: على الحكومة إنهاء الحرب إذا كان ذلك


.. الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي




.. جهاز ثوري يزرع تحت الجلد لعلاج مرضى السكري


.. ممثلة إباحية تدلي بشهادتها عن علاقتها الجنسية بترامب في المح




.. ما قصة عصابة متورطة بشبهات جرائم جنسية ضد أطفال في لبنان؟