الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستيف جوبز، أو صطيف جندلي

محمد زهير الخطيب

2011 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



بالنظرة البلدية الشرقية ولد ستيف جوبز –طفلاً غير شرعي- وعاش بوذياً ومات مغضوباً لم يكلف خاطره أن يرى والده البيولوجي عبدالفتاح الجندلي، بينما بالمقاييس البشرية فقد قدم ستيف ثالث أهم ثلاث تفاحات في العالم من بعد تفاحة آدم التي أخرجته من الجنة وتفاحة نيوتن التي جعلته يكتشف الجاذبية الارضية وتفاحة ستيف التي قدمت للبشرية كومبيوتر أبّل.

عبد الفتاح الجندلي الحمصي السوري جاء طالباً إلى أميركا في الخمسينات وأقام علاقة خارج إطار الزوجية مع طالبة أميركية إسمها جوان كارول شيبل جاءت له باستيف فتخلى الطالبان الصغيران عن الولد إلى اسرة من كاليفورنيا تبنته وسمته ستيف وجعلت منه عبقرياً أثبت جدارته في أكثر من مشروع ضخم.

هل عبقرية ستيف من جينات عبد الفتاح الحمصي، أم من تربية عائلة جوبز التي تبنته أم من مثابرة ستيف وكدحه؟ أم من كل ذلك؟
أعتقد أن النسبة يمكن أن تكون ربع ربع نصف، ربع للجينات وربع للتربية ونصف لمثابرة ستيف الشخصية.
لو نشأ ستيف في سورية لما أغنت عنه جيناته شيئاً ولكان اليوم خطاط عربي لان لديه ميول للخط وستنتهي أحلامه بأن يصبح خطاطاً مشهوراً يملء البلد باعلانات مثل (الاسد إلى الابد) أو (منحبك) أو (الله سورية بشار وبس)...

أما عن تأثير عائلة جوبز عليه فهو كان يَدرس في الشتاء ويعمل في الصيف، ولم تدفعه العائلة للانتساب إلى أرقى الجمعات بل هو لم يكمل دراسته البسيطة التي بدأها بمعهد بسيط، الحدث الضخم أن العائلة وفرت له (جراج) المنزل ليحوله إلى ورشة كومبيوتر، وأنشأته في وسط كومبيوتري –في وادي السيليكون- استطاع أن يجد فيه صديقاً مهندساً يغطي له الجوانب التقنية والبرمجية، فلم يبق أمامنا إلا خبراته ومثابرته التي قدمت لنا المعجزات، وعن هذا الامر قال ستيف نفسه أنه واثق بأن تكوين شخصيته كان نتيجة خبراته، وليس والديه أو جيناته.
وهذا يذكرنا بقول توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي، (العبقرية واحد بالمائة ذكاء و99 بالمائة عمل ومثابرة).
ونعود إلى جينات ستيف، فمما يؤكد أن لها دوراً في إبداعه أن اخته منى –من أبيه وامه- هي أيضاً كاتبة ناجحة مرموقة لها العديد من المؤلفات الممتازة، وقد تعرفت منى على أخيها ستيف عندما كان في سن 27 عندما دعته إلى حفلة دعم لأحد كتبها بعنوان (في أي مكان ألا هذا المكان)، وبقيت علاقتهما جيدة، وكان يزورها بين حين وآخر في مانهاتن في نيويورك.
ورغم أن ستيف التقى باخته، فيبدو أنه لم يحاول لقاء أبيه حتى بعدما طلب الأب علناً لمّ الشمل. وكان الاب ينتظر من الابن أن يبادر للاتصال به لانه قال إن "كبرياءه" العربي السوري يمنعه من المبادرة بنفسه إلى الاتصال به. وأوضح في حديث لصحيفة ذي صن "أن الأمر قد يبدو غريباً، ولكنني لست مستعداً، حتى إذا كان أحدنا على فراش الموت، لأن التقط الهاتف للاتصال به".
وأضاف "إن على ستيف نفسه أن يفعل ذلك لأن كبريائي السوري لا يريده أن يظنّ ذات يوم بأنني طامع في ثروته. فأنا لا أريدها، وأملك مالي الخاص. ما لا أملكه هو ابني.... وهذا يحزنني".
على كل حال مات ستيف وترك وراءه ثروة تقدر ببضعة بلايين سيرثها أولاده الاربعة وزوجته واخته، ولن يرث عبد الفتاح الجندلي شيئاً!!! سيرث كبرياءه السوري!!! ألا ليت كبرياءه السوري نفعه عندما دفع بطفله الصغير ستيف إلى الآخرين ليربوه!!!
ألا تذكركم هذه القصة بقصة باراك اوباما حسين الكيني الذي نشأ في أميركا وأصبح بجده ومثابرته رئيس أميركا؟
ليس لنا خيار في جيناتنا، إنما دعونا ننشئ أولادنا في بيئة تمكنهم من الابداع والنجاح، ودعونا نربيهم على الطموح والمثابرة.
لقد فقدناك ياستيف، وسنذكرك كلما لمست أيدينا الآي فون أو داعبت أناملنا كومبيوتر أبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعن ستيف جوبز.. وغيره
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 9 - 10:05 )
لو بقي ستيف جوبز أبن سوري عامل مهاجر فقير, كأكثر من نصف عشرات الملايين المهاجرين في بقاع الأرض لما تحدث عنه أحد في أي يوم, حتى في عائلة أجداده... ولكنه ستيف جوبز العبقري.. المخ.. المبدع... وصاحب المليارات التي جمعها بعد أن كان مواطنا أمريكيا عاديا... لو كان ما يزال حيا حتى اليوم.. ولو أنه لا يملك الجنسية السورية.. كان بإمكانه أن يصبح ملكا حقيقيا.. لأنه يستطيع أن يشتري مملكة وآلاف الخصيان...
السوريون يبدعون دائما في الخارج.. بالرغم من أنني أعرف بعض الفاشلين والعاطلين المحترفين عن العمل.. كما أعرف جامعيين يبيعون جرائد أو يعملون خدما في مطاعم في مدن أوروبا المختلفة..............
كما يوجد مئات العباقرة من الأطباء وأساتذة الجامعات وكتابا وفنانين...لم يزوروا سوريا من عشرات السنين.. ولكننا نحبها.. نعم نحبها...
مع تحية مهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. لغز الاختفاء كريستينا المحير.. الحل بعد 4 سنوات ???? مع ليمو


.. مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها




.. إيران تلوح بـ”النووي” رسميا لأول مرة | #ملف_اليوم


.. البرهان يتفقد الخطوط الأمامية ويؤكد استمرار القتال




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل | #رادار