الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين نظريتنا الأمنية

حافظ آل بشارة

2011 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



نتحدث كثيرا حول انسحاب القوات الأمريكية ، ونجهل ان ازمتنا الحقيقية هي فقدان او اهمال النظرية الأمنية العراقية ، الحكومة اعطت رأيها مبكرا حول ما بعد الانسحاب وقالت جملة مهمة : (نضمن الأمن الداخلي ولا نضمن الأمن الخارجي) والشطر الثاني من الجملة يرعب الخبراء الاستراتيجيين ، الأمن الخارجي يتطلب وجود نظرية مبنية على اعتبارات داخلية وخارجية اقليمية وعالمية ودراسة البيئة العسكرية والسياسية من حول العراق ، النظرية الأمنية لأي بلد هي مزيج من عناصر عسكرية وسياسية واقتصادية وثقل سكاني ومساحة وموقع بحري وبري ، يجب اولا تقديم قراءة صحيحة للوضع الاقليمي وتحولاته ، الربيع العربي يعيد رسم الخارطة السياسية من حول العراق ويدفع بمتغيرات جديدة ، في البداية كان العراق محاطا بدول متناقضة ستراتيجيا ، جيرانه ليس دولا بسيطة بل هي امم ، وأقول امم ، لانها راديكاليات كل منها لا ترضى ان تكون مجرد بلد واحد بل تريد ان تشكل اقليمها ومجالها الحيوي وتؤسس معسكرها ، ايران والسعودية وتركيا واسرائيل أمم من هذا النوع وكل من يرسم خارطته المفترضة من الامبراطوريات الاربع يقوم بتلوين البلدان نفسها كمجال حيوي له ، لكن الشرق الاوسط ضيق ولا يكفي لصراع ثلاث أو اربع حضارات متناقضة ، وهكذا تكتمل مكونات القنبلة الاقليمية الباحثة عن صاعق تفجير ، لفت نظر المراقبين قول تسرب من الرئيس السوري بشار الاسد أخيرا وهو يهدد باشعال الشرق الاوسط في ست ساعات اذا تعرض لضربة اجنبية لاسقاطه ، يهدد بالاستيلاء على هضبة الجولان بقفزة واحدة للجيش السوري يرافقه محوران للمشاغلة اولها هجوم صاروخي لحزب الله على نقاط اسرائيلية وثانيهما هجوم ايراني مفترض في الخليج على بوارج ومواقع امريكية ، تركيا لن تقف مكتوفة اليدين ومصالحها في كل الاحوال ليس مع اسرائيل بل مع مجالها الحيوي الاسلامي الشرق اوسطي ، وهي قادرة على الغاء محطات التنصت الاسرائيلية التي نصبت في الاناضول للتجسس على ايران وقادرة على اغلاق موقع الدرع الصاروخي الامريكي في شرقها المعد لتوجيه ضربة استباقية الى ايران الموقف التركي يتحدى النفوذ الامريكي في المنطقة ويحظى بترحيب صامت من اوربا لاسباب معروفة ، هذا السيناريو الافتراضي ربما يقود الى حرب بحرية بين اسرائيل وتركيا عبر المتوسط لعدم وجود حدود برية بين البلدين ، تركيا متفوقة بحريا وهي صاحبة ثاني اقوى اسطول بحري في المتوسط بعد فرنسا ... هذا الجزء الاول من انفجار القنبلة الشرق اوسطية والتداعيات مجهولة ، اين مكان العراق في هذا الانفجار ، قد يتحول الى ساحة لحروب الآخرين ، قد يكون طرفا صاحب قرار في هذا النزاع ، قد يتمسك بالحياد فيغلق ارضه وسماءه امام الآخرين ، وحتى اذا خاطبه المسلمون بلغة التكليف فعذره (ليس على الاعرج حرج) ولكن الاعرج في لغة الامن الاستراتيجي ليس ضعيف الجيش بل هو ذلك الذي يعيش بدون نظرية امنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب