الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصلاح ام ثورة

كوسلا ابشن

2011 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


اصلاح ام ثورة

اعلن 20 فبراير بداية تفجير البركان الخامد وملئ الشوارع بالمظاهرات والاحتجاجات وهدم اوكار القمع والفساد واعلان لحظة الحسم مع النظام الاستبدادي اللاوطني وجماعاته المافيوية من اعلى الهرم الاجتماعي الى شيوخ الزوايا الحزبية .
بتفاقم ازمة النظام الكولونيالي اللاوطني تفاقمت الازمة الاقتصادية- الاجتماعية , نتيجة للاستغلال الفاحش والفساد الشامل المستفحل في كل الدوائر والميادين والاستبداد السياسي السائد وهيمنة ثقافة الاقصاء والتهميش وانتاج ثقافة التخلف والركوع والخضوع لارادة الفرد المطلق واشتدات التناقضات الطبقية - الكولونيالية , باشتداد الصراع المرئ وغير المرئ بين الشغيلة وسائر كادح البلد من جهة وبين الطبقة الهجينة - الكولونيالية وحلفاءها من جهة ثانية , ولهذه الظروف الموضوعية او الحالة الضرورية الاولية لحتمية الثورة , اندلعت شرارة الاحتجاجات في مواقع الذل والاضطهاد في شمال افريقيا . نتيجة لهذه الظروف اشتعلت شمعة 20 فبرايركحتمية طبيعية للوضع المتراكم , وكان من التصور الاولي انتظار التحول النوعي للحركة من الشعار الاصلاحي الاني الى التحول الفعلي والجذري , من مطالبة محاربة الفساد الى التحرك الفعلي للقضاء على النظام الكولونيالي وتغيير النظام السوسيو-اقتصادي والسياسي , الا ان هيمنة السراب على القيادات الاصلاحية للحركة وايمانها بالاصلاح التدريجي عبرتراكم الاصلاحات الجزئية من مكتسب الى مكسب اخر وتشكيل تراكم يؤدي الى التغيير وتحول المجتمع ,وبهذا الشكل الميكانيكي في التحول , يحلم الاصلاحيين بتغيير موازن القوى والقضاء على الفساد الشامل واصلاح المجتمع ,الا ان الواقع المجسد يبرهن التناقض بين المشاريع الاصلاحية وطموح الجماهير الشعبية لاسقاط النظام الكولونيالي المضطهد القومي والاجتماعي ,هذه الجماهير التواقة لتغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وبناء دولة وطنية لا شرقية ولا غربية تعتز بهويتها المحلية و تسودها الديمقراطية بمفهومها الشامل .
صحيح ان السلطة الكولونيالية تفاعلت مع الاحتجاجات بتغيير تكتيكها في التعامل مع الاحداث والجماهير الشعبية , من جهة تلبية بعض المطالب الجزئية وتسويق لمشاريع وهمية حول العصرنة والحقوق والحريات ومن جهة ثانية ترسيخ العبودية والاضطهاد عبر ترسانة من القوانين والنظم تحمي السلطة الكولونيالية المستبدة وتضمن ديمومتها .
اخترق النظام الفاشي جسم 20 فبراير منذ البداية , وزرع ازلامه في لجن قيادة الحركة , ورغم دينامية الحركة الثورية المنبعثة من امال والام الجماهير الكادحة المضطهدة في الحقول السوسية والمناجم الاطلسية ومغارات الريف المظلمة , لم تتحرر 20 فبراير من كرنفالات الاسبوعية وغوغاء بعض الصبية من رأى فيها مناسبة للقمع الفكري والجسدي لاعدائهم الافتراضيين تماشيا مع اهداف المخزن البغيض في اسكات الاصوات الحرة وتمييع الحركة الاحتجاجية واجبارها عن وعي او عن غير وعي بالانخداع بالتصريحات الرنانة والوعود العاطفية لسماسرة الدين والسياسة وتبني اجندة القوى الاصلاحية العميلة للنظام الكولونيالي الاستبدادي , والاستمرار في الدوران في حلقة مفرغة مسدودة الافق ,مع واقع العجز عن حل القضايا المصيرية للجماهير الشعبية وفشل التحول الثوري للانتفاضة وتغيير نظام الاضطهاد القومي والطبقي . في الوقت الذي يتم فيه حاليا دحر النظام الفاشستي لال قدافي في اخر معقله في ليبيا ببندقية ثوار 17 فبراير .
من دروس حركة التحرر العالمية عبر التاريخ نستنتج استحالة النضال الديمقراطي كشكل نضالي وحيد للتحرر القومي والاجتماعي في واقع السيطرة السيادية للسلطة الكولونيالية اللاوطنية التي تستمد من هذا الاسلوب النضالي شرعيتها الزمكانية وديمومتها .
في واقع السيادة الكولونيالية تتشكل جدلية النضال والتحول النوعي من شكل الى شكل اخرمع مراعات اختيار اللحظة الحاسمة للانتقال , وهذا ما يجب ان تحسم فيه الحركة الثورية المكافحة ضد الاضطهاد القومي والاجتماعي , باعتبارها المؤهلة الوحيدة لقيادة الجماهير الشعبية الواعية لحقوقها القومية والاقتصادية-الاجتماعية والسياسية والثقافية , وتحرير البلد من الاضطهاد الكولونيالي وفك رابط التبعية بالفكر الرجعي المشرقي وكذا بالدوائر الامبريالية .
الاحتجاجات الاسبوعية لم تقدم شئ ايجابي في الواقع الموضوعي , التهميش والاقصاء والاستبداد قواعدها ثابتة لا تتحول , الاذلال اليومي لا يحجبه يوم الاحد , تذمر الشباب من الصياح من دون اهداف واضحة , نقل معارك صبية الجامعة الى الشارع الاحتجاجي ,... المخزن و الزوايا السياسية الحداثية والسلفية من مصلحتها ابقاء الوضع على ما هو عليه , تشكيل دائرة حلزونية للصراع الهامشي من دون تحويل الصراع من شكل الى شكل اخر و من مرحلة الى مرحلة اخرى . النضال الثابت والثوري لتحرير المجتمع من الكولونيالية لا يأتي عبر الاحتجاجات الاسبوعية ولوقت محدد , تحدده السلطة الاسبدادية , النضال الثوري لا يحدد بالساعات ولا الايام , هو في حالة يومية, تصاعدية من الاسفل الى القيمة دون رجوع ولا تقهقر, من صرخات الافواه الى افواه البنادق , كما تقتضيه الضرورة , حتى تحقيق الهدف الاستراتيجي .
الاحتجاجات الاسبوعية بامكانها التحول الى ثورة يومية شريطة ارتباط الحركة المحلية الثورية العضوي بالجماهير الشعبية وتعبئتها في الصراع ومدها بالوعي القومي والاجتماعي الصحيحين وبالادراك الواعي للابعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للثورة واختيار الشكل النضالي الانسب لانحاح الثورة والذي لا يمكن ان يكون في حالة السيادة الكولونيالية وفي وضع اشتداد الاضطهاد القومي والاجتماعي الا الكفاح المسلح , فقد استنفذ النظام الكولونيالي كل اوراقه وما عليه الا الرحيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن