الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية الموتوسيكلات

أسماء الرومي

2011 / 10 / 10
الادب والفن


حين التقيتُ صديقتي سألتها : أين كنتِ مساء أمس يا وفاء فقد كنتُ أتوقع أن أراكِ في اللقاء مع فنانتناالجميلة ناهدة الرماح ،وكم كان جميلاً أن تكون فنانتنا الرائعه بيننا ،وتلك الأيام التي أعادتنا لها إنها حقاً لأيام لاتنسى ، وهل تُنسى فنانة مثل ناهدة الرماح ومجموعتها الفنانة زينب والفنان المبدع والمتدفق عطاءً يوسف العاني والذي يعتز به كل العراقيين ،وفرقته المميزة ، فرقة المسرح الفني الحديث .وكم كنتُ أحرص على مشاهدة كل ما تقدمه تلك الفرقة المبدعة والخلاقة .
ولكن يا عزيزتي لم تقولي أين كنتِ .. كنتُ في تجمع قد يختلف في طابعهِ عن التجمعات الأخرى ،إذ هيأتْ له جمعيات عدة ،وحدد يوم خاص له ، للأحتجاج على الأعتداءات التي يتعرض لها الطفل ،وبالأخص الأعتداءات الجنسية ،وهذا اليوم هو 26 ـ 8 .
كان التجمع في وسط ستوكهولم ، قرب حدائق الملك ،وكنتُ مع جمعية نسائية مشاركة ،وقد هيأت الجمعيات المتعددة كشكات لعرض كتب ومطبوعات محلية كلها قصص وحوادث عن اغتصابات حقيقية .
بدأ التجمع في الساعة الرابعة والنصف مساءاً بعزف الموسيقى والأغاني الراقصة المهيأة من قبل الفرق المساهمة . وكان يعلن بين حين وآخر عن قدوم الموتوسيكلات المهيأة لهذا التجمع وبدأ عدد الناس يتزايد لأنتظارها ،وحين بلغت الساعة السادسة والنصف أعلن عن وصول الموتوسيكلات ، كان عددها 100 يقودها مئة شخص ، قدموا من الشارع العام مجموعة بعد أخرى ،تجمعوا في صفٍ طويلٍ ،نزل ثلاثة منهم وكانوا شابين وفتاة ، صعدوا على المسرح المعد، كانت بيد أحدهم لعبة من القماش ،ساد الهدوء جميع الواقفين إذ كانوا ينتظرون ليروا ماذا يعني ذلك ،رفع الشاب اللعبة أمام الجميع وبدأ بتمزيقها قطعاً وبعد رميها قال : الطفل المعرض للأعتداء الجنسي كهذه اللعبة الممزقة لا أحد يستطيع جمعه
بعدها ألقيت كلمات تخص المناسبة ،وبعد الأنتهاء أعلن عن طلب من جميع الموجودين أن يصرخوا وبصوتٍ واحدٍ قوي ،هذا الصوت يمثل صرخة استغاثة للطفل ... ولكن يا وفاء ما علاقة هذه الموتوسيكلات بمثل هذه الجمعية ولم وجدتْ ، قلتُ متسائلة ..هذه لها قصة أجابت صديقتي فالمرأة التي أسستْ هذه الجمعية كانت موجودة معنا ،وهي الآن امرأة كبيرة في السن وقد بدأت بتأسيس الجمعية من سنين طويلة . تلك المرأة حين عودتها ذات يومٍ للبيت ، صدمتْ بحدثٍ قلب كل حياتها ، إذ شاهدتْ زوجها بوضعٍ أكرهها كل دنياها ..كان يعتدي على إبنتهما الطفلة ... هذا الأب الوغد ..
تلك المرأة والنار تغلي في داخلها ، كانتْ تريد أن تصرخ ،أن تُسمع صوتها لكل الناس .وقد قررتْ أن تفعل شيئاً . أعدتْ لها موتوسيكلاً وبدأت بمسيرتها الطويلة بالدوران في كل السويد من الشمال إلى الجنوب . كانت تقف في الساحة الرئيسية لكل مدينة تصل إليها تصرخ لتجمع الناس حولها وتحدثهم ، كانت تطلب منهم أن ينتبهوا إلى الأطفال ، أن ينتبهوا إلى بيوتهم وما يحدث فيها وكانت وبأعلى صوتها تصيح احموا الأطفال من الأنتهاكات القذرة . بعد تلك الرحلة بدأت بتأسيس جمعية الموتوسيكلات هذه والتي هدفها الأساسي التوعية وحماية الأطفال من الأعتداءات الجنسية .
وهذه الصرخة التي أعلن عنها في نهاية الأجتماع تعتبر من الشعارات الرئيسية في الكثير من المقالات والقصص التي تنشر عن الموضوع ، والتي يمثلها صورة لطفل بعينيه المفتوحتين رعباً ،ويده التي تعلو لتدفع المعتدي ، والفم الصارخ .. لا ..
9 ــ 10 ــ 2011
لوس أنجلس










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو