الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رنين الأجراس - الحلقة السابعة

فيروز أمين

2011 / 10 / 10
الادب والفن


أحس خالد بخيبة أمل كبيرة بعد فشل مخططاته في محاولة التقرب من نور وكل الذي كسبه هو نسخة إضافية من الكتاب الذي طلبه ، بدت نور مرعوبة وقلقة عندما رآها تنطلق بسرعة للخارج وما حز في نفسه هو عدم تمكنه سؤالها عن سبب العجلة التي كانت فيها ، وتمنى لو إستطاع أن يساعدها لكن بأية صفة يسأل عنها ويعرض عليها المساعدة ؟ ماذا يا خالد أراك تعجز عن كسر الجليد بينك وبينها وأنت الذي لا يستعصي عليك أكبر المشاكل
مر أسبوع وأخيراً قرر خالد المرور بالمكتبة حيث تعمل نور والقيام بالخطوة الاولى لهدم ذلك الجدار العازل بينهما وما ان وصل لأول الشارع حتى جائته مكالمة هاتفية إنها مي زوجة هشام أخيه تجاهل المكالمة في المرة والثانية لكن بعد رن الهاتف للمرة الثالثة أحس أن ثمة شيء مريب قد حصل لذلك تلقى المكالمة :
آلو نعم خير يا مي ماذا هناك ؟ قال خالد
آلو أنا بخير ولكن هشام ليس بخير ، ثم وبصوت مرتعش قالت أقصد أنه بخير ولكننا في المستشفى لقد حصل سوء تفاهم و ............. ولم تستطع الكلام وبكت مما جعل خالد يقلق أكثر وأكثر وقال لمي :
حسناً إهدئي واخبريني في أي مستشفى أنتم ؟ هل أستطيع التحدث مع هشام ؟
هشام إنه إنه بخير الطبيب المعالج معه و ............
وهنا أخذ هشام الهاتف منها وتحدث مع أخيه خالد ليطمأنه عليه :
آلو خالد نحن في طوارئ المستشفى التعليمي وأنا بخير لاتقلق علي ، إنه مجرد كسر بسيط في يدي أرجو ان تأتي لتوصلنا للبيت .
أنا في طريقي اليكم لاتقلق ولكن حقاً أنت بخير صوت مي أرعبني إنها في حالة من الهستيريا قال خالد وهو ينطلق نحو السيارة بسرعة جنونية .
أنا بخير ولكن تعرف مي إنها تخاف علي كثيراً قال هشام بكل هدوء .
انطلق خالد للمستشفى تجول في الطوارئ بضع دقائق حتى استطاع العثور عليهم ووجد هشام ممداً ويده ملفوف حول رقبته رحبوا ببعضهم لكن الذي أرعبها هو منظر مي التي كانت في غاية من القلق والانهيار وأول ما خطر على خالد أنهم تعرضوا لحادث سير لكن هشام أكد له أنه وقع على يده في المنزل وأن المسألة برمتها لاتتعدى كسر بسيط وسيلتئم بعد أسبوعين وعندما سأل عن سبب الحالة التي فيها مي :
خذني للبيت وسأخبرك عندما نعود أرجوك تعرفني لا أطيق المستشفيات قال هشام برجاء .
أنا السبب قالت مي وهي تبكي بحرقة ، كل اللوم يقع علي .
ليس الآن حبيتي لا الوقت ولا المكان مناسبين سنعود للبيت وهناك سنتكلم قال هشام محاولاً تهدئة مي .
في البيت لاحظ خالد أن بعض الأشياء مبعثرة لكنه لم يرد فتح أي موضوع وإنتظر هشام حتى يروي تفاصيل الحادث ، عندها طلب هشام من مي إعداد كوب عصير لهو وقهوة لخالد .
قل لي ما هذا السر الخطير ؟ سأل خالد .
تشاجرنا أنا ومي و .... قال هشام .
وقبل أن يكمل كلامه قاطعه خالد ، وأين الجديد في هذا ؟ أنتم من صغركما تتشاجران وتتصالحان ، وهي التي كسرت يدك ؟
لا أنا كسرت يدي ، هذه المرة مي إستفزتني كثيراً فقدت أعصابي ولم أحس بنفسي إلا ويدي مرفوع لضربها وفي اللحظة الأخيرة تراجعت عن قراري وضربت الحائط والباقي تعرفه .
و لماذا لم تنزل يدك الكريمة ببساطة سأل خالد وقد بدا له تصرف هشام تصرفاً طفولياً .
هشام : لأنني لو أنزلت يدي هذه المرة في المرة التالية كنت سأضربها فعلاً لكنني ضربت الحائط حتى يبقى هذا الألم مغروساً في ذاكرتي ووقتها سأفكر ألف مرة قبل ان أرفعه مرة أخرى ، برأيي ضرب النساء ليست رجولة وإنما منتهى الضعف .
( هشام ومي صديقا طفولة مازال هشام يتذكر حتى اليوم أول مرة جاءت فيها مي لتسكن في محلتهم في بيت جدتها وخالتها اللتان ربوها وعوضوها غياب والديها ، الوالد تزوج بعد وفاة والدتها وكانت مي طفلة عمرها أربع سنوات وما أن أكملت السادسة حتى دخلت المدرسة التي كان هشام يدرس فيها وكان هو في الصف الثالث الابتدائي وسرعان ما أعلن نفسه وصياً عليها ولا أحد كان يتجرأ حتى التقرب منها )
تأثر خالد كثيرا بحديث هشام الا ان هذا لم يمنعه من كتم ضحكته في النهاية ، انت تضحك !!قال هشام ساخطا .
سوري حقيقة انا متاثر بمدى حبك لزوجتك ولكن أتسائل لو سمع غيري من الرجال عن تصرفك ، أعتقد ان الرجال في المستقبل سيطالبون بإتحادات رجالية لتنصفهم من قهر المرأة .
وقبل أن يغادر خالد ساله هشام :
هل أستطيع أن أطلب منك معروفاً ؟
لاحاجة لتطلب مني ذلك ، سوف لن اخبر والدتنا بما حصل قال خالد بعد أن طلب منه هشام عدم إطلاع والدته بتفاصيل كسر يده والتمسك بالقصة التقليدية على أنه حادث عرضي لا أكثر ، ذلك ان الإثنين يُدركان عدم استلطاف والدتهما لمي حتى بعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما بحجة أن إبنها كان يستحق الأفضل وأن مي ليست جديرة به ولولا إصرار هشام والدعم المتواصل من جانب خالد لما وافقت أبداً على ذلك الزواج .
لاتقلق لا أريد أن أُدخلكما في مشاكل انتم في غنى عنها حتى أنني لن أخبر آية أيضاً ، هل إرتحت الآن ؟ قال خالد
هز هشام رأسه بالإيجاب أنت حقاً ملاكي الحارس وودع خالد بإبتسامة عريضة .
حسناً إسترح الآن وسأمر عليك غداً ، شكراً على القهوة مي .
عند عودته الى شقته صادف خالد أخته الصغيرة آية جالسة عند آخر السلم تنتظر عودته كانت في حالة يُرثى لها وما أن إقترب منها ربت على كتفها وسالها أمي مرة أخرى ؟
هزت آية رأسها بالإيجاب وقد إنتفخ عينيها من كثرة البكاء وتبعته لشقته وما أن فتح الباب خرج العم زكريا وقال لخالد :
إنها تنتظرك منذ ساعة كانت تبكي بحرقة عرضنا عليها المكوث عندنا لحين عودتك لكنها رفضت ولم نرد إزعاجها .
شكراً لكم ساهتم بها ، يبدو أن يومي سيكون طويلاً قال خالد في سره .

يُتبع ................









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل