الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مملكة إنسان وليس دولة قومية

سمير إبراهيم خليل حسن

2011 / 10 / 10
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي


منذ أن حمل ٱلبشر ٱلأمانة "نفخت فيه من روحى" برز لديه مفهوم "إنس" يحرّضه ليبتعد عن مفهوم "وحش". ومنذ ٱلبداية كانت له موعظة من ٱللّه تبيّن أنّه مسئول عن تعزيز موقفه ٱلشخصىّ وتحذره من ٱلشرك فى ٱلملك وٱلشرك فى ٱلرأى وٱلشرك فى ٱلموقف وٱلشرك فى ٱلأمر. وتبيّن له أنّ هذه ٱلألوان من ٱلشرك تحدث بفعل ٱلشرك بٱللَّه وهو شرك خطير عليه لأنّه يشرك بنور ٱلملك ٱلقُدُّوس مالك ٱلملك ٱلخالق ٱلهادى ٱلعليم ٱلمحيط ٱلسميع ٱلبصير فقرآء جاهلين مهما بلغ ملكهم وعلمهم وبيانهم. فٱللَّه هو ٱلملك وٱلخالق وهو ٱلعليم بخلقه وملكه وهاديه فى حاجته وفى حدوده وليس لأحد غيره أن يفعل ذلك.
ومن مفاهيم شرك ٱلبشر فى ٱلرأى وٱلموقف وٱلأمر ما تحرّض عليه ٱلأحزاب ٱلقومية وٱلأحزاب ٱلدِّينيّة من مفاهيم تغلب على مفهوم "إنس" وتدفع أبنآء شركها فى سلوك قطيع أنعام وتقطع عليهم ٱلسبيل إلى مفهوم "إنسان".
ومنها مفهوم شرك ٱلبشر فى ٱلملك وفى ٱلمال بما تحرّض عليه ٱلأحزاب ٱلإشتراكية ٱلتى تعتدى على حقوق ٱلملك وحقوق ٱلتشخّص ومسئوليته وحدوده.
ما دعىۤ إليه موقع ٱلحوار ٱلمتمدّن ومآ أثاره من أسئلة للحوار فى مفهوم ٱلحقّ بتقرير ٱلمصير للقوميات فى بلاد ٱلشرق ٱلأوسط هو حوار فىۤ أزمة بشريّة قآئمة منذ زمن طويل بفعل صيطرة أحزاب ٱلشرك ٱلدِّينيّة وأحزاب ٱلشرك ٱلقوميّة وأحزاب ٱلشرك فى ٱلملكية على ٱلسلطة وعلى ٱلتعليم فى بقع كثيرة من ٱلأرض. فمنذ زمن طويل وهذه ٱلأحزاب تهيمن وتمنع ٱلناس عن ٱلاكتساب بلسان فطرتهم وتكرههم على ٱلاكتساب بلسانها ٱلقومىّ. وكان للناس فى كلِّ بلد ردّ على هذا ٱلإكراه بفطرتهم فثاروا عليه وحاربوا للتحرر منه وٱنفصلوا عنه مؤسسين سلطة قوم تماثل ٱلسلطة ٱلتى ٱنفصلوا عنها فىۤ إكراهها.
فهل نقسم ٱلأرض إلى بقع لكلِّ جماعة قوميّة بقعة؟
أم ننظر فى سبيلهم للعيش معا من دون إكراه؟
لقد وعظ ٱللّه ٱلناس للدخول فى ٱلسِّلم كآفّة وليمتنعوا عن ٱلإكراه. وبعث لهم رسل وأنبيآء أقاموا لهم ٱلمثل على ٱلسلطة ٱلتى لا تكره ولا تعتدى على حقوق وحدود ولا على فطرة ولسان. ولا توجد فى ٱلموعظة دعوة لتقرير مصير قوم دون قوم ولا طآئفة دين دون أخرى ولا طبقة ٱجتماعية دون غيرها. وفى ٱلموعظة بيان لشرع يقوم به ٱلدِّين ولا يتفرّق به ٱلناس على ٱلرّغم من ٱختلاف شرعاتهم ومناهجهم ولسان فطرة كلٍّ منهم. وهذا ٱلدِّين هو شرع لاتحاد فيدرالىّ لآ إكراه فيه يشبه ٱلاتحاد ٱلفيدرالىّ ٱلبريطانىّ وٱلاتحاد ٱلفيدرالىّ ٱلأمريكىّ وٱلاتحاد ٱلفيدرالىّ ٱلألمانىّ وٱلاتحاد ٱلفيدرالىّ ٱلهندىّ. وفى ٱلاتحاد لكلِّ لسان فطرة شرعه ومنهاجه وحكمه وٱكتسابه. وبه يكون تقرير ٱلمصير لكلِّ فئة من ٱلناس أفرادا كانوۤا أم قوما أم قبيلة أم طآئفة.
قيام هذا ٱلدِّين كان فى "يثرب" سنة 622 ميلادية وقد ضربه مثلا للناس رسول ٱللّه ٱلحاكم ٱلنّبىّ "محمّد". وقيام ٱلدِّين فى بلاد ٱلشرق ٱلأوسط هو فى قيام حكم لإنسان بٱتحاد فيدرالىّ لا يكره فيه أحد فى لسانه وفى دينه وفى ٱكتسابه. ولكلّ فئة ذات شرعة ومنهاج ولسان حكم ولو كان على بقعة صغيرة لا يبخس من حقِّها وحدودهآ أمر.
وأقول أنّ سلطة ٱلقوم وٱلطبقة وٱلطآئفة ٱلدينية فى جميع أطوار ٱلمجتمع ٱلبشرىّ هى سلطة إكراه وعدوان على ٱلفرد تمنع عليه سبيل ٱلإنسان. وسلطة إكراه وعدوان على فئات مجتمعها ٱلأخرى وعلى مجتمعات ٱلجوار.
أما ٱلقول بقيام (دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان) فٱلقول بدولة هو لسلطة يجرى تداولها بين حزبين أو أكثر. وٱلسبيل إليها هو فى شرع ٱلديموقراطية. وهذا ٱلسبيل لا يقيم ٱلدِّين وتبقى حيوٰة ٱلناس وحقوقهم وحدودهم ٱلشخصية فى ٱلتداول بين ٱلأحزاب.
وٱلقول بقيام (دول على أساس قومي وأثنية، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها) يستدعى تداول ٱلسلطة بين قوم وأخر. أما ما هو مطلوب قيامه فى ٱلسؤال فهو دعوة لتفريق ٱلناس على ٱسس قومية وعزلهم عن بعضهم.
أما ٱلمسألة ٱلفلسطينيّة فهى كٱلمسألة ٱليهودية وٱلمسألة ٱلكرديّة وٱلمسألة ٱلأمازيغية ومسآئل كثيرة تتعلق بحقوق ٱلاكتساب بلسان ٱلفطرة وبما لأصحابه من شرعة ومنهاج. وجميع صعوبات هذه ٱلمسآئل ينهيها قيام ٱلدِّين ٱلموصى به لنوح وإبرٰهيم وموسى وعيسى وٱلموحىۤ إلى رسول ٱللّه "محمّد":
"شَرَعَ لكم مِّن ٱلدِّين ما وصَّىٰ بهِ نوحًا وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ ومآ وصَّينا بهِ إبرٰهيمَ وموُسَىٰ وعيسىٰۤ أن أقيمواْ ٱلدِّين ولا تَتَفرَّقوا فيهِ كَبُرَ على ٱلمُشركينَ ما تدعوهم إليهِ ٱللَّهُ يجتبىۤ إليه مَن يشآءُ ويهدىۤ إليه مَن يُنيبُ" 13 ٱلشُّورىٰ.
وهو مآ أقام ٱلمثل عليه فى "يثرب" وله شبه ٱليوم فى شرع ٱلمعروف ٱلأمريكى لا يساويه بسبب مفهوم ٱلتداول بين حزبين كلّ منهما يأخذ شعب ٱلولايات ٱلمتحدة حيث يريد.
أما مواقف ٱلحكومات ٱلغربية من إعلان دولة فلسطينيّة فهى موزّعة بين مَن يعلمون بٱلحاجة إلى قيام ٱلدِّين ومَن لا يعلمون ويحاربون قيامه بمفاهيم قوم ودين. ومثل ٱلدولة ٱلفلسطينية هى ٱلدولة ٱلكرديّة وٱلدولة ٱليهوديّة ودولة مسيحية وأخرى سنيّة وأخرى شيعية وأخرى درزيّة وأخرى علوية وأخرى وأخرى. وهذا تفريق فى ٱلدِّين ودعوة للعزل وٱلتخلف وتضييق ٱلحدود على ٱلناس. فٱلأرض ملك للَّه وٱلناس يخلفون فى ملكه لا ليمنعوا مَن يختلف عنهم فى لسانه وشرعته ومنهاجه من ٱلعمل وٱلعيش فيها. ومن موعظة ٱللّه ومن ٱلمثل ٱلمضروب فى "يثرب" على ٱلعالمين وٱلعالمات ٱلصالحين وٱلصالحات من ٱلناس أن يدعوۤا إلى قيام ٱلدِّين فى ٱلأرض كلّها ويكون مجلس ٱلأمن هو حكومتها ٱلاتحادية وحدودها مفتوحة أما جميع ٱلناس يتحركون فيها من دون حاجة إلى "فيزا" كما يتحركون فى منازلهم.
أما ما يحدث من ثورات فى بلاد ٱلشرق ٱلأوسط فهو بسبب إكراه سلطة ٱلشرك بألوانه جميعها. وما يطلبه ٱلثآئرون هو تغيير للأشخاص من دون تغيير لشرعتهم ومنهاجهم. فأكثر ٱلثآئرين من أبنآء ٱلشريعة ٱلإسلامية وأبنآء ٱلقومية ٱلعربية وجميعهم لا يقبلون للدِّين قياما ويفرّقون فيه. وقد بيّن ٱللَّه بقوله:
"إنَّ ٱللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بقومٍ حتَّى يُغَيِّرُواْ ما بأَنفُسِهِم" 11ٱلرَّعد.
وما بأنفس ٱلثآئرين هو شرعة ومنهاج مَن يثورون عليهم. ومَن ينفصل ويؤسس دولة قوميّة فقد أسس دولة إكراه جديد وحروب جديدة.
حقّ تقرير ٱلمصير يقوم بقيام ٱلدِّين من دون حاجة لانفصال. فٱلمطلوب هو قيام ٱلدِّين فى ٱلأرض كلّها وليس فى بلاد ٱلشرق ٱلأوسط. وبقيام ٱلدِّين تقوم للفرد حقوق وحدود تعلوا على ما جآء فى (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام ١٩٤٨).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-