الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إخلاصنا لشهدائنا يكون بتحقيق آمالهم لمصرنا

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 10 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أمر جيد أن تكون هناك ردة فعل إيجابية لمقال : السجن أحب إلي من الموافقة على صفقة العار هذه ، و الذي كتب و نشر في الثاني من أكتوبر 2011 .
لكن ردة الفعل هذه لم تأخذ ، كالكثير غيرها من ردود الأفعال التي قام بها بعض الشباب الثوري ، الشكل الصحيح .
إنها غير مكتملة .
ردة فعل ذلك الشباب الثوري ، و الذي يُحمد له إنه رفض المشاركة في صفقة العار التي تبناها بعض أعضاء اتحاد شباب خيانة الثورة ، و هي الصفقة التي ذكرت خطوطها العريضة في المقال المشار إليه أعلاه ، غير مكتملة ، لأنها لا تشمل كل الجوانب الضرورية التي يجب أن تأخذها قضية القصاص لشهداء الثورة و مصابيها .
إنها لا تهتم ببناء المستقبل .
لقد تمثلت ردة فعل ذلك الشباب في رفع شعار ، سأكتبه هنا باللغة العربية الصحيحة : إما أن نأخذ حقهم ، أو أن نموت مثلهم .
إنه شعار لا يخرج عن مبدأ القصاص ، على الأهمية الشديدة لتطبيق مبدأ القصاص .
القصاص ، بالقانون المدني العادل ، و بواسطة قضاء مدني نزيه ، في محاكمات علنية ، مهم جداً جداً ، و يجب أن يُطبق ، لأنه يحقق العدالة ، و يرسي فكرة ردع المجرمين الرسميين ، لكن تأثيره في تشكيل مستقبل مصر في الوقت الراهن جد محدود .
تأثيره محدود بالنسبة لبناء مستقبل مصر لأنه - و كما ذكرت في الفقرة السابقة - يؤسس لجانب واحد ، هو ردع المجرمين الرسميين ، و لكنه - على سبيل المثال - لن يمنع إنتخاب طنطاوي ، أو أي واحد أخر من مرشحي السلطة ، و لن يوقف العمل بقانون الطوارئ ، و لن يمنع السلطة من تشكيل مجلس الشعب على هواها و هوى حليفتها ، القيادة الإخوانية .
إخلاصنا لشهدائنا الأبرار ، و مصابينا الأبطال ، لا يكون فقط بالعمل من أجل تقديم من قتلهم ، و من تسبب في إصاباتهم ، للعدالة المدنية ، بل و أيضا بتحقيق طموحاتهم و آمالهم لمصرنا ، حين ضحوا بنفوسهم من أجل مصر ، و وقت أن بذلوا دمائهم من أجل الأجيال القادمة .
لم يقدم شهداؤنا الأبرار نفوسهم الغالية ، و لم يبذل مصابينا الأبطال دمائهم الطاهرة ، من أجل فقط إسقاط محمد حسني السيد مبارك ، بل و أيضاً من أجل إسقاط النظام الذي أسسه ذلك الملعون .
لم يكن حلم شهدائنا ، أثناء الثورة ، و قبيل إستشهادهم ، إستبدال مبارك بأخر تختاره السلطة ، بل تأسيس نظام ديمقراطي حقيقي راسخ يختار فيه الشعب بحرية رئيس الدولة و تشكيلة البرلمان ، و يسمح بتطلع جميع المصريين للوصول لسدة الرئاسة و إلى منصب رئاسة الوزراء .
شهداؤنا تطلعوا إلى مصر ديمقراطية ، بكل المعاني السامية في كلمة ديمقراطية ، و يحكمها نظام برلماني متين .
لم يقدم شهداء الثورة نفوسهم الطاهرة من أجل فقط أن يقف جيمي مبارك ، و علاء مبارك ، و أحمد عز ، و غيرهم من الفاسدين ، في أقفاص الإتهام ، بل و أيضاً من أجل صدور أحكام عادلة واجبة النفاذ بحق هؤلاء الفاسدين ، و من أجل تحطيم النظام الإقتصادي الفاسد الحالي ، و الذي رعاه آل مبارك ، و الذي يماثل من ناحية النخبوية النظم الإقطاعية في العصور الوسطى .
شهداؤنا ، و مصابينا ، كان من أهدافهم تأسيس دولة الرفاهية ، التي تصل فيها الثمار الطيبة لأي إنتعاش إقتصادي لجميع المصريين ، و فتح أبواب النجاح و الفرص أمام جميع المواطنين .
أحلام ، و آمال ، و تطلعات ، كبيرة نبيلة ، كلها واقعية ، و كلها من أجل خير الشعب المصري ، لم أذكرها كلها هنا ، بذل شهداؤنا نفوسهم العزيزة الغالية من أجلها ، و يجب علينا أن نستكمل المسيرة من أجل تحقيقها .
إننا اليوم ، العاشر من أكتوبر 2011 ، في الذكرى السنوية الرابعة لخروج الوثيقة الأساسية الحالية لحزب كل مصر ، من السر إلى العلن ، و التي نُشرت رسمياً في اليوم التالي لخروجها للعلن ، أي في الحادي عشر من أكتوبر 2007 ، نجدد تعهدنا بالعمل من أجل تحقيق تطلعات و آمال شهدائنا لمصرنا يوم بذل كل واحد منهم نفسه الغالية من أجل مصر ، تلك التطلعات و الآمال المسطورة في تلك الوثيقة ، و ذلك من خلال النضال السلمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون ينفي وجود خطط لانتشار الجنود الأميركيين في قطاع غز


.. هل يحمي الواقي الشمسي فعلا من أضرار أشعة الشمس؟| #الصباح




.. غانتس: قادرون على إدخال لبنان في حالة من الظلام وتدمير القدر


.. حرب غزة.. نازحون يعيدون استخدام أكياس الطحين لصنع خيام تؤويه




.. بعد اختفاء سيدة في جزر البهاما.. السلطات الأميريكية تحذر من