الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات العراقية .. وظاهرة شراء الأصوات !!

حمزة الشمخي

2004 / 12 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يقترب يوما بعد يوم موعد إجراء الانتخابات في العراق, والمتفق عليه في الثلاثين من كانون الثاني عام 2005 ، والتي سوف تعتبر حدثا تاريخيا مهما في تاريخ العراق المعاصر، وتشكل نقطة تحول نوعية، سياسية و إقتصادية وإجتماعية حضارية والتقدم باتجاه ممارسة حلقة من حلقات العملية الديمقراطية ، بالرغم من الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها الوطن، وعلى جميع المستويات والأصعدة كافة ، وخاصة الوضع الأمني الذي أصبح هاجس المواطن العراقي اليومي ، والذي لا يمكن حله بالطرق العسكرية الحربية فقط ، من دون الأهتمام بقضايا الناس الاقتصادية والمعاشية ومعالجتها ووضع الحلول المناسبة والسريعة لها، والتخفيف من آفة البطالة بوجوهها المختلفة .
أن هذه الانتخابات القادمة مهمة جدا لحاضر ومستقبل العراق، لا من حيث إنتخاب رئيسا للجمهورية أو رئيسا للوزراء وأعضاءا للحكومة ، كما يفهمها البعض أحيانا، بل أن أهميتها الكبرى، تكمن في تأسيس حالة جديدة للممارسة الديمقراطية لإنتخاب برلمان يتمتع بأوسع الصلاحيات القيادية لدولة العراق ، وهذا البرلمان هو الذي سوف يقوم برسم وصياغة وكتابة الدستور العراقي الجديد ، والذي على أساسه تثبت السياسات والاتجاهات والاهداف العامة وهوية الدولة العراقية وطبيعتها الوطنية والقومية والدينية وعلاقتها بالمحيط العربي والدولي ... إلخ .
ومن هنا علينا أن نسعى جميعا من أجل توفير كل الظروف والامكانيات، لإنجاح أول تجربة لممارسة العملية الانتخابية في بلادنا ، والعمل الجاد والدائم والوقوف بوجه كل الأساليب والمحاولات التي تعرقل هذا الحدث المصيري الهام ، وفضح وكشف بعض الآلاعيب والخروقات التي يمكن أن تقوم بها بعض الجهات السياسية والحزبية من أجل المنافع الذاتية الضيقة لكسب الاصوات بالطرق الغير مشروعة والتي لا تنسجم مع جوهر وروح العملية الديمقراطية .
حيث نسمع اليوم عن ظاهرة شراء أصوات الناخبين قبيل إجراء العملية الانتخابية القادمة من قبل بعض الشخصيات والقوى والاحزاب السياسية ذات القدرة المالية والمدعومة إقليميا ودوليا ، للتأثير على البعض من المواطنين العراقيين نتيجة الوضع الأقتصادي والمعاشي المتردي الذي يمر به البلد وحاجة البعض منهم للمساعدة ، وأن هذه االظاهرة القديمة – الجديدة هي من الأمراض الأنتخابية المزمنة ، والتي يمكن أن تحدث حتى في بعض البلدان التي سبقتنا بهذه التجربة ، والمعروفة بتاريخها الديمقراطي العريق وممارستها للانتخابات وفق الأساليب الحديثة والمتطورة .
ولكن ما يهمنا اليوم هو أن تقف كل القوى والأحزاب والمنظمات السياسية والاجتماعية والحزبية والدينية والثقافية بمسؤولية وطنية مخلصة، بوجه كل من يحاول اللجوء الى هذه الأساليب الرخيصة ، والبعيدة كل البعد عن النزاهة والأمانة والاخلاص والوطنية .. لهذا الحزب أو ذاك، مهما كانت توجهاته وأفكاره وأهدافه التي يعمل من أجلها ، لان هذه الأساليب تعتبر جريمة وخيانة بحق حاضر ومستقبل العراقيين جميعا ، لأن شراء بعض الأصوات الانتخابية ، والضغط والتأثير على البعض الآخر، بسبب ظروف البلد الاستثنائية التي يمر بها ، سينقلب سلبا على كل من مارس ويمارس هذه الاساليب ، لان شراء مجموعة من الأصوات اليوم، لا يعني بالضرورة شراء الضمائر غدا، أمام صناديق الاقتراع في موعد الانتخابات القادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب