الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجندات الشياطين

هدى حاجي

2011 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الحرّية هذه الزّهرة البرّية التي انتظرنا أن تفوح ببرّنا بعد أحقاب من قيظ القمع و لسع سياط القهر التّي جلدت ظهور كرامتنا المهانة و خنقت أصواتنا في زنزانةكبيرة اسمها الوطن..

تلك الزهرة الكونيّة أراها تنأى كل يوم أكثر و أكثر بعد أن اشتعلت في أفق انتظارنا بارقة أمل أوقدتها ثورة الكرامة..تلك البارقة بدأت تخبو و تلك الثورة تبدو محض سراب مرّ بأطياف حلم ..أراني في عتمة الإحباط أقرأ كفّ أيّامنا القادمة التّي تنذر بكل صنوف الويل..

لماذا الدّرب الى الحرّية شائك و سماؤها ملبّدة بكل هذه الغيوم السّود..لماذا نخرج من دكتاتورية لنقع في أخرى ..هل نحن قُصّر و مازلنا لم نبلغ بعد سنّ الحرّيّة

أعتقد أنّ الدّكتاتوريّة الأعتى التّي كان يجب هدمها هي دكتاتورية الجهل فلو أسقطناها لنجحت ثورتنا و لما كنّا شعبا قطيعا عقله في سبات و وجدانه سريع الاشتعال توظّفه أطراف مشبوهة هنا و هناك ليكون أداتها في افشال الثّورة فمن أطراف ماسونيّة ذات صلة وثيقة بمافيات النّظام السّابق مازالت ورما خبيثا في جسد وطننا تعمد الى اطلاق بالونات اختبار للحريّة عن قصد و سوء نيّة لتوريط أحزاب دينيّة في الكشف عن وجهها الحقيقي بعد أن تفننت هذه الأحزاب في التلاعب بالخطابات بين ساحات السّياسة التّي تعد فيها بالحريّة و دولة المواطنة و بين منابر المساجد التّي تعد فيها بتطبيق الشّريعة..هذه الأّحزاب بدهائها السياسي المعروف لم تكبّد نفسها مشقّة اصدار بيان رسمي فيه ادانه لانتهاك نسمة لقدسيّة الذّات الالاهيّة بل بالعكس عمدت الى التعبير عن رفضها للعنف ضدّ القناة كي لا يصبح ذلك حجّة ضدها لكنّها و للأسف في السّاحات الشّعبيّة و التّلمذيّة و الفايسبوكيّة نجحت في تحويل الفلم ليافطة تخدم حملتها الانتخابيّة لتصبح هذه الحركة هي المدافع عن الذّات الالاهيّة و عن مقدّسات هذا الشّعب اليتيم الذّي لولا حزب النّهضة لطمست معالم هويته و لكفر شعبه من وراء مشاهدة الفلم..الفلم استفزازي فعلا لكلّ من يريد أن يُستفز و يُحرّك من آيادي الصّهيونية لكنّ العاقل و المتفكّر في اللّحظة التّاريخيّة الحاسمة اليوم يعرف جيدا ان الله ليس في حاجة أن يدافع عنه أحد ..الله الذّي صُور في الفلم من زاوية نظر طفلة و جُسّد في هيأة.. و من منّا لم يتخيّل الله عندما كان طفلا قبل أن يعلم أن جميع المذاهب الاسلاميّة تحرّم فكرة تجسيده .. الله قويّ و عظيم و غفّار بالشّكل الذّي يغفر لبراءة الصبيان فضولهم .. لكنّه عظيم القدر و الجلال لن يغفر للّذين يشوّهون ذاته القدسيّة للاستهزاء بعقائد النّاس ..لن يغفر للّذين يفتعلون العنف و الفوضى لادخال البلاد في دوّامة صراعات و فتن تعيق استكمال أهداف الثورة و تهدر دم الشّهداء هباء كي يفشل مسار الانتقال الديمقراطي و تجد الأجندات الماسونيّة الطريق معبّدا بغباء البعض و انتهازية بعض الأطراف التي تشن حملات استنفار للعامة المسلمة الغيورة على عقيدتها من أجل توظيف ذلك في تقديم نفسها منقذ الدّين في اطار حملاتها الانتخابيّة

..الله العدل يدعوكم أيضا الى مناقشة قضايا الفلم الاخرى و الوجه الاستبدادي القبيح للنّظام الايراني القمعي الذي نتمنى أن لا يوصلنا تجّار الدّين المبتزّين لعواطف النّاس و عقيدتهم الصّادقة الى نموذجه السياسي السئ و الموغل في القمع و الدّكتاتوريّة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال