الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة طارق حجي التى أذاعتها ال BBC (الإذاعة) بالعربية يوم 10 أكتوبر 2011 عن مآسي أقباط مصر

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2011 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أربعين سنة ، والجو العام فى مصر يزداد خنقا للأقباط ... فهم كل عشر سنوات ، يشغلون مناصبا رئيسة أقل فى كل الجالات عما كانوا يشغلونه منذ عقد من الزمان . وحتى لا يظن أحد أن هذا كلام مرسل ، فإنني أحيل الجميع للإحصائيات كتاب هموم الأقليات الذى أشرف على إعداده الدكتور سعد الدين إبراهيم . وهم يسددون (كالمسلمين) ضرائبا ، ولكن (بإستثناء قرار جمال عبدالناصر بمساهمة الدولة فى بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية) فإن الدولة لا تنفق جنيها واحدا على الكنائس ، بينما تنفق (من حصيلة الضرائب التى ساهم فيها المواطنون الأقباط) على الكثير من المساجد ... وبنفس أموال الضرائب التى يساهم فيها المواطنون الأقباط تشيد الدولة مدارسا وكليات لا يسمح للأقباط بالإلتحاق بها . وعندما تحاول مجموعة من أبناء مصر المحبين لتاريخها (كل تاريخها)، وكاتب هذه السطور أحدهم ، أن يؤسسوا قسما أو كرسيا للدراسات القبطية ، فإن أبواب الجامعات المصرية توصد فى وجوههم ، بإستثناء الجامعة الأمريكية بالقاهرة التى ترحب بتأسيس هذا الكرسي . وعندما يرغب المصريون الأقباط فى إنشاء كنائس جديدة ، فإن يعانون من صعوبات لا يقدر أحد على تخيلها (بعض طلبات تأسيس كنائس جديدة ظل فى قنوات البيروقراطية الحكومية سيئة النية لأكثر من ربع قرن) ... وعندما يتم بناء كنيسة جديدة (للصلاة وعقد القران والصلاة على الأموات) ، فكثيرا ما تصل الهدية للأقباط فى شكل عدوان من متعصبين ، رافقه غلق للعيون وصم للآذان من طرف الحكومة المنوط بها حماية المواطنين لا تركهم للمتعصبين لإفتراسهم ... وكل هذا لاشيء بالمقارنة بروح التعصب والكراهية والرفض للآخر التى شاعت وذاعت فى مصر منذ أطلق أنور السادات "العفريت الأصولي" من قمقمه منذ أربعة عقود من الزمان . وخلال هذه السنة وحدها(2011) إقترف المتعصبون العديد من جرائم العدوان على أرواح وممتلكات الأقباط وحرقوا وهدموا أكثر من كنيسة ، فلم نر سلطة تتحرك للردع وردعا يكون عبرة لمتعصبين آخرين يتخيلون بقلوب وعقول مريضة أنهم يرضون الرب بالعدوان على مواطنين مصريين إتسموا دائما بالتهذيب والخلق الحسن وحسن العمل والأمانة ... ولم نر إعلاما يسلط الضوء على تلك الجرائم البشعة والدالة على توحش وبدائية وهمجية فاعليها ، كما يدل صمت السلطات إزاء إقترافها إما عن عجز أو سوء نية . إن السلطة الحاكمة اليوم فى مصر قادرة (بلا ذرة شك) أن تضبط أي إيقاع فى مصر ، وليس فقط "حماية الأقباط" من عدوان المتعصبين هادمي وحارقي الكنائس ... وهى قادرة على الإيحاء للإعلام الحكومي (المسمي بالقومي) أن يكونوا أكثر موضوعية (ولا أقول أكثر وطنية وحرفية) فلا يصفون قتلي الشرطة العسكرية بالشهداء وموتي الأقباط بالقتلي .... لقد شعرت يوم الأحد الماضي بأن روح الوطن (مصر) تهان للمرة المائة وأنا أري عربات مصفحة تدهس (فتقتل) مصريين كل جرمهم أمهم خرجوا يعترضون على قرار جائر لمحافظ لا يسمح له تكوينه بأن يكون عادلا ، ولآ أقول بأن يتحلي بالحس الثقافي والتاريخي ، فتلك قيم لم يدر بخلدنا أن يتحلي مثله بها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح مستمر بعد التصعيد العسكري في رفح: أين نذهب الآن؟


.. مخاوف من تصعيد كبير في رفح وسط تعثر مفاوضات الهدنة | #غرفة_ا




.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان | #غرفة_الأخب


.. إسرائيل تقول إن أنقرة رفعت العديد من القيود التجارية وتركيا




.. الصين وهنغاريا تقرران الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى