الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن ... ويكفي أن نقول هو المكان السليم للحوار المتمدن

مهند صلاحات

2004 / 12 / 11
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


بالحقيقة حين وصلني أكثر من مرة دعوة حول موضوع الملف القادم في الحوار المتمدن, لم أكن أعرف ماذا سأقول أو أكتب حول الحوار المتمدن,لأني خشيت أن يكون كلامي حول الحوار المتمدن ضربا من ضروب النفاق أو المبالغة الممقوتة أو رصف الكلام أو حشو كلام بلا معنى, إلا أنني وبعد أن خضت مؤخرا حوارا هادئا راقيا مع بعض الكتاب العرب من كافة المشارب الفكرية سواء الليبرالية أو الاشتراكية أو الإسلامية, ودخل الحوار عنوة أحد ممن لا يعجبهم أسلوب الحوار الحضاري, وبدا بكيل الشتائم للمتحاورين و بدأ بنعتنا بالكفر والإلحاد وما إلى ذلك من مصطلحات, أيقنت ساعتها حاجتي للحوار المتمدن لان أصيح عبر صفحاته بعيدا عن مقص الرقيب العربي, وبعيداً عن انتقاء الموضوعات التي تناسب مزاج رئيس التحرير أو هيئة التحرير.

عبر مدة ليست بالطويلة من الكتابة الصحفية مررت بها في كل مراحل الكتابة في الصحف والمجلات سواء المطبوعة أو الإلكترونية جربت كل ما هو قابل للتجربة, ولكن الواقع كفيل بأن يثبت الفروق الواضحة.
فعلى صفحات تفتح ذراعيها لك لتقول ما شت لمن شئت وضد من شئت بمنطقية وبحوار متمدن عصري استطاع الحوار المتمدن أن يكون في المقدمة.

كافة الكتاب والأدباء والمفكرين والمحللين السياسيين الذين احتضنتهم صفحات الحوار المتمدن كانوا نخبة من الكتاب يُحسد الموقع عليهم ويُحسدون على صحيفة مثل الحوار المتمدن,
مروراً برقائق كلمات الأدباء والشعراء والمفكرين الذين لا يمكنني أن اذكر أسمائهم لأني لن أكون منصفا إن قدمت أحدهم على الأخر ويكفي أن أقول جميع كتاب الحوار المتمدن كانوا النخبة.

ولكن لماذا الحوار المتمدن :

لأن الحوار المتمدن كان متنفسا للجميع, لنا ولجميع الهاربين على صفحات الشبكة هربا من مقص الرقيب ومن مراقبة المخبر السري والعلني في المقهى والشارع وحتى في الصحيفة التي نقرأها.

لأن الحوار المتمدن أتاح لنا جميعا مساحة للغضب تارة, وتارة للتعبير عن المشاعر والفرح.

لأن الحوار المتمدن وكما قلت في البداية يكفيه أنه كان حوارا متمدناً بكل ما تحمله معاني الحضارة والمدنية من معنى, وصوتا مسموعا لدى آلاف من القراء العرب الباحثين بين الصفحات عن الحقيقة.

ولأن الحوار المتمدن أتاح للجميع أن يقول ما يريد, فلم يشترط شروطا معجزة كغيره كي تصبح كاتبا فيه, ولم يحدد محورا أو مقالاً, ولم يفرض وجهة نظر, وان دل هذا على شيء فيدل على أن هذا المكان الصغير الذي اعتبره الجميع منزله الصغير ومتنفسه, حمل نفسا حراً صنعه بكد وتعب الرفيق الرائع رزجار عقراوي منطلقاً من حق الشعوب في الحرية والعدالة الاجتماعية, تلك الحرية التي ينسجها من خلال قضية عادلة بحق الكرد في أرضهم وقوميتهم وحريتهم, وإنني أنتهز هذه الفرصة من خلال الكلمات لأشدد على عدالة القضية التي يحملها الكاتب الكبير والثائر الأستاذ رزجار عقراوي وقضية شعبه العادلة التي نشترك جميعاً معه في عدالتها, كما نشترك جميعا بعدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير, وحق الشعب العراقي في حق تقرير مصيره, كذلك حق الأكراد في حق تقرير مصيرهم باعتبارهم شعب أصيل على أرضهم و أهل لقضية شرعية, وعدا عن هذا كله نضيف عبارة أن الأكراد كانوا وعبر سنين نضالهم لنيل حقهم من الدول التي تقاسمت كردستان بعد اتفاقية سايكس بيكو الرأسمالية الإمبريالية الوحشية, روادا وثوارا إلى جانب الشعوب الأخرى التي تناضل من اجل نيل حريتها واستقلالها ولا نزال نحن الشعب الفلسطيني نحمل جميل الثوار الأكراد الذين شاركوا بالحرب اللبنانية عام 1982م إلى جانب الفدائيين الفلسطينيين في بيروت والجنوب اللبناني, لنؤكد لهم مرة أخرى أننا وبرغم ما نعانيه من عنجهية الاحتلال, ربما نكون الأقرب لفهم عدالة قضيتكم باعتبارنا شركاء في المعاناة.

وعودة لما كنا فيه اختم كلماتي البسيطة بحق هذا الموقع العظيم بان أقول :
إن الحوار المتمدن وهو يطفئ شمعة ميلاده الثالثة, واكرر ميلاده ليقول لنا أن هذه الصحيفة لم تزل بالرغم من كل ما قدمته في طور المخاض لميلاد صحيفة تكبر وتكبر معها الحرية.
الحوار المتمدن ليس مجرد صحيفة إلكترونية, أو موقع لنشر الآراء فقط , بل كان مؤسسة من مؤسسات المجتمع البناءة, يسير بالمجتمعات نحو الحضارة والمدنية والتقدم بكافة الميادين, وعبر محاوره الواضحة والصريحة من محور لعلم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد والأدب والفن والسياسة وغيرها الكثير من محاوره الشاملة, مما يعني أن هذه الصحيفة صارت بالحقيقة مؤسسة مدنية راقية بفكرها وعلمها و أدبها وفنها.

واستطاع الحوار المتمدن أن يشكل مجتمعاً لمجموعة من النخبة الفكرية و الأدبية ليكون لهم البيت والمتنفس.

من يحمل فكرة يثق فيها لا يهرب ولا يهاجم بطريقة لا أخلاقية من يحاوره, وهذا ما وجدناه في الحوار المتمدن, لقد احتوى كافة المشارب الفكرية, واستطاع عبر فترة وجيزة أن يحمل ردودا ونقاشات ساخنة عبر صفحاته, وحتى انه يعطي مساحة رائعة للحوار الذي يهرب منه البعض حين يهزمون, أعطى المساحة ... مساحة الحرية المفقودة من الخليج إلى المحيط ... وكلنا يعلم حجم تلك المساحة من الحرية التي تمنحنا إياها الأنظمة العربية, فكان الحوار ملجأنا بعيدا عن العصبية والمتعصبين.

وكما تعودنا في دوائر المخابرات العربية أن غضب المحقق وارتفاع صوته يعني انك انتصرت على جلادك, فالحال شبيه فيما حدث وسيحدث مع الحوار المتمدن من حجبه من قبل دول وحكومات ومؤسسات, فعبر عن هزيمة لقوى الرجعية التي عجزت بالرد فردت بالهمجية, والتي تكره دوما سماع الحقيقة وصوت الحرية.

ومن هنا نقول : إن مبدأ صحيح ينطلق من أعماق كهف أقوى من جيش كامل.
لذلك ففكرنا الذي نحمله أقوى من أي جيش ومن أي سلاح فتاك يمكن أن يقف ضدنا لان سلاح الضعيف هو الهمجية والفوضى.
فأمريكا على سبيل المثال حين وصلت مرحلة الهزيمة في الحرب العالمية الثانية ألقت قنبلتين ذريتين على هيروشيما ونكزاكي عام 1945 دليل أنها كانت قد استنفذت كل أسلحتها وهوت باتجاه الهزيمة ولو أيقن اليابانيون هذه الحقيقة في تلك الأيام لما كنا اليوم نواجه إمبراطورية من الشر الرأسمالي, وهذا ما نريده اليوم من الحوار المتمدن أن يرفع الصوت عاليا لتهوي الأنظمة الرجعية والحركات الإرهابية أرضاً مضرجة بدمها ورجعيتها لنلعن انتصار الحرية في كل الميادين وفي كل المعارك.

دمتم ودام الحوار المتمدن

مع فائق حبي وإحترامي لصحيفة الحوار المتمدن اسماً .. وهيئة تحرير ... وللثائر الرفيق رزجار عقراوي ... ولكل كتاب وأدباء ومفكري الحوار المتمدن ... وليكون شعارنا القادم ...
الحرية أولاً ... الحرية دائماً

مهند صلاحات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام