الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة الاقليات في العالم العربي

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 10 / 11
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي


موضوع الاقليات الدينيه والعرقيه في المجتمع العربي والعالم العربي يندرج تحت قائمة المسكوت عنه ، ولفترات طويله ظلت هذه القضيه لا يسمح بالحديث عنها ونسفها من اساسها كقضيه غير قائمه .

الا انه جرى الحديث مؤخرا عن المشكله ، باعتبارها مؤامره اجنبيه ، وتحركحا اصابع اجنبيه تلبيه لمصالحها الخاصه ، دون خوض نقاش حقيقي سواء على المستوى الاجتماعي او الحكومي حول مشكلة الاقليات ، وانما فقط بالاتهام والتخويين .

وحتى في الحالات التي طرحت فيها مشاكل لها علاقة بالأقليات نفسها على الجميع بصورة مدوية وعنيفة، فإن النظام الرسمي العربي، ومعه عدد لا يستهان به من النخب الدينية والسياسية والمتنفذة، سارع إلى ترحيلها إلى أسباب وعوامل خارجية.

ونحن نرى ذلك اليوم في مشكلة الأقباط في مصر والأمازيغ في الجزائر، مثلما نراه في مناطق عربية أخرى، الأكراد في العراق وسوريا، والمسيحيين في جنوب السودان، بالإضافة إلى الأقليات الطائفية على اختلاف في الدرجات والطبيعة.

ان وجود الاقليات في العالم العربي ليست حديثه وانما هي قديمه جدا ، فالمنطقه العربيه مترامية الاطراف وتتصل بافريقيا واوروبا واسيا ، اضافه ان المنطقه العربيه تعرضت الى هجرات منذ قدم التاريخ ، وخلقت شعوب واندثرت شعوب ، وامتزجت شعوب اخرى ، اضافه لذلك ان الامبرطوريه الاسلاميه انتجت طوائف دينيه مختلفه .

ان اوروبا بعد فترة من الحروب المستمره تشكلت لديها الدوله القوميه التي صهرت الجميع في بوتقه واحده ، لكن وعكس ذلك فان الدول العربيه التي لم ترى النور الا حديثا حافظت على شكلها الفسيفسائي .

ان المشكله في العالم العربي انه يقوم على اساس من الطائفيه والقبليه والعشائريه ، سواء على مستوى أنظمة الحكم أو توزيع القوة والنفوذ داخل المجتمع، فإنه من الطبيعي أن تشعر الأقليات بالحاجة إلى حماية نفسها وتأمين مصادر قوتها الخاصة. ومن الطبيعي أن تبدأ في التفتيش عن حلول لمشكلتها، شأنها في ذلك شأن باقي أطراف المجتمع المحرومة.

وليس من الغريب ان نرى ابناء الاقليات ينخرطون في المعارضه شانهم شان بقية الاطراف المحرومه .
على العموم اعترفت معظم الدول العربيه في الوجود الاجتماعي للاقليات ، واعترفت بوجودهم التاريخي ، لكنها لم تعترف بهم سياسيا وثقافيا ، بل انتهجت الالغاء والتهميش ولم تعترف بهم مواطنين لهم نفس الحقوق والواجبات ، بل اعتبرتهم من مخلفات اقوام سابقين ، تكرّم عليهم المجتمع فحماهم ولم يتركهم نهباً للانقراض والموت .

يمكن القول إذن: إن مشكلة الأقليات لها علاقة وثيقة بمشكلة الحكم في الدول العربية وهذا أحد مظاهر وجود هذه المشكلة. وثمة مظاهر أخرى تدور حول الحقوق الثقافية والدينية، وأنه ما لم تحل الدولة العربية قضية الحكم والمواطنة، فإنه سيغدو من الصعب إيجاد حلول لمشكلة الأقليات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمة لاتستفيق حتى على أصوات القنابل ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 10 / 16 - 21:13 )
كل ما أقوله لك ياعزيزي أدم ... هو تحياتي لك والسلام ؟


2 - مشكل الأقليات
ناس حدهوم أحمد ( 2011 / 10 / 20 - 22:04 )
أضم صوتي إلى رأي الكاتبة فمشكل الأقليات في إعتقادي ليس هو إلا
مشكل ديمقراطي والدول العربية غير ديمقراطية إلا بشكل محدود ومبيت
ويوم تتغير الأنظمة أو تنتقل إلى الديمقراطية سوف ينتفى مشكل الأقليات
لتذوب في نسيج المجتمع الديمقراطي وتحقق مصالحها في سياسة
تحقق تداول السلطة وتقضي على عقلية الأعراق والعنصرية
ويصبح الناس سواسية أمام القانون الذي ينظم الحياة الإجتماعية ويمنح
الحرية للجميع بما في ذلك حرية العقيدة
لذا أرى تحليل الكاتبة للمشكل تحليلا يحمل الكثير والكثير من الصواب
والحقيقة

اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم