الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسئلة التمدن في السؤال الفلسطيني

نزيه كوثراني

2011 / 10 / 11
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي



عندما قرأت اسئلة التمدن وجدتها حائرة ومرتبكة وفيها الكثير من الالتباس .ربما لأنها صيغت برؤية سياسية غير قادرة على انتاج ادوات ومفاهيم لمقاربة الراهن في تناقضه وصراعاته وأية مهام نضالية رئيسية لآفاقه . ومن بين الاسئلة التي أود أن أتناولها بعيدا عن التحليلات السائدة وان كنت لا ادعي الصواب .انه السؤال حول الموقف الأمريكي من فلسطين .
هل يتعلق الامر بتحليل خرافي لو قلنا بان بين أمريكا وقوى الاسلام السياسي الكثير من القواسم المشتركة .انه تاريخ العنف الدموي .حيث لايمكن تناول الموقف الامريكي بمعزل عن تاريخها الحديث والمعاصر . اي تاريخ التأسيس في جذوره التاريخية كدولة شكلتها فئات من المنحرفين والمجرمين والمهمشين الذين لفظتهم أوربا باعتبارهم منبوذين .هذه العقلية والذهنية والنفسية الاجتماعية الثقافية كانت لاتتورع في استعمال أبشع الطرق الهمجية في القتل والإبادة للسكان الاصليين .مسلحين في ذلك بايديولوجية دينية كغطاء سياسي وايديولوجي لتكوين ضمير الاغتناء والتراكم كاقتصاد ربحي جشع ولا أخلاقي يؤسس لحضارة الاستهلاك والمتعة والفردانية الانانية في الدوس على الاخرين وطحنهم لتحقيق الذات وبنائها على حساب القيم الاخلاقية المتعارف عليها في حضارات شعوب العالم . وفي سبيل تبرير وتكريس وتقوية نزعة السيطرة والهيمنة الاقتصادية والسياسية استعملت كل القيم الثقافية والاجتماعية الانسانية التي كافحت شعوب الارض من اجل بنائها وتطويرها كالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ...بناء على هذه الخلفية التاريخية المؤسسة للحضارة الامريكية كتضافر بنيوي بين النزعة الانفصامية التدميرية والاستغلال الديني الاصولي المسيحي يمكننا فهم كل المواقف الامريكية في العالم ( إما معنا أو ضدنا – محور الخير ومحور الشر... ) . خاصة على مستوى فلسطين حيث المنطق نفسه في أرقى اشكال الاستيطان والتطهير والإبادة ...وكأن الأمر يتعلق في كل بؤرة تحضر فيها امريكا من فتنام الشيلي نيكارغوا والعراق وأفغانستان وفلسطين ...بنوع من عودة المكبوت الاستئصالي المقنع دينيا بمظاهر الحداثة او بتعبير أدق الوجه البئيس للحداثة . انه نفس منطق الإسلام السياسي الذي نشا وتبلور في حمام دموي سياسي شمولي قطعي . ولذلك نجد عبر التاريخ بينهما تحالفات من المجاهدين الافغان والطالبان والاخوان المسلمين وحركة النهضة التونسية ...الى جانب تحالفها الاستراتيجي أيضا مع الدول الخليجية الحاضنة ماديا للكثير من هذه الحركات الاسلامية .ففي سياق التوازنات الحالية لايمكن أن يتم حل القضية الفلسطينية إلا إذا تغيرت الكثير من المعطيات الموضوعية المتعلقة بشعوب المنطقة في اطار هذه الانتفاضات التي قد تحمل الوجه المشرق للصيرورة التاريخية في تحرر حركة التاريخ من السيطرة والهيمنة الامريكية بظهور وبناء الدولة الحديثة والمدنية ذات المؤسسات الديمقراطية القادرة على البناء والتطور والنمو والتنمية ليس الاقتصادية فقط بل والسياسية والثقافية والانسانية في تدبير الاختلاف والتنوع والتعددية كدولة قانون ومؤسسات ديمقراطية. وفي وقت كان من الممكن ان تتغير أوروبا في نظرتها ومصالحها نحو شعوب المنطقة وتعتبرها شريكا استراتيجيا للحد من نفوذ وجنون الهيمنة الامريكية في تدمير التراث الانساني من خلال التنكر لكل القيم الانسانية الكونية خدمة لفئة اقتصادية رأسمالية أصولية متشددة لإيديولوجية اله السوق بالمعنى الرأسمالي الذي يؤمن بمنطق ظلامي إما أن تسود أمريكا أو تدمر العالم . إلا انه للأسف تعيش أوربا وضعا اقتصاديا وسياسيا بقيادة نوع من الأقزام السياسيين الذين لا علاقة لهم بالتراث العلمي والثقافي الفكري والفلسفي الاجتماعي ...من عصر النهضة مرورا بالتنوير الى الحداثة . هؤلاء الأقزام الذين صنعتهم الدعاية الإعلامية التسويقية كماركة مسجلة لإدارة المرحلة مما أوقع أوربا في مستنقع الظلامية والأزمات المزمنة التي قد تتحول الى انتفاضات عارمة لتصحيح المسارات الحداثية والديمقراطية التي يمكن أن تستفيد منها شعوب المنطقة الجنوبية والشرق اوسطية ومن ضمنها القضية الفلسطينية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب