الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد ايلول

عدنان الأسمر

2011 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لقي خطاب الرئيس أبو مازن أمام الجمعية العامة ترحيب كبير, وتصفيق متكرر, وقد جاء هذا الخطاب بعد خطاب الرئيس الأميركي الذي ظهر بصفة سفير إسرائيل في الأمم المتحدة .إلا أن ذلك الخطاب لم يحتوي على أي جديد استراتيجيا, أو سياسيا , وإنما أكد على المواقف التقليدية للسلطة والمتعارف عليها ,علما أن تجربة السلطة وأسلو وعمرها 18 عاما اسقط خيار التفاوض ,والرهان على الموقف الأمريكي ولم ينجح سوى خيار التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني, ومنحه الوقت الكافي لاستكمال سياسات الاستيطان, والتهويد وبهذه المناسبة لا بد من التأكيد على الاستحقاقات التالية وخاصة بعد استحقاق أيلول :

*- اعتراف الأمم المتحدة بالدولة ضروريا, ولازم حيث تصبح احد أشخاص القانون الدولي العام أما في الحالة الفلسطينية, فالدولة وهم هي في ظل احتلال, ولا تملك أي من مقومات السيادة على الأرض ,أو الثروات الطبيعية ,أو الحدود البرية والبحرية والجوية ,ولا تتمكن من بناء جيش وطني, أو فرض قوانينها على بنيتها المكانية, وهي دولة تقام في ظل قوانين الاحتلال العسكرية,وانتشار المستوطنات التي لم تبقي للدولة القادمة إلا 12% من مساحة فلسطين التاريخية. فبعد أيلول توسعت سلطات الاحتلال في بناء المساكن الاستيطانية ,والاستمرار في اجتياح المدن, والبلدات الفلسطينية, وعدم الاستجابة لمطالب الأسرى في سجون الاحتلال, وفرض عليهم العقوبات الجماعية ,مما دفعهم للإضراب المفتوح عن الطعام .
إلا أن قبول فلسطين عضوا دائما يحقق لها انجازا هاما,وهو عضوية المنظمات الدولية وخير دليل على ذلك التقدم لعضوية منظمة اليونسكو حيث حصلت فلسطين على 40 صواتا من 58 كما يمكنها التعامل بندية في مجال العلاقات الدولية والاتفاقيات والمعاهدات
*-النشاط الدبلوماسي بما في ذلك عرض المسألة على الأمم المتحدة ضروريا, ومفيد بهدف إبقاء القضية الفلسطينية حية ,وحاضرة أمام الرأي العام, وإشغال مساحة في البث الإعلامي .إلا أن هذه الخطوة يجب ألا تحظى بوهم الأولوية ,والجوهرية وكأنها ذروة النشاط السياسي, والدبلوماسي,بل يجب وضعها في حجمها الطبيعي الذي لا يتعدى إشغال الوقت,ومشاكسة الصهاينة .فالإدارة الأمريكية عازمة على ممارسة الفيتو حماية للكيان الصهيوني و ويجب أن يتواصل النشاط الإعلاميو والدبلوماسي لكسب التأييد العالمي للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني ,وقضية شعب لاجئ مشرد نتيجة احتلال أراضيه بالقوى العسكرية والتمسك بقرارات الشرعية الدولية التي تكفل حقوق شعبنا المشروعة .
*- الأولى بالقيادة الفلسطينية أن تستكمل تطبيق بنود اتفاق المصالحة الوطنية مع حركة حماس, والتوقف عن المماطلة,والتردد والاستجابة للضغوطات الصهيونية, وعدم استبدال الانقسام بالاقتسام وضرورة الاحتماء بكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني والشخصيات الوطنية المستقلة والحركة الثقافية والفكرية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني,فبدون عوامل قوى ذاتية فاعلة لن يكون بمقدور القيادة الفلسطينية ممارسة الضغوطات ,أو كسب التأييد العربي والدولي المأمول به, وذلك من خلال تبني خيارا أخرا وهو إستراتيجية المقاومة الشعبية, والتصدي لسلطات الاحتلال وبدون ذلك لن يحقق التفاوض شيئا ولو استمر 500 سنة ضوئية.
*-لا بد من الإسراع في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ,وإعادة تشكيل المنظمات, والاتحادات التابعة لها. فكافة هيئات منظمة التحرير الفلسطينية وفق نظامها الداخلي فاقدة للشرعية, فالمجلس الوطني لم ينعقد منذ 20عاما وبالتالي يعتبر المجلس نفسه ,واللجنة التنفيذية, والمجلس المركزي ,وكافة الهيئات الأخرى غير شرعية بما في ذلك ما سمي باجتماع المجلس الوطني في غزة في شهر كانون أول 1998, بحضور الرئيس الأميركي كلينتون حيث عدل الميثاق الوطني الفلسطيني ,فهو باطل بطلان مطلقا وغير شرعي فيجب الحفاظ على تمثيل منظمة التحرير إلى أن يحقق المشروع الوطني الفلسطيني أهدافه التاريخية, ويجب تفعيل الأنشطة المتعددة الخاصة بالتمسك بحق العودة ورفض التوطين أو الوطن البديل والتصدي للتهجير ألقصري أو الاختياري هذه استحقاقات ما بعد أيلول التي يجب أن تحظى بإجماع الوطن الفلسطيني ويجب التوقف عن الرهان الخاسر والأوهام الزائفة على الدور الأمريكي والضمانات الأمريكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس صيانة الدستور في إيران يوافق على 6 مرشحين للرئاسة


.. عقب استقالة بني غانتس.. بن غفير يطالب نتنياهو بالانضمام إلى




.. غسان أبو ستة: لو أردت أن تمحو شعبا امحي تعليمه


.. يديعوت أحرونوت: عملية النصيرات ستقللُ بشكل كبير من فرصة إنقا




.. مجهول يعتدي على السفارة الأميركية في سيدني والشرطة تحقق