الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة القائد الوطني الفلسطيني أحمد سعدات في خطر

عليان عليان

2011 / 10 / 11
القضية الفلسطينية



حياة القائد الوطني، أمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات في خطر، وفق ما جاء في بيان صدر قبل أيام عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، وهذا البيان لا بد أن يؤخذ على محمل الجد ارتباطاً بمجمل عوامل أهمها أن سعدات مستهدف جسدياً ومعنوياً على وجه الخصوص- دون أن يعني ذلك أن بقية الأسرى غير مستهدفين-.
فالتقارير الواردة من سجن نفحة، ووفق شهادة المحامي محمود حسان تقول أن سعدات ورفيقه الشيخ جمال أبو الهيجا يتمتعان بمعنويات عالية جداً، رغم حالة الإعياء البادية عليهما مشيراً إلى ان كلاً منهما فقد ما يزيد عن خمس كيلو غرامات من وزنه، وأن سلطات السجون سحبت منهما الملح وصادرت الأدوات الكهربائية ولم يبق في الزنزانة التي تجمعهما سوى فرشة واحدة وبطانية واحدة ، فيما يستمر حرمانهم من الصحف والفضائيات ،وفرضت على القائد أحمد سعدات غرامة مالية جديدة ومنعت عنه زيارات الأهل، بعد أن فشلت ثلاث محاولات من قادة مصلحة السجون لوقف إضرابه المفتوح عن الطعام .
لقد أعلن سعدات ورفاقه الأسرى من الجبهة الشعبية إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ السابع والعشرين من شهر سبتمبر أيلول الماضي لتحقيق المطالب التسعة- التي في حال تحققها- تضمن لكافة الأسرى الفلسطينيين، جزءاً من حقوقهم كأسرى حرب.
ومن المؤمل أن يشكل هذا الإضراب - الذي بدأ ينتقل إلى كافة السجون والمعتقلات - محطة نوعية واعدة في نضالات الحركة الوطنية الأسيرة ، لتفرض على العدو بقوة الصمود والتحدي وبقوة الأمعاء الخاوية تنفيذ العديد من الالتزامات التي نصت عليها اتفاقات جنيف بشأن حقوق الأسرى والمعتقلين في ظل الاحتلال هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن حجم الحراك الجماهيري المرافق لإضراب الأسرى في الضفة الغربية والقطاع إن على شكل اعتصامات مفتوحة أو إضرابات موازية عن الطعام أو مسيرات لمقرات الصليب الأحمر أو إضرابات في كافة المدن الفلسطينية، سيشكل رافعة للحراك الشعبي في عموم الأراضي المحتلة، ورافعة للقضية الفلسطينية التي جرى تمييعها عبر المفاوضات العبثية، وقد يشكل رافعة لانتفاضة جديدة في حال نفذ الأسرى الفلسطينيون تهديدهم بإنجاز العصيان الشامل داخل سجون الاحتلال، بحيث نصبح أمام مفارقة نوعية عنوانها: الأسرى يشعلون الانتفاضة الثالثة، ويدشنون الربيع الفلسطيني بإرادتهم الصلبة وقوة عقيدتهم وبعزيمتهم التي لا تلين.
لقد أعلن سعدات ورفيقه الصلب الشيخ جمال أبو الهيجا من زنزانتهم الإنفرادية، في سجن نفحة الصحراوي بأنهما ماضيان مع رفاقهم وإخوانهم في الإضراب المفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطالب الحركة الأسيرة، بوقف العزل الانفرادي وصيانة مكاسبها وحقوقها المشروعة.
لقد حاول العدو يائساً ضرب النواة الصلبة للإضراب عبر عزل العشرات من أسرى الجبهة الشعبية عن بقية أسرى المقاومة لكن هذا الإجراء ثبت فشلة بعد أن انتقل الإضراب لكافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وبعد أن توحد الأسرى من مختلف الفصائل الوطنية والإسلامية، على المطالب التسعة وهددوا جميعاً بتنفيذ العصيان الشامل إذا لم ترضخ إدارة السجون الصهيونية لمطالبهم.
وبخصوص استهداف القائد الوطني أحمد سعدات يجب الإشارة إلى ما يلي:
أولاً: أن هنالك مخططاً إسرائيلياً يستهدفه صحياً ومعنوياً من خلال الاستمرار في تجديد قرار العزل الانفرادي في محاولة بائسة ويائسة من العدو الصهيوني، لكسر إرادة الصمود عنده وتحطيم معنوياته من أجل الإجهاز على الحالة الرمزية التي يمثلها سعدات، في عقول وقلوب الشعب الفلسطيني كقائد وطني وحدوي مقاوم، رافض للحلول التصفوية الإستسلامية للقضية الفلسطينية، وبالتالي خلق حالة من الإحباط لدى الشعب الفلسطيني حيال قياداته الوطنية.
لقد فشل الاحتلال مجدداً في النيل من إرادته ومعنوياته فسعدات الذي سبق وأن أعتقل أكثر من عشرين مرة ،والذي هزم الاحتلال في كافة معاركه، سواء في أقبية التحقيق أو في السجون ودوخه في القدرة الهائلة على التنظيم، والقدرة على الحركة والتخفي قادر على هزيمة العزل الانفرادي وتحويله إلى حافز لمزيد من الصمود والتحدي لسياسات الاحتلال وقادر على قيادة انتفاضة السجون، لتحقيق مطالب الحركة الأسيرة .
ثانياً: واستهدافه على وجه الخصوص جاء لعدة اعتبارات أبرزها:
= لأنه شكل مع رفاقه وأخوته الأسرى من فصائل المقاومة حال متقدمة في التصدي للجلاد الصهيوني بعد ان جعلوا من المعتقلات والزنازين الانفرادية، متاريس حقيقية للمواجهة مع العدو الصهيوني.
= لأنه لعب ولا يزال يلعب دوراً قيادياً متقدما في تطوير الفعل المقاوم للحركة الوطنية الأسيرة لاسترداد المكتسبات والإنجازات التي حققتها عبر انتفاضاتها وإضراباتها في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وفي إضراب عام 1992 والتي بدأ العدو الصهيوني بالانقضاض عليها منذ توقيع اتفاقات أوسلو المشؤومة عام 1993.
= لأنه يزداد شموخاً في موقفه السياسي الجذري الذي لا يساوم ولا يكل ولا يمل، وهو بذلك يستند إلى تجربة طويلة من الاعتقال قبل اعتقاله عام 2003.
وتحضرني في محطة الإضراب الراهن المقولة التي أطلقها الأسير الأردني المحرر سلطان العجلوني في وصفه للقائد سعدات إبان معايشته له في سجون الإحتلال الإسرائيلي " سعدات مبدأ يمشي على الأرض".
وتحضرني في محطة الإضراب الراهنة أيضاً مرافعته المطولة في الثامن عشر من كانون ثاني 2007 عندما رفض الوقوف لهيئة المحكمة الصهيونية في سجن عوفر مجدداً عدم اعترافه بشرعية المحاكمة، ومؤكداً على شرعية المقاومة حتى اجتثاث الاحتلال.
وحين قال في رده على لائحة الاتهام بشأن دوره في اتخاذ القرار باغتيال الوزير الصهيوني رحبعام زئيفي، رداً على اغتيال القائد الوطني البارز أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:" أفتخر بكوني مناضلاً من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال الوطني والعودة للاجئي شعبنا...وإنني أمتلك الإرادة المستمدة من عدالة قضيتنا وعزيمة شعبنا لرفض أي دور في هذه المحكمة- المسرحية، والحفاظ على توازن منطقي منسجم مع تصميمي على مقاومة احتلالكم إلى جانب أبناء شعبنا مهما ضيقتم مساحة الحركة المتاحة لي كأسير حرية".
إن التضامن مع إضراب مناضلي الحركة الأسيرة ومع قياداتها الفذة أمثال مروان البرغوثي وجمال أبو الهيجا وأحمد سعدات وعبدالله البرغوثي، يقتضي من جماهير الشعب الفلسطيني وبخاصة في الشتات ما يلي:
أولاً: أن توازي إضراب الأسرى باعتصامات وبإضرابات مستمرة عن الطعام، أمام مقرات الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة.
وثانياً: وأن تعمل على تظهير إضراب الأسرى في وسائل الإعلام العربية والدولية، التي لم تغط الإضراب جراء انشغالها فقط بأحداث الثورات العربية.
ثالثاً: ويستدعي منها أن تضغط على فصائل المقاومة أن تضع قضية الأسرى على جدول أعمالها اليومي، وأن تعيد الاعتبار للمقاومة بكافة أشكالها مع العدو لصهيوني.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر عسكري: إسرائيل تستعد لتوسيع العملية البرية جنوب لبنان


.. لماذا يحتكر حزبان فقط السلطة في أمريكا؟




.. غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت والجيش الإسرائيلي يطلب إخلا


.. معلومات جديدة عن استهداف إسرائيل لهاشم صفي الدين




.. الحرب على لبنان | لقاء مع محمد على الحسيني