الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخاب تحت الحراب وبدون خطاب

احمد مصارع

2004 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ما الذي تعنيه الانتخابات , وهل يصلح الندى , و وبحار السراب المتماوجة لري الصحاري القاحلة , والتي تحلم بالمطر الغزير , لموسم اخضرار لم نعرفه قط ومنذ حدوث التغيرات الايكولوجية , في بيئتنا المضطهدة منذ البدء , الجفاف والقحط من الظلم والحيف , وسوء الكيل , وانتهاز الغفلة , عن طريق تنامي ما يسمى بالمهارة والشطارة , وسيادة شريعة الأقوى , وأحيانا الى درجة التوهم بإمكانية الشطط , بالقول بدون حياء :
أنا ربكم الأعلى .....
الشرق الأوسط الصغير سيشهد قبل نهاية العام الجديد , مهرجانات انتخابية ,ألا فلتحيا الانتخابات .....
يتساءلون لماذا الكتابة الشعورية والقلبية , في حين يستطيع العقل فعلها بأقل التكاليف , ولكن مع الزيف ..
هل يمكن لنا إجراء انتخابات تحت ظل الحراب ؟ وما الداعي لها إذا كان المطلوب بدء عهد جديد , وتحت غاية الشرق الأوسط الكبير , في فلسطين وفي العراق .
لقد اعتقد الغرب ولا يزال يمارس نفس العقلية المستهترة بقدرات الشرق الأوسط الكبير , وعلى طريقة أحدهم :
لا يوجد أدنى دليل على أن حضارة الشرق قدمت ولو مثقال ذرة واحدة , لتقدم الحضارة .
لم تكن في العراق حضارة , في قرن من القرون , والدنيا مجرد فراغ , ومجالات حيوية للسيطرة والتوسع , والنفط ليس مقدسا , وهو وسيلة لغاية واحدة هي : استمرار دوران مكائن الاحتراق الآلي .
النفط ليس عظاما بشرية ,ولا تحللا لكائنات حية , وكل شيء ممكن ؟
مشهد الطبيب البابلي وفضحه أمر سري للغاية , يثير التساؤل والتسآل ,
أيها المريض ؟ هل منعت جائعا من الطعام ؟
هل رأيت إنسانا عاريا ولم تقم باكسائه ؟
هل طردت متسولا ولم تتصدق عليه بما تستطيع ؟
مجموعة الأملاح التي اكتشفها الطبيب البابلي من الجائز لها أن تكون علاجا ضد السرطان وضد الإيدز وضد الايبولا , من يدري ؟ وكلنا يعترف بحلول أللعنة على الإنسان , إذا أجاز أكل لحم أخيه الإنسان ....
ألا نستحق من تلك القوى الراعية في إجراء انتخابات نمطية على غرار انتخاباتهم بعض الوقت الكافي , لنفهم من نحن والى أين ؟
وهل بصلح التلفيق أسلوبا للتوفيق؟ وهل الانتخابات مجرد واجب ؟
القول الشعبي المأثور : عليهم عليهم , معاهم معاهم ...
دعونا نفكر حقا , دعونا نختار بروية , دعونا نرتاح قليلا من آلام الميلاد القيصري , وتحت سكين جراح هو أقرب ما يكون الى الجزار منه الى الطبيب الجراح .
لا أحد منا سيتوهم بميلاد جديد , بمثل هذه الطريقة الدراماتيكية المستعجلة .
ثمة أفق جديد , رغم الموت الفظيع , ورغم قصف أسلحة الموت من الحراب والحديد ...
الزمن فيما بيننا ليس واحدا , ونحن لسنا سوى الجسد الذي يستهزؤا من التجارب المختبر ية الغريبة !
نعم للحياة , ونعم للتكنولوجيا المدججة بالسلاح , إذا كانت تدعوا لحياة أفضل للجنس البشري .
من نحن ؟ ومن نكون ؟ أسئلة كان ينبغي التحقق منها قبل فتح ملفاتنا الوعرة.
لقد قال هوغو جافيز سلام عليكم , ولسنا جمهور الحجاج , ولذلك يمكن لنا بمحض إرادتنا الرد عليه :
وعليكم السلام ...
أنت رئيس العراق وأنت رئيس فلسطين , وانتخب أيها الناخب !!
تصور الشرق الأوسط مجرد صحارى , هو أمر سهل للغاية , والعلاقة بين العربي والمسلم والعلماني والشيوعي والحر والفلسفي والوجودي والتاريخي والمعاصر سيكون في نهاية الأمر أكبر من أن يتلخص في سطور , وفي بضعة شهور ...
من أجل عالم أفضل , لابد من التضحيات الحقيقية , ولابد من ترك المنطقة تقرر بنفسها ما تريد .
لابد لنا من الشرح الكثير , من أجل فهم قليل ...
أو توقعوا منا المزيد من البأس , وبالتالي المزيد من الاستشهاد , وانه إذا كان الإنسان لا يحيا بالخبز وحده , كذلك فانه لا حياة بدون خبز .
الحزب الشيوعي العمالي العراقي اكتشف بسهولة تامة أحدى غايات الانتخابات المستعجلة , وهي محاولة فرض : دولة رجعية دينية وقومية وعشائرية , ولتكون ذيلا لأمريكا .
الاجترار ليس صفة آدمية , والمسألة الفلسطينية , ليست ضعفا عربيا أو إسلاميا , بل عار على المجتمع الدولي , الذي لن يبرأ ساحته اصطناع روح الغفلة , وما بعد عرفات ليس نزهة , لأن عرفات لم يكن في يوم من الأيام شيئا لولا كونه تحصيلا حاصلا لنضالات الشعب الفلسطيني .

.جورج بوش أو القيصر الجديد يريد استقبال نتائج المخاض , مخاض الشرق الأوسط الكبير , وهو يتدفأ مقابل المدخنة الحطبية المألوفة من غابات الأشجار, تلك الغابات التي تضررت كثيرا من الحرائق التي سببتها القوة النارية لجيوشه التي أحرقت الأخضر واليابس , وها هو ينتظر من يحمل له الأنباء عن نجاح خطته عبر الانتخابات , في برمجة مخ شرق أوسطي يتحرك بالروبوت كنترول , وسيسجل في دفتر غينيس رقما قياسيا وفي عدة شهور .!!
المستفيد الأول والأخير من انتخابات تجري وتحت الحراب , وبدون فرصة كافية لإتمام الخطاب , فهل تريد الإمبريالية الجديدة الإثبات من جديد , بأن الشرق مستباح لمن يمتلك الأسياف , وعود على بدء, ...!!!
احمد مصارع
الرقه -2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #