الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادريس البصري هل ماضيه يلاحقه أم هو الذي يلاحق ماضيه

حميد الهاشمي الجزولي

2004 / 12 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



1- تمهيد :

لم يفتأ وزير الداخلية السابق بكل الحكومات المغربية منذ 1976 ، يطل برأسه دون حياء أو حشمة ليقض مضجع الذين عانوا طويلا من ممارساته القمعية البشعة خلال أكثر من 40 سنة ، منذ أن كان ضابط استعلامات إلى أن صار وزيرا دائما وصارت وزارته تنعت بأم الوزارات .
وقد فتحت له بعض الصحف "المستقلة" الباب واسعا ليصول ويجول وهو يحلل ويحذر وينصح ، ولم يفهم بعد أن مرحلته وزمانه وطريقته وأسلوبه تجاوزته الأحداث ، وأنه جزء من ماض يطالب المغاربة بالكشف عن حقيقته ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شابته.
بل إن وزير الداخلية الأسبق يحاول أن يفسر التاريخ بغير حقيقته ، بل يحاول أن يلعب دور الضحية معتقدا أن المغاربة بدون ذاكرة.

إن الأوضاع المزرية التي يعيشها المغرب على كل المستويات هي نتاج سياسات استبدادية لا يخطئها العقل السليم ،وهذه السياسات الاستبدادية شكل الوزير المخلوع حلقتها المركزية في التنفيذ على الخصوص:

2- بعض من منجزات عهد وزير الداخلية السابق:

إن وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري، هي التي منعت العديد من المناضلات والمناضلين من التوفر على جوازات للسفر لمدة تفوق الثلاثين سنة بعد أن غادروا المعتقلات ،فبقوا معتقلين داخل سجن كبير كان يحصي أنفاسه عملاء رسميون وغير رسميين لوزارة إدريس البصري.

إن وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري ، هي التي خططت لما عرفه التعليم من انحطاط بعد منع تدريس الفلسفة والعلوم الاجتماعية وتوجيه التكوين وجهة الفكر الظلامي المغرق في الرجعية مما أنتج معوقين فكريين تعاني وستعاني من إعاقتهم أية محاولة للانتقال نحو الديموقراطية الحقيقية .

إن وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري ، هي التي سلمت الحرم الجامعي للجماعات الظلامية بعد أن فشلت بعد المؤتمر السابع عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب من حظره العملي ،فسلطت قواتها القمعية وأجهزت بالاعتقالات والتعذيب على أنوية المنظمة الطلابية من كل الاتجاهات اليسارية المناضلة من القاعديين ورفاق الشهداء .

إن وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري، هي التي أنتجت العميد المشهور "مصطفى ثابت" ، وطريقته في العمل والتي تتلخص في إسقاط الضحايا من السياسيين في شباكه عبر تصويرهم في أوضاع غير لائقة ، والضغط عليهم لتنفيذ الأوامر والتعليمات وخدمة مصالح اللوبي المسيطر على وزارة الداخلية.


إن وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري، هي التي زورت وبشكل مكشوف ويندى له الجبين ، لكل الانتخابات والاستفتاءات التي عرفها المغرب في عهده ،وتحولت العمليات الانتخابية إلى وسيلة وأداة فساد وإفساد بدل أن تفتح أفق تحول ديموقراطي في البلاد.

إن وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري، هي التي جعلت القضاء المغربي يتحول إلى بؤرة للفساد والرشوة والمحسوبية بواسطة التعليمات وجعلت استقلال القضاء من مستحيلات التحقيق إلى مدى منظور .

إن وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري، هي التي جعلت الإعلام السمعي-البصري ، ينتج تجربة مغربية فريدة في الرداءة والتعتيم والتضليل ، بل إننا نعتقد أنها التجربة الوحيدة التي جمع فيها نفس الوزير: الداخلية والإعلام في نفس الآن.

وبإمكاننا الاستمرار إلى ما لا نهاية في سرد هذه "المنجزات العظيمة" التي يتفاخر بها بدون حياء للأسف.

3- عود على بدء :

الحركات والخرجات الإعلامية وظهور وزير الداخلية المخلوع على قناة "العربية" يؤكد مسألة ثابتة في الأنظمة الاستبدادية وهي أن المستبدين لا يستطيعون مغادرة الكرسي السلطوي إلا نحو القبر، فهو لم يصدق بعد أنه لم يعد وزيرا للداخلية ، أو لا زال يتمنى أن يعود إلى موقعه أو ما شابه على الأقل.
لكن ضحاياه يريدون عودته أمام محكمة عادلة ، تتوفر فيها كل شروط المحاكمة العادلة ، ليحاسب بعد الكشف عن الحقيقة ، على ما اقترفه في حق الشعب المغربي من انتهاكات جسيمة يمكن تصنيفها في عداد الجرائم ضد الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح