الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار المثلث السني

اكرم بوتاني

2011 / 10 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



( إذا لـم يـكن في إسـتطاعـتنا تمـييز أصح الآراء ، فـإن الواجـب علـينا إتّباع اكـثرها رجحانا )
(ديكارت)
من المؤكد بأن الأتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية تخص مستقبل العراق والعراقيين ، فكان من الأولى والأصح ان يكون للعراقيين كلمة الحسم في بقاء تلك القوات او رحيلها ، من خلال إستفتاء شعبي واسع يشارك فيه المواطن العراقي لتقرير مصيره ومصير بلده ، وهذا مايحصل في الدول الدستورية التي تحترم مواطنيها ، لكن الجمهورية الاسلامية فرضت اجندتها ليحسم امر الإتفاقية الأمنية في قم وطهران ، ولم يأتي الحسم من المنطقة الخضراء كما يتباهى بذلك السيد نوري المالكي وبعض مؤيديه ، أمّا الشخص الوحيد الذي إستطاع ان يبدي رأيه وبكل صراحة وبقدر كبير من الشجاعة والإستقلالية مطالبا بتمديد الإتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية هو رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني .
ليس خافيا على احد ما أعلنته إيران مرارا وتكرارا وعلى لسان الكثير من قادتها بانها ستملأ الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية في العراق ، هذا يعني ان إيران لا تحسب حسابا للعراقيين ، وهو بالتأكيد قول صحيح بدليل ان الحكومة العراقية الحالية وما سبقها من حكومات لم تتشكل إلا بموافقة إيرانية مسبقة ، والإتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لم تمدد بسبب خوف وجبن بعض الشخصيات السياسية الشيعية من غضب رجال الدين في إيران ، رغم ان اؤلائك الساسة من اكثر المنتفعين من بقاء القوات الأمريكية في العراق ويرغبون ببقاء تلك القوات ، بإستثناء كتلة الصدر التي تنادي بخروج القوات الأمريكية لتنفذ مخططاتها في السيطرة على العراق ، وهذا ما سيحدث فعلا حسب مانراه ، حيث ان إيران قد رتبت أمورها ترتيبا جيدا لربط العراق بنظام ولاية الفقيه في إيران ، من خلال شخصية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تلك الشخصية التي يجب ان نحسب لها حسابا دقيقا ، وليس من شك بأن الرجل قد اصيب بجنون العظمة و جنونه ذلك سيجر البلد الى حرب أهلية مدمرة والخاسر الوحيد من تلك الحرب ستكون الطائفة السنّية في العراق ، وليس مستبعدا ان يمتد لهيب الحرب الى إقليم كوردستان ، فالرجل قد تم وعده بزعامة العراق من قبل أسياده في قم وطهران ، والمصيبة التي تشغلنا كثيرا والتي لاتفارق مخيلتنا هو ان الطائفة السنّية تتحاشى ان تتفهم النوايا الإيرانية في دعم الصدر وتياره ، رغم انها تدرك تماما المخطط الإيراني الساعي للسيطرة على المنطقة الإقليمية من خلال سيطرتها على العراق ، حيث يتصور البعض من الذين فرضوا انفسهم على الطائفة السنّية بأنه من السهل على السنّة إستعادة سيطرتهم على العراق في حال خروج القوات الأمريكية من البلد ، وهذه تصورات خاطئة وغير محسوبة حسابا دقيقا ، فالغالبية الشيعية لن تسمح اطلاقا بعودة السيطرة السنّية وإستلام السلطة من جديد ولا شك بأنهم محقّون في ذلك لكثرة ما عانوه من ظلم وإستبداد على يد الحكومات السنّية المتعاقبة وعبر قرون طويلة ، وعلى السنّة العراقيين ان يدركوا ويتفهموا خطورة ما ستؤول اليها الأحداث فيما بعد خروج القوات الأمريكية من العراق ، وان يعجّلوا في توحيد صفوفهم والإسراع في المطالبة بإقليم فيدرالي على غرار إقليم كوردستان وهو حق دستوري مشروع وقد يكون الإقليم السنّي نهاية للأوهام التي لاتفارق مخيلة زعيم التيارالصدري في حكم العراق ، ومن ثم ربطه بولاية الفقيه في ايران ، ولينظر سنّة العراق الى اخوتهم من عرب الاحواز والظلم الذي يعانوه تحت ظل ولاية الفقيه ، او لينظروا الى البلوش كيف يعيشون ، ناهيك عن معاناة الكورد والاذريين ، فولاية الفقيه هي ولاية الظلم والتعسف والإستبداد وهي ولاية دكتاتورية رجال الدين ، واذا ما رضي سنّة العراق بنظام ولاية الفقيه فهذا يعني انهيار االمثلث السنّي ومن غير المستبعد تغيير ديموغرافية المنطقة السنّية من قبل مقتدى الصدر وأزلامه كما فعلت االأنظمة العراقية المتعاقبة مع المناطق الكوردية ، فالمطلوب من السنّة ان يصحوا من غفوتهم وسباتهم ، وان يبتعدوا عن الشعارات الوطنية الفارغة فاذا كان الصدر يدغدغ عواطفهم بمعسول الكلام عن الوطنية فهو يخطط للسيطرة عليهم وعلى العراق برمّته وبمساعدة اسياده في قم وطهران ، واذا كنا قد ابتعدنا عن تنبيه الكورد العراقيين من خطورة التيارالصدري وزعيمه ، هذا لأن الكورد يتمتعون بإقليم آمن ومستقر وسيدافعون عن إقليمهم دفاعا مستميتا اذا ما فكر الصدر بالسيطرة عليهم ، فلماذا لايفكر العرب السنّة باقليم يسهر ابنائه على أمنه واستقراره كما يفعل ابناء الكورد ، وليكن لإخوتنا الشيعة احلامهم بولاية الفقيه كما يريدون ، وليجعلوا من السيد مقتدى الصدر زعيمهم الأوحد ان كان الرجل مناسبا لقيادتهم فأهل مكّة أدرى بشعابها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا تريدون
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 10 / 11 - 19:41 )
اذاكان الانسحاب مطلب ايرانى تنفذه حكومه مرتبطه بايران لكونها حكومه شيعيه فاذا كانت الحكومه سنيه هل ترحب بالاحتلال الامريكى0اخى العزيز الاحتلال الامريكى امر واقع توحيد الجهود العراقيه لطرده لا في المجال الععسكرى بل فى المجال الاقتصادى والثقافى والسياسى افضل من تجزئة الجهود وتوجيه الانضار لعدو حتى ان كان موجودا فهو اقل خطرا وللعراقيين القدره على طرده0لتكن دعوتكم للتوحد بدل العزف على وتر الطائفيه والاقاليم والحاق كل الشيعه بايران وكئنهم تبع لها 0ماذا تريدون ان طالبو بخروج الامريكان هم عملاء الى ايران وان طالبو ببقاء الامريكان هم عملاء الى امريكا 0ماذا تريدون00000


2 - صناديق الانتخابات
كنعــان شـــماس ( 2011 / 10 / 11 - 22:21 )
تحية على صراحتك يا اخ اكرم اكبر حزب في العراق لوحده لايملك اكثر من 40 مقعد في برلمان من 325 مقعد يعني اكثرية العراقيين لايحبون ولا حزب لوحده والواقع الاحزاب الشيعية والسنية احزاب مفلسة ماديا وفكريا لولا تمويل ايران والسعودية وهذه كارثــــة وطنية يعني احزاب خائنة تمويلها من دول اجنبية وافضل الحلول هو تقسيم العراق الى اقاليم ومحافظات وبلدات شبه مستقلة ترتبط بحكومة مركزية شكلية وان يبقى تحت الوصاية الامريكية لعشرة او عشرين سنة قادمة فقد تتطور تلك الاقاليم والبلديات وتماثل اقليم كردســــــتان العلماني المزدهر والقوي المستقر وبالطبع لايوجد دولة يحكمها عقلاء تتحارش بدولة او عشيرة تحت الحماية الامريكية


3 - ما هذا الهراء ؟
سعد السعيدي ( 2011 / 10 / 12 - 10:51 )
من اين اتيت يا ترى بمقولة.... فالغالبية الشيعية لن تسمح اطلاقا بعودة السيطرة السنّية وإستلام السلطة من جديد ولا شك بأنهم محقّون في ذلك لكثرة ما عانوه من ظلم وإستبداد على يد الحكومات السنّية المتعاقبة وعبر قرون طويلة... ؟؟

انك اما صدقت هذه المقولة او انك احد مروجيها. وفي الحالتين اقول لك لا يوجد البتة من بين شيعة العراق من يفكر بهذه الطريقة المضحكة. ولو كان الامر كذلك , لكان تاريخ العراق كله سلسلة متواصلة من الفتن الطائفية الدموية على غرار ما حدث في لبنان وافغانستان وباكستان. لكننا لم نر ذلك ولا نراه الآن. فرجاء اعتقنا إذن من هذه الترهات الفارغة.
لم تكن المشكلة في العراق طائفية في كل تاريخه ولم تصل هذه المسألة الى المستوى السياسي ابدآ. واتحداك ان تأتيني بمثال واحد في العراق يؤكد ما تدعيه.
كذلك لم تكن هناك حكومات سنية تضطهد شعب شيعي , بل حكومات مجرمة تضطهد كل الشعب وخصوصآ من يقف ضدها وتنكل به اشد التنكيل. اما هذه المقولة المثيرة للغثيان التي رددتها انت بمقالتك فهي فذلكة ابتدعتها احزاب الاسلام السياسي ومن لف لفهم لخداع الناس والاستيلاء على الحكم. لا اكثر ولا اقل.
اما الدكتاتوريات


4 - ما هذا الهراء ؟
سعد السعيدي ( 2011 / 10 / 12 - 10:55 )
تكملة تعليقي...

اما الدكتاتوريات ـ وهي انظمة الاستبداد والقمع والفساد ـ , فليست بحاجة لان تكون دينية كي تكون مستبدة. امامك امثلة تعج بها الكرة الارضية من امثال هؤلاء.

اما مشاكل العراق الحالية فهي نتاج ضعفه نتيجة انهيار دولته ووقوعه تحت طائل نظريات التفرقة والافكار الغييية.


5 - اقتراح جميل اخي العزيز
محمد ابو أري ( 2011 / 10 / 18 - 10:13 )
مطالبة اخواننا السنة باقليم فيدرالي والتمتع بالديمقراطية بكل معانيها كما هو الحال في اقليم كوردستان الحبيبة , وحسب ما اقترحه الاستاذ اكرم بوتاني لعرب السنة الاسراع بتوحيد صفوفهم والمطالبة بالحقوق الفيدرالية انه اقتراح جميل وفي محله تماما. اضيف صوتي على صوت الاستاذ واطلب من اخواننا الشيعة ايضا دراسة المقترح .لذلك يكون العراق مكون من ثلاثة اقاليم يسهل السيطرة على حل المشاكل واستمرار الحياة بصورة افضل ومتماسك من كافة النواحي.


6 - اقتراح جميل اخي العزيز
محمد ابو أري ( 2011 / 10 / 18 - 10:14 )
مطالبة اخواننا السنة باقليم فيدرالي والتمتع بالديمقراطية بكل معانيها كما هو الحال في اقليم كوردستان الحبيبة , وحسب ما اقترحه الاستاذ اكرم بوتاني لعرب السنة الاسراع بتوحيد صفوفهم والمطالبة بالحقوق الفيدرالية انه اقتراح جميل وفي محله تماما. اضيف صوتي على صوت الاستاذ واطلب من اخواننا الشيعة ايضا دراسة المقترح .لذلك يكون العراق مكون من ثلاثة اقاليم يسهل السيطرة على حل المشاكل واستمرار الحياة بصورة افضل ومتماسك من كافة النواحي.

اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة