الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى جريدة -الشروق الجزائرية- المتزنة انفعلت يوم العاشر من أكتوبر

بودريس درهمان

2011 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


جريدة الشروق الجزائرية في افتتاحيتها ليوم العاشر من أكتوبر فقدت أعصابها و خرجت عن المألوف هي التي تعودت الاقتباس من أمهات الكتب و من بحور فحول الشعراء خرجت هذه المرة عن المألوف لا لشيء فقط لأن قناة البي بي سي اللندنية الناطقة باللغة العربية لم تساير أطروحة العسكر الجزائري الذي ورط منطقة شمال إفريقيا في قضية أزهقت مئات الأرواح وعشرات المعطوبين و المعتقلين و تحت أشعة الشمس الساطعة لأعين المجتمع الدولي المزدوج المعايير. جريدة الشروق الجزائرية التي يملأ إشهارها كل الملاعب و المجلات بالإضافة إلى شاشات القنوات التلفزية الجزائرية لم تتحكم في فلتات لسانها المأجور فنطقت بمفردات تتقزز منها الساحة الإعلامية الدولية. لقد اتهمت هذه الجريدة القناة الدولية اللندنية في نسختها العربية "بالعمالة للمخزن المغربي"، هكذا فحتى قناة البي بي سي حينما لا تكرر موقف العسكر الجزائري في ما يخص قضية الصحراء فهي "عميلة للمخزن المغربي"؛ و هل يمكن لشخص عاقل أن يصدق أو يفكر حتى في اتهام قناة البي بي سي العربية بترجيح كفة المخزن المغربي في ما يخص قضية الصحراء؟؟؟
قضية الصحراء هي أكبر بكثير من الألفاظ النابية و الاتهامات الرخيصة لأنها تدخل في إطار ربيع الشعوب المغاربية الذي انطلق بالضبط يوم العاشر من شهر أكتوبر سنة 2010 و أسقط أنظمة فاسدة و لازال مستمرا إلى حدود اليوم.
جريدة الشروق الجزائرية بافتتاحيتها المنفعلة جدا و كذكرى لنفس اليوم من التاريخ المليء بالأحداث المأساوية و الذي بقي عالقا في الأذهان المغاربية يؤكد مدى الخسارة التي تلقتها الجهة التي لا ترى المنطقة المغاربية إلا و هي مليئة بالأحزان و المأساة.
جريدة الشروق الجزائرية بميلها "للثقافة" العسكراتية التي تدجن المواطنين المدنيين في كيطوهات عقائدية للمحاربة من أجل تثبيت شريعة "الله القهار" و جريدة الشروق الجزائرية بميلها كذلك "للثقافة التحررية" التي تقوم بتدويخ المدنيين الأبرياء و محاصرتهم في مخيمات دفاعا عن قضية تعتبر المملكة المغربية هي واضعتها الأولى لدى الأمم المتحدة بفعلتها هذه تنفضح جريدة الشروق الجزائرية أمام الجميع
"ثقافة" الشروق الجزائرية أصبحت عارية أمام الجميع و هذا النوع من "الثقافة" المختفية وراء أمهات الكتب و بحور فحول الشعراء هي التي يجب عليها أن تنفضح أكثر حتى تزول من منطقة شمال إفريقيا أما كل ما تبقى فهي أجزاء من تفاصيل الحياة المدنية التي يختلف حولها الجميع.
افتتاحية الشروق الجزائرية ليوم العاشر من أكتوبر لم تجد غير هذا التبرير للدفاع عن موقف "ثقافتها" قائلة: "وحتى وإن أعطت الجزائر ظهرها إلى القضية والأطماع المغربية السافرة، بأن الصحراء الغربية إقليم مغربي، فإنه يكذب على نفسه قبل أن يفتري على العالم، لأن:
• ـ القضية مطروحة على الأمم المتحدة منذ 1963.
• ـ القضية مدرجة ضمن اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار، في انتظار إجراء استفتاء تقرير المصير."
الجريدة الجزائرية يمكن أن تمتح من أمهات الكتب التراثية و تقتبس من أبيات فحول الشعراء و لكن لا يمكنها أن تنسي العالم و المنتظم الدولي بأن المملكة المغربية هي من طلبت من الأمم المتحدة إدراج هذه القضية ضمن قضاياها الدولية المبثوث فيها و لا يمكنها أن تنسي كذلك بان فكرة خلق كيان سياسي مستقل في الصحراء لم تبدأ في التبلور إلا بعد سنة 1973 أي بعد ظهور الأطماع الجزائرية في الصحراء، والدليل على ذلك، مشروع التقسيم الذي طرحته الدبلوماسية الجزائرية ضمن الخيارات الممكنة لا زالت تناور من أجله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف