الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للفتنه نعم للوحدة الوطنية

جورج حزبون

2011 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



تجتاح العالم العربي من المحيط الى الخليج حالة مخاض غير مسبوقة ، تثير الكثير من التوجسات ، وتدفع الى التيقظ والانتباه ، فهي حركة كفاحية ثورية لما تطرحه من ارادة التغير والسعي نحو الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ، وبذلك فهي حركة ثورة غير نمطية ، لا تتوافق مع النظريات المعروفة ، لا قيادة محددة ، ولا طبقة محددة ، فمن اذن يقود الثورة ؟ وهل مثل هذا الحراك يحمل مخاطر ؟! ربما لكنه كأي تغير فهو حركة الى الامام ، والتاريخ لا يسير الى الخلف ، قد تحصل انتكاسة لكنها بالضرورة تنطلق الحياة الى الاعلى الى الافضل ، فمن هم الساعين بالامر ؟ وهو ما يذكر بما سئل به هارون الرشيد الى وزيره جعفر البرمكي قائلاً : من هم الغوغاء ؟ فرد عليه بالقول : انهم من اذا اجتمعوا غلبوا ، واذا تفرقوا لم يعرفوا .
لا يمكن الاستناد الى النوايا الطيبة الى حركة شباب رفضت ان تستمر بالوضع السابق ، لكنها لم تطرح ما هي رؤية المستقبل ؟ وهي لم تحتسب ان هناك من يتربص ، ومن هو متضرر من التغير ، وكل هؤلاء يتحرك ولا يستند الى الدعاء ، والملاحظ هنا ان الحالة المصرية كقاعدة غابت عنها روح البداية وتراجعت روح الشباب وانتعشت القوى الغوغائية والمعادية ، والتي من اساليبها تحريك الاقليات والمذاهب والطوائف، وهي ليست اول ثورة تجهض فكان في التاريخ امثلة كثر منها الثورتان الفرنسية والاسبانية وغيرها ، فللثورة قوانين زكتها الحياة والتجربة ، ولكي تنتصر الثورة ، فانها تستند الى برنامج والى اهداف والى قاعدة اجتماعية وسياسية ، تكون صاحبة مصلحة في التغير ، وهنا لا يعتد ( بالنفير ) العام ، كونه ينتفض عاطفيا كما بداء ، في حين مسيرة الثورة طويلة وطريقها غير معبد ، وتحتاج الى نفس لارساء تقاليد واسس ، فقط يحتمل هذه المسيرة من يحمل قتاعة طبقية وسياسية ومصلحية .
في غياب مثل هذه الاسس ، تكون قد برزت الكثير من الشقوق في جدار الثورة ، فتدخل القوى الانتهازية بمختلف المسميات ساعية الى حرف النضال واعادة الدوران في الحلقة المفرغة لتنصيب قبصر جديد ، بالطبع مع بعض ( الكوزمتيك ) للتلائم مع الزمن والمحيط والعالم ، وليست بعيدة تلك التصريحات جول شرق اوسط جديد ، وهو يبدو استراتيجية استعمارية تتزايد اهميتها مع تفلقم الازمة المالية والسياسية لاميركا واوروبا الى جد وصول بعض بلدانها حافة الافلاس !!!

لقد شكلت اتفاقات (سايكس بيكو ) ازمة هوية لحركة القومية العربية ، ورغم كافة شعارات الوحدة ، ورفض السياسيات الامبريالية ، بقيت كل من تلك البلدان التي صاغتها الاتفاقية قائمة ومكرسة للانقسام القومي، رغم المعرفة بانها نتاج منهجي تقسيمي استعماري يستوجب الرفض المبكر وعدم الخضوع له ، الا ان القوى ( الكمبرادورية ) الناشئة والبرجوازية الصغيرة في البلدان العربية ، استثمرت هذا لانتاج لصالحها واقامة انظمة قمع خدمة للمخططات العدوانية ، تماما كما هي جاهزة اليوم لتنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد عبر افساد الثورة بالنزعات الطائفية والاثنية .
وهنا تجيء تصريحات المسؤولين المختلفين في البلدان العربية لتدوير المقولات القديمة عن ، مؤمرات ، واندساس عناصر ؟! تماما كما كان الخطاب ذاته طيلة القرن العشرين ، دون ادراك ، ان للشعوب العربية طموحات ، وان الوطن يحفل بالعديد من الاقليات الدينية والاثنية وهي ان لم تجد حريتها في الوطن تشعر بالغربة ، وعندها تضيع المواطنة ويصبح الولاء للذاتيات ، وهذا ما يسهل مهمة الفئات الانتهازية ( الوطنية ) والقوى الرجعية بما فيها الاسلام السياسي والسلفي .

ومع تفتت مكونات المجتمع ، يصبح الوطن معرضاً للخطر سواء كان بالتقسيم او باعادة توزيعه حسب مقتضيات مصالح رأس المال والقوى الاجتماعية التي لا تجد بالتحالف مع القوى الخارجية بما فيها اسرائيل اي بائس ، فقد اصبح الوطن مصلحة عندها ؟! فان كان هناك فرصة لمثل هذا السيناريو فليس صحيحاً القول ان هناك من يتأمر لمصلحة خارجية ، فالنترك مقولة ( المؤامرة ) ولنفهم ان هناك دائماً مصالح للدول وهي تتربص بمن يستطيع اصطياده ، فلا يجوز توفير فرص خارجية ثم التباكي على الوطن لوجود مقامرين .
ان القوى الثورية مطالبة بطرح برنامج ديمقراطي واضح والتعبئة على اساسه ، وان تدعو لدولة علمانية بوضوح دون تردد امام الذهينة السلفية الوهابية ، فالحياة لا تقبل بالعودة نحو القرون الماضية لمجرد الرهبة من دخول المستقبل والتعامل مع الحداثة ، فكما كتب د.جامد ابو زيد // ان وظيفة الدولة ، كمهمة شرطي المرور ، حتى لا تتصادم فئات وطوائف المجتمع ، اما ان تكون دولة دينية او ذات اتجاه ديني فهي طريق التصادم //.
ليس معزولاً ما جرى في القاهرة عن باقي بلدان الوطن العربي الاخرى ، فالقضية الكردية تتفاعل والنوية تغلي والشيعة تطالب .... والمسيحيون في الوطن العربي بعد عصر القومية العربية والمواطنة والتخاذل امام الاسلاموية ، اصبحوا يشعرون بالاغتراب ، فالتعامل معهم فيه تميز والى حد ما اضطهاد ، والمسألة القبطية ليست فريدة ، فغياب الديمقراطية وغياب حرية الفكر والمعتقد وهيمنة الاصولية الاسلامية ، دفع المسيحين وغيرهم الى الانكفاء والهجرة والدفاع عن النفس ، وهو ما يهدد اوطاننا وليس القول بوجود مؤامرة او مندسين ، فلنواجه الامور بواقعية ولتنهض عناصر الثورة نحو نهج تقدمي واضح حتى تنتصر .
لا يوجد اي انتصار بالاستقواء بالخارج فقط عبر التحالف مع القوى الديمقراطية والفئات صاحبة المصلحة في وطن حداثي متقدم لمواجهة نزعات التخلف المتحالفةِ بالضرورة مع الامبريالية سوا بوعي او غير وعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه