الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله ما مسجلهم بدفتره

محمد جاسم الهاشمي

2011 / 10 / 11
كتابات ساخرة


أعجبتني مقالة منشورة في جريدة الشرق الأوسط للكاتب علي السالم ، ضمنها بحادثة وقعت أمامه حينما كان يجلس في كافتريا فندق شهير بالقاهرة يقع على النيل وبالقرب من ميدان التحرير .
يقول الكاتب: كان يجلس على مقربة مني ظابط في الجيش برتبة رفيعة ، وكننت أسلي نفسي بالتفكير في طبيعة المهمة التي أنيطت بهذا الظابط حيث يجلس هنا وفي يوم لم يكن الجمعه ، ولم تكن هناك مظاهرات كما أعتدنا عليها أيام الجُمَع ، في تلك اللحظة ، اقتحم أحد الأشخاص الكافيتريا وهو يصيح مستنجدا بمن هم في الأرض والسماء، ظهرت خلفه على الفور مجموعة من البشر تحاول الإمساك به ، احتمى الرجل بالضابط الذي صاح: ابعد انت وهو.. في إيه.. إيه اللي حصل..؟
قال الرجل المطارد بصوت متقطع وأنفاس لاهثة: أنا رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة والحضارة المعاصرة، مكتبي في المبنى المجاور للفندق، وهؤلاء جميعا موظفون عندي.. اقتحموا مكتبي.. عاوزين زيادة في الحوافز والمكافآت.. عاوزين يضربوني.. فأنا نطيت من الشباك.. فجاءوا ورائي.. أنا في عرضك يا سعادة البيه..إحميني..
ظهر ضابط شرطة ، بدا الارتياح على وجه ضابط الجيش : إنها مسؤولية الشرطة ، صاح فيهم ضابط الشرطة: ابعد انت وهو.. إيه الحكاية.. هل أنتم سوّاح ؟ أجابوا: لأ ، فسأل الشخص الذي يطاردونه: هل أنت سائح ؟ أجاب: لأ.. أنا مصري..أنا رئيس مجلس إدارة ، لم يتركه الضابط يكمل جملته وقال بارتياح وهو يستدير منصرفاً : أنا شرطة سياحة.. أنا مسؤول فقط عن السياحة والسياح.. اتفضل حضرتك روح اعمل محضر في قسم قصر النيل ، صاح الرجل في تعاسة : أنا لو خرجت من هنا حايقطعوني حتت.. اعتبرني سايح سياحة داخلية.. مش فيه سياحة داخلية للمصريين ؟ أنا جاي من طنطا عشان أزور المواقع الأثرية في القاهرة ، والا انت مسؤول عن السياح اللي جايين من أوروبا وأميركا بس؟ لم يبد ضابط الشرطة استجابة لتوسلات الرجل وقال ببرود: لأ ، أنا مسؤول عن كل السياح اللي جايين من كل أنحاء العالم ، مش من طنطا ، تلفت الرجل حوله في يأس وفجأة وبسرعة خاطفة فتح زجاج النافذة المطلة على النيل وقفز منها إلى الشارع، قفز خلفه الموظفون وبقية الزبائن وأنا معهم وقفنا قريبين من النوافذ العريضة، قبل أن يلحق المطاردون برئيس مجلس الإدارة، ألقى بنفسه في النيل.. قفز خلفه عدة أشخاص لحقوا به في ثوان، أمسكوا به، لحسن حظه ظهر في نفس اللحظة «قارب» تابع لشرطة المسطحات المائية، صاح: إلحقوني.. إنقذوني..
فرد عليه ضابط القارب : إحنا مهمتنا إنقاذ اللي بيغرقوا بس.. حضرتك بتعرف تعوم كويس.. إحنا مراقبينك من الأول.. ده انت بتعوم كويس قوي ، وانصرف قارب المسطحات المائية بينما كانت صرخات الرجل تشق عنان السماء.
ذكرتني هذه الحادثة بقريبي الّذي لم أنساه عندما أقتاده الأرهابيون إلى جهة مجهولة على الطريق السريع المحاذي لمنطقة الدوره ، أسرع أباه الّذي كان معه في نفس السيارة هو وعائلته ، أسرع إلى سيطرة عسكرية بالقرب من مكان الحادث ، فاستنجد بهم فلم يأبهوا له وتحججوا بأن واجبهم هو في السيطرة فقط ، وأن موضوعه يتعلق بالشرطة المحلية ، فنصحوه بتسجيل دعوى ضد " مجهولين " .
ولو كانوا على قدر من المسؤولية وشرف المهنة لما كان قريبي الشاب وكثير من مثله قتلوا نتيجة هذا النهج الّا مسؤول ، في حين هرعت قوة قبل ايام قوامها خمسة عشر مركبة عسكرية من نوع " همر " بقيادة لواء في الجيش العراقي على بناية تعود لأحد البرلمانيين فيها مستأجراً لم يدفع بدل الأيجار الشهري البالغ 125000 دينار عراقي ، لأن حضرة المسؤول أتصل بأبن عمه المسؤول ليتصل الآخر بأبن عم لهم آخر لينفذوا مداهمة ويقطعوا الشوارع ويفزعوا المواطنين في قضية هي ليست من واجبهم .
رحمك الله يا قريبي لو كان أبوك مسؤولاً في الحكومة أوعمك برلمانياً أوخالك وزيراً أو حزبياً لوفروا لك حماية دون غيرك من المساكين الّذين تصفهم والدتي فتقول في لهجتها البسيطة ( الله ما مسجلهم بدفتره ) ربما تقصد والدتي إن الله لا يحاسب المساكين والمظلومين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر