الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البتروديمقراطية ... البترول والديمقراطية المعلبة

محمد مبارك الكيومي

2011 / 10 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الكاتب العماني/ محمد مبارك الكيومي
فمصطلح " البتر وديمقراطية " والذي ظهر كغيره من المصطلحات الدخيلة في اللغة السياسية البرجماتية ضمن أدبيات الحروب الحديثة بعد إحداث الحادي عشر من سبتمبر وغزو العراق تعني السيطرة على منابع النفط في الخليج واسيا الوسطى والذي كلاهما يدور في فلك المربع النقطي والممتد من الخليج العربي غربا إلى أسيا الوسطى شرقا والتي نجحت الولايات المتحدة الأمريكية بان تضع يديها عليه وتتحكم في موارده الطبيعية تحت ذرائع واهية وغطاء شرعي بنشر الديمقراطية والحرية في العالم وغيرها من الشعارات الرنانة وبمباركة الأمم المتحدة ودول الجوار , حيث إن نشر الديمقراطية والحرية في العالم كغيرها من الشعارات المعلبة هي وجبة خفيفة تصل إلى الإفراد والزبائن في إرجاء المعمورة , إذ إن صناعة الشعارات والأكاذيب تعتبر صناعة رائجة هذه الأيام في مطابخ البنتاجون والبيت الأبيض وتدر إرباحا طائلة إذا كانت هناك قوة تساندها كالآلة الإعلامية والتي تأتي حسب اللوبي النفطي العسكري والذي يمسك بزمام الأمور في البيت الأبيض ولوبيات حكومية بترو-عسكرية والتي تمسك بزمام الأمور في البنتاجون , تحقق مصالحها الشخصية وإرباحا مضاعفة ما دامت تقع تحت أيديهم السلطة المطلقة والتي لا تشترى ولا تقدر بأي ثمن في الحكومة الأمريكية وكبريات الشركات الأمريكية العابرة للقارات كهاليبرتون وشفرون تكسكو واكسون موبايل النفطية .
فعند وصول الرئيس دبليو بوش الى الرئاسة في البيت الأبيض وأعلن عن تشكيلة حكومته والتي تحمل في بصماتها نفس الوجوه والفريق والذي لعب دورا محوريا في حرب تحرير الكويت عام 1990 وشغل مناصب عسكرية حساسة في حكومة جورج دبليو بوش الاب كديك تشيني وزير الدفاع , وكولن باول رئيس الاركان وبول ولفويتز الصهيوني والمعروف بحماسه المفرط للدولة العبرية وريتشارد بيرل وكوندليزا رايس وغيرهم من اللوبي العسكري النفطي , حذر الكثير من المحللين السياسيين في تلك الفترة من غزو محتمل للعراق وان الفريق الذي شكله الرئيس المنصرف ما هو الا فريق "حرب" او لوبي بترولي جاء لاكمال ما عجز عنها الرئيس بوش الاب وتنفيذ نفس الاجندة والتي عجزت عنه ادارة بوش الاب نظرا للظروف الغير مواتية في تلك الفترة , لتتشابك معها المصالح العسكرية في البنتاجون باللعبة السياسية في البيت الابيض وتتداخل مع المصالح المالية والاقتصادية للشركات اذ ان معظم اركان الإدارة السابقة بطريقة أو بأخرى أصحاب ورؤساء إدارة ومدراء تنفيذيين في كبريات الشركات العابرة للقارات كهاليبرتون وشفرون تكسكو ويونوكال واكسون موبايل وهاركن انرجي كوربوريشن وبخاصة ان العراق يطفو على بحيرة من النفط تقدر ب 70 مليار دولار .
كما ان الولايات المتحدة الأمريكية لم تجيش الجيوش وتحشد الرأي العام الأمريكي والعالمي ضد النظام العراقي من اجل اسمي إلا وهو إحلال الديمقراطية على طريقة " العم سام " بدل الديكتاتورية في بغداد بل تعدها لتحقيق أهداف خفية من وراء الستار إلا وهو النفط ثم النفط ثم النفط ولتبقى التصريحات المعلنة غير النيات المبيتة المحرك الأساسي في السياسية القذرة للولايات المتحدة الأمريكية حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية ادعت بان تدخلها أبان غزو العراق للكويت عام 1990 من اجل تحرير الكويت من براثين الاحتلال العراقي الغاشم واتضح فيما بعد بأن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لصدام بدخول الأراضي الكويتية من خلال الاجتماع والذي جمع كل من ابريل جلاسبي سفيرة أمريكيا في بغداد بالرئيس المخلوع صدام حسين والذي أكدت فيه الأخير ضمنيا بان الكويت لا ترتبط بمعاهدات أمنية وإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك قبل إن تدق طبول الحرب وتعلن السفيرة للملا قبل تقديم استقالتها بأنها وقعت في زلة لسان راح ضحيتها ودفع ثمنها كل من الشعب العراقي والكويتي وعلى حد سواء . وهذا ما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" في عدد سابق من ان ريشارد بيرل المسئول السابق في وزارة الدفاع الامريكية واحد الذين ساهموا في غزو العراق يسعى الى الحصول على عقود للتنقيب على النفط في كردستان العراق وكازخستان , واشارت الصحيفة من ان العقد الذي يسعى بيرل الى الحصول عليه يتعلق بالتنقيب عن النفط في منطقة تسمى " كي 18 " تقع بالقرب من مدينة اربيل حيث يقدر وجود اكثر من 150 مليون برميل من النفط في المنطقة .
كما ان الديمقراطية لا تاتي معلبة من الخارج على ظهر دبابة امريكية وكتب عليها صنع في الولايات المتحدة الامريكية بل هي ممارسة تمارس في العمل وفي البيت وفي الشارع وفي الازقة والاحياء الفقيرة والثرية وعلى حد سواء , كما ان الشعب العراقي غير مهيأ بعد للتجربة الديمقراطية وذلك بعد ديكتاتورية استمرت ثلاثين عاما وهذا ما ترجمه العنف اللامحدود والقتل الوحشي والذي تقوم به الجماعات المسلحة المعارضة للوجود الامريكي في العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة