الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا و زمن المعجزات

قصي حسن

2011 / 10 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



مما لا شك فيه الان أنه هناك حراك على كل المستويات في سوريا لتجنيبها ضربة عسكرية على غرار ما حدث في ليبيا و لكن هل حقا" يمكن تفادي ذلك ؟
لقد دأب النظام الاسدي على مدى عقود و عقود على اتهام كل من بعارضه بالعمالة لأمريكا و الصهاينة دون رادع أو دليل يقنع الشعب بذلك بحجة أنه المقاوم الوحيد في المنطقة بوجه مخططات
امريكية أوربية للسيطرة على هذه المنطقة الحيوية من العالم و كان الشعب في سوريا يحتمل القمع و التنكيل و الترهيب و النفي و القهر و الفساد و المحسوبيات-بالعا" الموس على الحدين- كما يقول المثل الشعبي لكي لا يقال أن الشعب السوري ضد المقاومة و خوفا" من أن يسقط النظام الوحيد المقاوم في المنطقة حسب ما يظهر و لكن هذه الحجة لم تعد تسمن و لا تغني من جوع لان الناس على مدى أربعين عاما خبرت و عرفت أنه حتى يستطيع شعب ما أن يقاوم على مدى طويل ينبغي أن يتمتع حقيقة بالمشاركة السياسية في القرار و أن يكون قادرا" على محاسبة الفاسدين و المرتشين و مستغلي المناصب السياسية لكي -يغتنوا و يسمنوا- إلا أن ما فعله النظام السوري على مدى أربعين عاما " على المستوى الداخلي لا يعدو كونه سوى الامعان في القمع و كبت الحريات و الاعتقالات العشوائية التي لا تتطابق مع ما يدعيه في مواقفه الخارجية سالفة الذكر ومع أننا لا يمكن أن نكون مع أي تدخل خارجي مهما صغر أو كبر فان هذه الامور لا تحدث بمشيئة الدول الصغرى و لا بمشيئة الافراد فليس صحيحا" أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو الذي جر رجل حلف الناتو و أوربا لكي يتدخلو ا في ليبيا بل هناك مصالح حقيقية كانت مهددة لو لم يتدخل الناتو و استطاع الناتو و أوربا أن يجنبوا بلدانهم الخسائر الكبيرة التي كانوا سوف يتعرضوا لها لو لم يتم التدخل فالدول الغربية و أمريكا ليست جمعيات خيرية لنشر الديمقراطية كما يدعون و هي لا تريد لا من قريب و لا من بعيد أن تنشر ديمقراطية لا في سوريا و لا في غيرها و هي لا تتدخل هنا و هناك كرمى للعيون السود أو الزرق فهناك مصالح لها في هذه المنطقة متى ما شعرت بأنها مهددة فانها سوف تحرق الاخضر و اليابس لكي تحافظ على هذه المصالح و هذا ما ينبغي أن يدركه الشعب السوري بكل أطيافه المعارضة و الموالية و لان كنا لا نريد أن نشكك بوطنية قوى المعارضة و القائمين على قيادة المجلس الانتقالي و أخص بالذكر الدكتور غليون فاننا نعرف حق المعرفة أن الدكتور غليون يسعى بكل ما أوتي من معرفة و علم و ثقافة لتجنيب سوريا هذا المخاض العسير و لكن أعود و أؤكد أن المسألة ليست بيد المعارضة السورية و لا بيد الموالاة و إنما بيد الدول المعنية و احتكاراتها العالمية و لكن بامكان المعارضة السورية أن تسعى لتجنيب سوريا هذا التدخل من خلال رفضها له حقيقة وبأشكال مختلفة اعلامية و واقعية على الارض من خلال رفضها التمويل من الخارج أو عقد مؤتمراتها في الخارج و من خلال العلنية أي عقد كل لقاآتها و مؤتمراتها بشكل علني و عدم القبول بأي مؤتمر أو لقاء لا يكون علنيا" أي أن يتم التفاوض مع الغرب و مع تركيا و مع الدول التي تريد التدخل في سوريا بشكل علني و مباشر و تكون محاضر الجلسات و المفاوضات علنية و مباشرة فان لم يكن هناك ما يخجل منه الانسان فلا ينبغي أن يخفيه بما معناه الغاء ما يجري خلف الكواليس من مفاوضات و لتكن كل حوارات المعارضة علنية و من فوق الطاولة و على المحطات التلفزيونية مباشرة بدون جلسات سرية لكي يقبض كل منهم الثمن على مواقفه و ليعرف الناس على ماذا يتفاوض هؤلاء و ماذا يقدمون لكي يحوزوا على مناصب ما و كيف حدث و اختير غليون مثلا" رئيسا" للمجلس الانتقالي مع أنه كان مرفوضا" مبقا" و مع احترامي الشديد له فهو غير معروف في سوريا الا على مستوى المثقفين أي أنه لا يملك حيثية شعبية تخوله أن يكون على رأس المجلس فهناك أناس أحق منه و لو اختلفنا معهم سياسيا" ماذا قدم غليون من تنازلات و ملذا قدم له الاخرون لماذا لا يكون ذلك علنيا" مثلا" هل اعتبر غليون وجها علمانيا" ارضاء" لفرنسا و الغرب أم ماذا نحن كشعب نريد أن نعرف كيف تتم المفاوضات و ماهي حقيقة المؤتمرات السرية و الغرف المظلمة و لا نريد تسريبات من هنا و هناك و أن نكون في موقف و فجأة و بدون سابق انذار ننقلب 180 درجة .
أما من ناحية النظام فانه من الواضح أنه لا يريد أن يجد حلا" حقيقيا" و أنه متخم بما يسميه الدعم الشعبي المزيف للنظام ناسيا" أو متناسيا" ما كان عليه صدام حسين و القذافي و بن علي و مبارك قبل ساعات من سقوطهم ناسيا" أو متناسيا" أن الشعب في سوريا لم يعد يصدق الكذب و الدجل عن المقاومة و الوقوف في وجه المخططات الغربية الساعية الى السيطرة على البلد و أن الشعب السوري يريد اجراءات فعلية على أرض الواقع فلماذا لا تكون لقاءآت الاسد مع قادته الميدانيين و السياسيين علنية لماذا لا تكون لقاءآته مع موفدي الدول الغربية و السفارات علنية و مباشرة مما يخاف الاسد أو أن وراء الاكمة ما ورائها ؟.
من هنا أجد أننا بحاجة الى معجزة ربانية لكي نجنب سوريا التدخل الاجنبي و لما كان زمن المعجزات قد ولى فاننا لن نستطيع منع التدخل الاجنبي اذا ما شعر الغرب أن مصالحه في النطقة معرضة للخطر و عندها لا يمكن لا للمجلس الانتقالي و لا للنظام أن يمنع هذا التدخل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و