الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام والمسيحية ..... التنوع والتسامح

محمود خليفة جودة
كاتب وباحث

(Mahmoud El Siely)

2011 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لقد جاءت أحداث ماسبيرو الأخيرة لتضيف وتزيد من أوجاع المصريين بكافة طوائفهم وانتمائتهم الفكرية والسياسية , لقد أصابنى حالة من الصدمة لمشاهده ابناء الوطن الواحد يقتلون بعضهم البعض , فقد كانت كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معانى , أليس هذا الجيش هو حامى الوطن والمدافع عن أمنه ! كيف يوجة سلاحه فى وجه شعبه !, الأمر الذى استوجب منى نظرة عميقة وصمت حمل فى طياته العديد من التساؤلا هل تغيرت ثقافة الشعب المصرى؟ أين تكمن المشكلة؟ كيف الخلاص من تلك الجرح العميق فى جسد الوطن؟ , حقيقة الأمر ان شعب مصر الذى عرف على مر التاريخ بتسامحه وقبول التنوع واحترام الأخر , أصبح الآن يفتقد لكثير من مقومات الشخصية المصرية التى تجلت فى أعظم صورها فى ثورة 1919م الذى تلاحم فيها الهلال مع الصليب , فلم يكن هناك مسلم ومسيحى هكذا كانت مصر فى الماضى ,ولكن مصر السادات ومبارك ظهرت فيها ملامح الانقسام بين ابناء الشعب , انقسام كرسه النظام السابق لخدمة اجندته الخاصة ومصالحه وصل لدرجة تورطه فى تفجير المقدسات المسيحية , هناك مشكلة حقيقة فلندع الشعارات الرنانه جانبا ولننظر إلى أرض الواقع , هناك مشكلة ساعد فى زيدتها التعامل السياسى غير الواعى والمغيب عن واقعه, وتصاعد الشد والجذب حول مدنية الدولة أواسلاميتها قد اصاب مجتمعنا بحالة من الفرقه, لابد ان نأخذ فى الاعتباران هناك من لا يريد لمصر ما بعد مبارك ان تنهض , فلنتذكر جيدا تصريحات الرئيس السابق للموساد مائير داغان التى اعلن فيها ان اسرائيل تعمل على اذكاء الفتنة الطائفية في مصر, علينا ان نتخذ مما يجرى عبرا ودروسا حتى لا نرى مصر سودانا أخر , لابد من الاعتراف بالاخر واعلاء قيمة الانسانية فوق كل اعتبار ففى النهاية نحن بشر ابناء وطن واحد نتجرع مرارة الألم ونتذوق حلاوة الفرح معا , فلا مسلم ولا مسيحى ,الاسلام والمسيحية أكدا على قيم المحبة والتسامح , الاسلام ارسى اسس المدنية عندما وصل الرسول للمدينة المنورة فقد أقام كيان الدولة الاسلامية على احترام الأخر وقبول التنوع , مؤكدا على حسن العلاقة وتقدير الذات الانسانية , فلنذكر وقوفه عندما مرت جنازة يهودى فقد قام من مجلسه احتراما للقيمة الانسانية التى نخن الآن فى حاجة إلى إعلائها عما سوها, وهذا لا يعنى اننا لا ننحى للدين جانبا فى حياتنا بل الدين المعاملة فالتعامل لأبد ان يكون مستندا على قيم دينية تكفل حرية العقيدة للجميع , تؤمن بالتسامح والمحبة ,هذا هو الاسلام , وهذا محمد نبى الاسلام الذى تحدث عن أهل مصر قبل دخول الاسلام " إنكم ستفتحون مصر فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا",قال تعالى فى الذكر الحكيم :"لكم دينكم ولي دين", تلك هى شريعة الاسلام , المسيحة أكدت على التسامح ونبذ العنف فالله محبه, وتلك مقولة السيد المسيح الشهيرة "اذا ضربك احد على خدك الايمن فناوله خدك الايسر ..... ", وفى الكتاب المقدس " طوبى لصانعي السلام.لانهم ابناء الله يدعون" , التساؤل الذى يجعلنى فى حيرة من أمرى أليس نحن بشر فى النهاية وقبل كل شىء, فقد ولدت مسلما وما إذا لو ولدت فى أسرة مسيحية !, علينا ان نبحث فى أعماق الذات عن النفس البشرية ونتعامل من منطلق احترام لكل منا للأخر والوقوف على قدم المساواة فلا أغلبية ولا أقلية , فلندع الدين للرب, ولنحكم العقل فى تصرفاتنا وتعاملنا , فلنجعل علاقتنا بالأخر مرتكزة على القيمة العقلية والانسانية , فلا نتعامل مع ذاك وتلك من منطلق دين أو جنس أو نوع انما نتعامل من منطلق قيمة أعظم تجمعنا هى الانسانية فقد نختلف وقد نتفق معا فى الأمور , ويبقى شىء واحد هو ما يحكم تصرفاتنا وتعاملنا هو الفكر والعقل , فالانسان لدى ما هو إلا قيم وأفكار ورؤى لا انظر لاى اعتبار أخر , كلنا أخوة لأعظم رابطة فى عالمنا هى الانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال