الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطباء يماهون عمال التنظيف

كاظم الأسدي

2011 / 10 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اطباء التخدير يماهون عمال التنظيف في نشاطهم
إذا كان هناك من وصف مستحدث لعراق اليوم .. فهو بحق بلد المفارقات العجيبة والغريبه ... ففي الوقت الذي تجد فيه الغالبية العظمى من الناس وقد دخل الأيمان متأخرا" قلوبها و غدى الخشوع والخوف من الآخرة المتسيدعلى حديثها !! فأنك تجد الفساد والنهب في المال العام العراقي أمرا" مألوفا" يمتهنه الغالبية منهم و بات العراق مضرب الأمثال في الفساد وسرقة المال العام وحديث المنظمات الدولية بعد تسيده وبإستحقاق قوائم الفساد عالميا" !! كما بات المواطن في الداخل يأن تحت وطئة الفقر والفاقه وشدة الأزمات وإنعدام الخدمات !! وهو لايملك شبرا" من أرضه الغنية تلك ..؟؟ فأن البعض الآخر يملك و يشيد المزيد من الأبراج داخل وخارج الوطن في ليلة وضحاها بعد أن كان بالأمس القريب لايملك ثمن سرواله !!
ومن المفارقات التي تشهدها الساحة العراقية امؤخرا" أن تلتقي مصالح أطباء التخدير العراقيين مع عمال التنظيف الوقتيين ؟؟؟ مما دعى(( الأطباء وعمال التنظيف )) لأعلان مظلوميتهم في فترة متقاربه ؟ وعبر نضال مطلبي جماهيري متماثل !! من اجل تلبية وتحقيق مطالبهم ؟؟؟
ولعل عمال التنظيف قد عانوا قبل الأطباء من شركات التنظيف التركيه التي قدمت للعراق وباتت تهدد مصالح عامل التنظيف المسكين الذي لايستطيع أن يتمتع بقيلولة الصباح التي تمتد بين ((التاسعة صباحا"وحتى الثانية عشر ظهرا" )) ليستيقظ ويتهيء لأداء الصلاة !! والتي ينهي بها دوامه الرسمي ؟؟ الذي يتقاضى أجره اليومي كاملا" مقابل إنجازه !!
في الوقت الذي تطالبهم فيه شركات التنظيف بقطع تلك القيلوله التي تسبق الصلاة وإنجاز العمل الموكل لهم !! او صرف من لايلتزم و إنهاء عقده ؟؟ مما إضطرهم للوقوف متراصين ضد تلك الشركات في مظاهرات يقف خلفها أكثر من حزب ولأكثر من غرض مخفي تطالب الحكومة لأنهاء العقود مع تلك الشركات وفي أكثر من محافظه ....وحتى لو أدى ذلك الى تعفن أكداس النفايات التي تزين معظم أزقة وساحات المحافظات !!.
وبمعانات وطنيه متشابهة لاتختلف كثيرا"عما يعانيه عمال التنظيف .. كان أطباء التخدير العراقيين لا يتمتعون كزملاءهم من الأختصاصات الأخرى بعيادات كشف خاصه تدر عليهم الآلاف من الدولارات يوميا" ؟؟ وذلك بسبب نوعية إختصاصهم و الذي لايتناسب مع فتح تلك العيادات ... مما إضطر غالبيتهم الى ترك عملهم في المستشفيات الحكوميه وتقديم إجازة (( تمارضية )) تجعل العشرات من صالات العمليات في المراكز الحكوميه مقفله بسبب عدم وجود طبيب تخدير ؟؟ لأن أطباء التخدير كزملاءهم عمال التنظيف لهم الحق بقيلولة أيضا" ؟؟ ولكن من نوع آخر ...و ليس كما يتمتع بها عامل التنظيف ذاك تحت ظل الأشجار وهو مختبئا يفترش الرصيف ... بل معززا" مكرما" تحت التبريد وفي صالة عمليات محترمه داخل المستشفيات الأهلية ؟؟
وعندما تعاقددت وزارة الصحة مضطرتا" مع عدد من أطباء التخدير الهنود للعمل كمخدرين في المستشفيات والمراكز النائية والمقفله حاليا" ؟؟ بادر ونهض طبيب التخدير العراقي من قيلولته الوطنيه داخل أروقة المستشفيات الأهليه !! ليعلن تذمره وسخطه على القرار الذي إتخذته وزارة الصحة ؟؟ وبدأت فعلا" الدعوات للتظاهر ومنع التعاقد مع الأطباء الأجانب ... حيث إسترشد الأطباء بتجربة زملاءهم عمال التنظيف وتماهوا مع أنشطتهم المطلبيه ..لان للأطباء العراقيين كما لعمال التنظيف الأولوية في العمل والقيلولة معا": ؟؟
وليبقى المواطن العراقي المريض يأإنتظار أن يستيفيق ضمير طبيب التخدير من قيلولته ويقررعندها دخول صالة العمليات الحكوميه والتي طالما حلم بها المريض وطال إنتظاهر لدخولها !! عسى أن تخفف بعضا" من الألم المرافق لأمراضه المزمنه والتي لاتنتهي ؟؟ طالما بقى عامل التنظيف والطبيب والمسؤول في قيلولة هي أقرب منها للسبات الأبدي ؟؟ وطالما كانت الحكومه عاجزه عن تنظيف المدن كعجزها عن حل الأزمات الأخرى اللامتناهيه ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصبت ورب الكعبة
شروق البصري ( 2011 / 10 / 12 - 13:40 )
الاستاذ كاظم الاسدي
دعنى اولا اهنئك على هذا المقال الرائع
ما كتبته ياسيدي يطلق عليه بلغة الادب الكوميديا السوداء
كيف تسنى لك الاحاطة بهذا المشهد وتصويره تصويرا دراميا دقيقا للحد الذي تمكن القارئ سماع شخيرهم وهم فى غيبوبة القيلولة الابدية
ولكن ماادهشني حقا عند قرائتى لهذا المقال انه عندنا حقا عمال نظاقة في بلدنا
دعنى اقول انها حقا معلومة جديدة بالنسبة لى
و كنت اظن ان العراق الجديد قد ارتقى عن هذه الخدمة ولاكنك تؤكدها هنا
حسننا اذن فالانجازات والمشاريع التنموية العملاقة التي تحققت ومازالت مستمرة على قدم وساق وبحس وطنى عالى جدا لم تغفل النظافة والدليل ثنائية اطباء التخدير وعمال النظافة التى اشرت اليها فى هذا المقال الخفيف على قلب القارئ
سلمت يداك و اتمنى لك كل التوفيق

شروق البصري


2 - انها الحقيقة المؤلمه
ندى فاضل ( 2011 / 10 / 12 - 23:02 )
شكرا للاستاذ كاظم الاسدي على عرضه لهذا الموضوع الذي له علاقة بالصحة والحياة ويعلم الله كم من العراقيين فقدوا حياتهم امام جشع الكثير من الاطباء والعاملين في هذا المجال .ان من يسمع اخبار العراق والعراقيين في الداخل يصاب بصدمة كبيرة ولا ادري لماذا وصل حال اكثرهم الى هذا الحد من الجهل والتخلف والانحطاط. اين هي الاخلاقيات والمثل العليا التي تربوا عليها وورثوها عن اباءهم واجدادهم ومجتمعهم؟وهل كانت فترة الحصار اسهل بكثير من هذه الايام ورغم ذلك لم نسمع بهذا الجشع والطمع؟لماذا لم ينهار البعض الاخر فقد كنا نسمع عن عوائل فضلوا الموت على الجوع.يؤلمني ان اسمع بان الاكثريه لا يحب العراق ولا يضحي من اجله رغم تحسن ظروفهم المعيشيه كثيرا.هذه الايام نسمع من الحقائق التي تقول ان العراقيين في الداخل يفكرون فقط في جمع الاموال والبناء باي طريقه رغم انهم ليسوا محتاجين لدار ياؤيهم وانما للاستثمار(الايجار)مهما كان نوع البناء سيئا وبسيطا وبسعر خيالي يصل لمليون دينار المهم افراغ جيب اخيهم مستغلين ازمة السكن.هناك اماكن اخرى لا يقل موظفيها جشعا لها علاقة بمستقبل الاجيال نتمنى ان يتوقف عندها صاحب المقال مشكورا


3 - رد الكاتب
كاظم الأسدي ( 2011 / 10 / 13 - 05:46 )
الأخت شروق البصري .. تحيه وسلام مع وافر التقدير والأمتنان لألتفاتتك الكريمه .. والتي جاءت متزامنه مع جل إهتمامي .. بدقة وواقعية النقاط التي سبق وأن حددها شخصك الكريم في مقالك الأخير وتحميلك المثقف الراكن الى برجه الآمن المسؤولية في تردي وتراجع دوره داخل المجتمع ؟؟؟ فإن وطن يمتلك مثل تلك العقول النيرة لابد وأن يكون المستقبل لصالحه ... ولابد أن تشرق شمسه من اليسار لتنشر نورها على ذلك الظلام الدامس والعابر المحيط بالوطن وأهله حاليا- .... وتقبلي مرة أخرى وافر شكري وتقديري ..


4 - رد الكاتب
كاظم الأسدي ( 2011 / 10 / 13 - 06:12 )
لأخت ندى المحترمه... مع شكري وتقديري .. لأهتمامك بالمقال .فأني أشاطرك الصدمه ؟؟ لهول ما نعايشه اليوم من ظواهر الجشع والفساد والتخلف !! وأتفق معك أن هناك الكثير ممن لم ينهار أو يتنازل عن المثل النبيله التي تربى عليها ؟ كما أطمئنك بوجود الكثير من الوطنيين الشرفاء الذين لا هم لهم سوى مستقبل الوطن وسعادة أهله ... شكرا- مرة أخرى وسوف أضع ملاحظتك الأخيره حول أماكن أخرى أمام ناظري .. وستجديها عند أقرب وقت


5 - شكرا لكم على سطحيتكم في مناقشة الموضوع
abdulsattar hadi ( 2011 / 10 / 18 - 05:58 )
رغب الكثير من زملائي عن التعليق على هذا الموضوع ولكني استاذنهم فاقول ...ان الكاتب وباسلوب قديم وجاهلي رغب في المقارنة بين اطباء التخدير وعمال النظافة بقصد الانتقاص من الاطباء لانه شبههم بعمال النظافة وانا ارى ان ذلك شرف لكل مهنة شريفة ونزيهة فالمواطنون الاخرون الذين ينتمي لهم الكاتب هم مصدر الاوساخ اما عمال النظافة فهم من يخلصنا من هذه الاوساخ والكل يعلم ذلك ..اما نحن فنتشرف بهذا التشبيه ولكن مع ملاحظة عدم واقعية الوصف الذي الصقه الكاتب بنا وهو النوم في القيلولة ودليلنا على ذلك ان الاحصائيات وليس الكلام الانشائي تقول ان عشرات الاف العمليات الجراحية تجرى سنويا في العراق من قبل 400 طبيب تخدير فقط وهذا رقم قياسي على مستوى العالم!!فهل كل هذا العمل يتم خارج القيلولة اذا لكان رقما قياسيا اسطوريا وازود الكاتب بعلومة ان كل طبيب في العالم لا يجري اكثر من عمليتين او ثلاث في اليوم الواحد اما نحن فنعمل اكثر من عشر عمليات وبامكانه ان يسال عن هذه المعلومة في اقرب مستشفى ...اسأل الله تعالى ان يجزيه على نيته اضعافا مضاعفة .


6 - لست بحاجه الى التشبيه...
كاظم الأسدي ( 2011 / 10 / 20 - 13:55 )
المحترم عبد الستار ... 1 / كان الأولى التمعن في قراءة المقال قبل التسرع والحكم عليه عبر العنوان !! للتتأكد من انني لم أشبه الأطباء بعمال التنظيف لأن تلك حقيقة إنسانيه منذ الخليقه ..شاء البعض أم أبى ؟؟ ولاحاجه لذكرها .. بل شبهة السلوك أو التصرف في كلا الموقعين 2 / لم أنكر جهود الأطباء المخلصين في عملهم الله يعلم ويحسن جزاءهم على قدر نيتهم ؟ بل إنتقدت من يتخلف عن عمله في المستشفى الحكومي بشتى الحجج وهي عديده في هذا الزمن ليعمل خارجها في الوقت الذي يتظاهر مطالبا-الوزارة بإلغاء التعاقد مع الأطباء الهنود .. و لتبقى فيه الصالات الحكومية دون طبيب مخدر؟؟
شاكرا- لك إهتمامك بالموضوع ومسامحا- ما صدر عنك من ألفاظ هي اقرب للدونية و لا تصدر من إناس حياة المريض رهن ذكاءهم ؟؟

اخر الافلام

.. ترامب يهاجم مجددا مدعي عام نيويورك ويصعد لهجته ضد بايدن | #أ


.. استطلاع يكشف عدم اكتراث ذوي الأصول الإفريقية بانتخابات الرئا




.. بمشاركة 33 دولة.. انطلاق تدريبات -الأسد المتأهب- في الأردن |


.. الوجهة مجهولة.. نزوح كثيف من جباليا بسبب توغل الاحتلال




.. شهداء وجرحى بقصف الاحتلال على تل الزعتر في غزة