الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن - قهر القمع والاستبداد

أنور البني

2004 / 12 / 11
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


الحوار المتمدن ( قهر القمع والاحتكار )

إن حق اعتناق الأفكار وحرية الرأي والتعبير عنه ونشره هو أحد أهم الحقوق الأساسية للإنسان المنصوص عليها بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان , فالإنسان هو بالمحصلة مجموع القيم والأفكار التي بحملها ويؤمن بها ويعمل لأجلها , ويفقد الرأي , ومن ثم الإنسان أي قيمة إذا ظل حبيس ذهن من يحمله , ولولا انتشار الأفكار ونشرها وتداولها لبقيت البشرية رهينة عصور الظلام ولم نكن نشهد أي تطور للبشرية والحضارة . فالتقدم والتطور البشري مرتهن لتداول الأفكار ونقاشها وتطويرها .
وقد تنبهت السلطات الديكتاتورية لهذه الحقيقة , وحاولت وقف تطور مجتمعاتها بحجب المعلومات وإغلاق كافة منافذ ووسائل الحوار بمنع الصحافة وقمعها ومنع التجمعات والمنتدبات وكل وسائل الإعلام والإرسال والتلقي و التجمع للقاء والحوار , وأبقتها تحت رقابتها وسيطرتها , وكانت هذه أهم وسيلة استطاعت السلطات الديكتاتورية عبرها بإبقاء سيطرتها طويلا على مجتمعاتها ووقف نمو وتطور هذه المجتمعات .
وبالتطور التقني والمعلوماتي وظهور اللواقط والمحطات الفضائية بدأت وسيلة الضغط هذه بالتسرب من بين أصابع هذه السلطات التي حاولت جاهدة وبكل قواها منع انتشارها وعقاب من يستخدمها ( في سوريا لم يسمح باستخدام اللواقط الفضائية وأجهزة الهاتف الخلوي بشكل رسمي إلا منذ سنوات قليلة , وهناك عدد من المواطنين اعتقلوا بموجب قانون الطوارئ وحكم عليهم بالسجن لسنوات لاستخدامهم الإنترنت لإرسال وتلقي الرسائل والدخول إلى المواقع التي تعتبرها السلطة معارضة , وفي العراق لم يعرفوا اللواقط الفضائية وأجهزة الهواتف المحمولة إلا بعد الحرب ) .
ولكن ظلت المحطات الفضائية أسيرة الكلفة العالية وتوجهات رأس المال الذي أنشأها . ورهينة أفكار وسياسات أصحابها , وبالتالي مارست هذه المحطات نفس سياسة الإقصاء التي مارستها السلطات القمعية بأسلوب انتقاء الأخبار والتركيز عليها ومناقشتها من وجهة نظر واحدة بما يخدم مصلحة وأهداف أصحاب المحطة. وبقي من لا يملك رأس المال لا يملك وسيلة نشر , إلا إذا شاء القدر أن تناسب أفكاره مصلحة محطة ما , في وقت ما , أو إذا تخلى صاحب الأفكار عن جزء أو كل مبادئه لخدمة الخط الفكري والسياسي للمحطة .
وبدخول الإنترنت إلى المجال الإعلامي انفتحت آفاق هائلة وواسعة أمام الأفكار وتداولها إن بالكمية أو بالنوعية , فبالإضافة إلى زهادة المقابل المادي ( وعدم ترتبه في بعض الأحيان ) ما أدى إلى وجود وسيلة نشر شبه مجانية ومفتوحة أمام أصحاب الأفكار فقد تحققت قفزة كبيرة في طريقة تداول المعلومات من حيث سرعة التداول اللحظية والعلاقة المباشرة بين المرسل والمتلقي مما أدى إلى وجود علاقة تفاعلية خلاّقة بينهما .
تحاول كثير من المواقع الممولة اجتذاب الرواد وإغراءهم بالكثير من المغريات المادية والمعنوية لصرف أنظارهم عن الحوار الحرّ البناء , ولكن هناك دائما الفسحة اللازمة للمواقع التي تسعى جاهدة لتكون وسيلة بناء حقيقي في صرح الحضارة البشرية بتسخير نفسها لخدمة الحوار التفاعلي ونشر المعلومات من أي مصدر تحت سقف الحوار بالكلمات لا بوسائل الدمار والقتل , وإعطاء المعارك الفكرية فسحة للقتال بوسائل حضارية تحترم حياة الإنسان وتعتبر أن هدف الأفكار هي حماية حياة هذا الإنسان لا قتله من أجلها .
وبكل ثقة أقول بأن الحوار المتمدن أحد أهم هذه المواقع التي أسست لقهر القمع بفتح الأبواب أمام سيل المعلومات وتداولها وقهر الاحتكار بإعطاء المساحة لأي فكرة أو رأي بغض النظر عن توافقه أم لا مع أفكار صاحب الموقع الذي أعلن وبكل شفافية عن انتمائه.
أحيي الحوار المتمدن في سنته الثالثة , وأحيي استمراره وإصراره على نهجه بفتح الباب أمام الجميع بإيمان واضح ومعلن أن التمدن يعني الحوار وأن التخلف يعني القتل .

المحامي أنور البني
عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف