الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليحمي الله مصر من حكامها الحاليين

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 10 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لم يأت طنطاوي للحكم نتيجة هتاف الشعب مطالباً به حاكماً .
فلم يقع عليه إختيار جمعية تأسيسية شعبية حاكماً ، ثم خرج الشعب لينفذ إرادة تلك الجمعية التأسيسية الشعبية ، التي هي تعبير عن إرادة الشعب ، كما حدث في مايو 1805 .
و لم يختره الشعب المصري مباشرة زعيماً شعبياً لثورته كما حدث مع سعد زغلول .
و لم يقد حتى حركة عسكرية ضد مبارك لقيت تأييداً شعبياً كما قاد كل من أحمد عرابي و عبد الناصر حركتان عسكريتان لقيتا لبعض الوقت تأييداً شعبياً - إلى حد ما - ثم قادتا مصر في نهايتهما إلى أكبر كارثتين وطنيتين شهدتهما مصر في خلال القرنين الماضيين ، و هما الإحتلال البريطاني ، و هزيمة 1967 ، و الأخيرة منهما لم تفق المنطقة من نتائجها الوبيلة لليوم ، برغم مرور أكثر من أربعة عقود على وقوعها .
لا ينقص طنطاوي الشرعية السياسية الشعبية فقط ، بل و أيضاً ينقصه الإحترام الشعبي ، لأن الشعب لا ينظر إليه إلا كرجل من رجال مبارك المقربين ، و هذه نتيجة طبيعية لشخص مكث عقدين تقريباً وزيراً للدفاع في عهد مبارك الأثيم ، و حتى بعد أن أصبح على قمة السلطة رفض أن يحاول خلق شعبية له بالإستجابة لمطالب الشعب العادلة .
الشيء الوحيد الذي إعتمد عليه لتبرير حكمه ، و شرعنته ، هي القصة التي رددتها السلطة منذ الحادي عشر من فبراير 2011 ، و لازالت ترددها ، و التي فحواها : رفضه الإستجابة لطلب مبارك إستخدام الجيش لقتل المتظاهرين السلميين أثناء الفصل الأول للثورة .
قول ، رددته السلطة ، و تستند عليه لتبرر وجودها ، و لكنها لا تنتبه إلى إنه في حد ذاته دليل ضد مبارك ، يؤيد رأي الشعب في ضرورة إعدام ذلك المجرم .
قضية محاولة مبارك إستخدام القوات المسلحة ضد المتظاهرين السلميين ، و رفض طنطاوي ذلك ، مسألة تحتاج لبحث ، فهناك إحتمال كبير أن تكون القصة الحقيقية مغايرة تماماً للرواية الرسمية .
ما أعتقده هو أن الكبار المحيطين بمبارك أدركوا عقم الإستمرار في إستخدام القتل و الترويع ، بعد فشل مذبحة جمعة الغضب في إخماد الثورة ، و فشل البلطجية في واقعة الجمل في فض الثورة ، و فشل إستخدام طائرات القوات الجوية في إرهاب المتظاهرين ، و فشل إطلاق المجرمين المحترفين في إرهاب الشعب و دفعه للخروج لتأييد مبارك ؛ فقرروا أن مبارك كشخص يجب أن يذهب ، حتى يبقى النظام ، و ذلك بالإلتفاف على الثورة بإستخدام أعوان مبارك في المجلس العسكري - مستغلين حبنا و إحترامنا كشعب لجيشنا - و يؤيد رأيي هذا تخيير عمر سليمان الشعب ، في الأيام الأخيرة لعهد مبارك ، بين إستمرار مبارك في الحكم و بين إنقلاب عسكري ، و نظام طنطاوي - كما هو واضح - هو ذلك الإنقلاب ، و بالمناسبة فقد قمت بالرد على تهديد عمر سليمان في مقال : هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي ، و الذي كتب و نشر في الحادي عشر من فبراير 2011 ، و يوجد كتسجيل صوتي في يوتيوب بنفس العنوان ، و كذلك يوجد في يوتيوب رسالة صوتية لم أنشرها كمقال عنوانها : تمثيلية المجلس العسكري لن تخدعنا .
برغم إيماني بأن الرواية الرسمية عن دور طنطاوي و مجلسه ، في حماية الثورة ، هي قصة خرافية حبكها عمر سليمان ، إلا إنني سأتجاوز اليوم ، الثاني عشر من أكتوبر 2011 ، عن ذلك مؤقتاً ، لأقول :
لقد إعتبر نظام طنطاوي - أي طنطاوي و مجلسه - أن شرعيته تقوم على رفضه قتل أفراد الشعب ، و الآن ، و بعد مساء الأحد التاسع من أكتوبر 2011 ، فإن يداه مخضبتان بدماء بعض أفراد الشعب ، و بالمناسبة فإن إقدامه على قتل أفراد من الشعب ليس بالأمر الجديد ، لأن هناك جريمة قتل تمت في الثامن من إبريل 2011 ، من الواضح إنه قد تم نسيانها عمداً من قبل اتحاد شباب خيانة الثورة ، و غيره من التنظيمات التي تدعي الثورية ، حتى يسهل لهم التعامل مع نظام طنطاوي الذي سيتحكم في تشكيلة البرلمان القادم .
لقد فقد نظام طنطاوي غطاءه الشرعي الذي إدعاه ، بإرتكابه لما يقول إنه إمتنع عن إرتكابه في عهد مبارك .
إلا أن الجريمة التي تمت في مساء الأحد التاسع من أكتوبر 2011 ، و التي أعادت لذاكرتنا الأحداث الدموية للفصل الأول للثورة ، لا تقف في بشاعتها عند حد إزهاق النفوس .
ما حدث من جانب إعلام السلطة ، و أعني الإذاعة المرئية ، أو التلفزيون ، من تحريض على الفتنة ، بشكل واضح و صريح و مفضوح ، هو أشد من القتل .
إنها جريمة تفوق في بشاعتها و دناءتها التوصيف بكلمتي : خيانة عظمى .
محاولة نظام طنطاوي الخبيث جر الشعب المصري للقيام بتقتيل بعضه البعض هي الخيانة الأعظم ، و الأكبر .
إنه إستمرار لنهج نظام مبارك في محاولته تفتيت الشعب المصري ، و لكن هذه المرة الجريمة تمت جهاراً بواسطة الإذاعة المرئية الرسمية ، و الدليل أصبح دامغ ، و لا يمكن التنصل منه .
إن كان لنظام طنطاوي أية شرعية في ما مضى ، فقد سقطت تلك الشرعية مساء الأحد التاسع من أكتوبر 2011 .
الآن طنطاوي ، و مجلسه العسكري الحاكم ، و كل أركان ذلك النظام ، متهمين ليس فقط بتهمة قتل مواطنين مصريين ، بل و أيضاً بتهمة خيانة الشعب المصري .
نضالنا شرعي ، و نهجنا سلمي ، لنتذكر ذلك دائماً .
ملحوظة تعد جزء من المقال : في هذا الشأن يمكن مراجعة مقال : إستبداد الوصاية يحتاج فتنة طائفية ، و نشر في العشرين من مايو 2011 ، و يوجد كتسجيل صوتي بنفس العنوان في يوتيوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة